كلاهما درس الهندسة ولكن الأب جلال الدين الحمامصي، تركها بعد أن حصل علي شهادته، جذبته الصحافة وأصبح واحدا من نجومها، أما الابن كامل فقد احترف العمل الهندسي واتخذ من الكتابة هواية ووجد نافذة الفيس بوك ليطل منها علي مريديه من أصدقاء صفحته. عادت بي الذاكرة إلي 45 عاما مضت وتحديدا في مايو 1974 عندما كنا في امتحان المادة التي كان يقوم بتدريسها لنا أستاذنا الراحل العظيم جلال الحمامصي، ونحن في السنة الأولي بكلية الاعلام، تفقد اللجنة ووجد صراخا من الطلبة والطالبات يطالبون بمد الامتحان ساعة زيادة من الساعات الثلاث المقررة لصعوبة الامتحان في الوقت الذي أنهيت فيه الإجابة خلال ساعة ونصف فقط وهو ما دعا الأستاذ جلال لسؤالي انت خلصت وجاوبت ولا تركت ورقة الإجابة فارغة، أجبته انتهيت من اجابة الاسئلة، نظر إليّ بدهشة واستنكار وكان نجاحي في المادة دليلا أن نظرته كانت تعبر عن الدهشة فقط. تذكرت هذا الموقف وصديقي محيي عبدالغفار يخبرني بأن المهندس كامل الحمامصي قام ببث مقال لي علي صفحته معلقا عليه بسطور أسعدتني للغاية، وبالفعل سرعان ما تلاقينا علي صفحات الفيس وتبادلنا أرقام الهاتف وبدأت صداقة كنت أتوق إليها منذ زمن بعيد فما زرعه فينا الأستاذ من المؤكد أنه زرع أضعافه في نجله المهندس كامل. تصفحت كتاباته التي يكتبها تحت عنوان »من حديث الهمة» ليذكرني بعامود »دخان في الهواء» الذي كان من أقوي وأشهر الأعمدة اليومية في الصحافة لأستاذنا الراحل. وتذكرت أنه رفض أن يعود لكتابته في بداية عصر السادات معللا ذلك بأنه لن يكتب في ظل وجود رقابة في الصحف، رغم كان يكتب لنا في الصفحة الأولي من جريدة صوت الجامعة التي كان يصدرها طلاب كلية الإعلام تحفيزا لهم وتشجيعا حتي لو لم يكن يوقع المقال باسمه وظل علي موقفه حتي قرر الرئيس السادات إلغاء الرقابة علي الصحف وعاد جلال الدين الحمامصي كاتبا لعموده في الصفحة الثالثة من الأخبار ليقتحم أعشاش الدبابير وتقوم الدنيا ولا تقعد مع كل قضية يثيرها مؤكدا أن الكاتب ضمير أمته مدافعا عن حق وطن وحقوق مواطن. كلما قرأت ما يكتبه المهندس كامل الحمامصي الذي اكتسب من والده أستاذنا العظيم الكتابة لوجه الله والوطن ولا يحرك قلمه إلا ضميره أيقنت أن التاريخ يعيد نفسه - أحيانا - مع أنجال الرواد مهما اختلفت توجهاتهم أو التمسوا طريقا آخر في الحياة بعيدا عن الطريق الذي سلكه الآباء، ولكن طريق الفكر وامتلاك ناصية القلم يتميز بعدم قدرة أحد علي احتكاره فقد يبدع العالم أيا كان مجاله أكثر مما يبدع الكاتب والمفكر المحترف. هل ينصفه وزير الخارجية؟ القارئ مصطفي عبدالكريم عيسوي كبير الباحثين السابق بالإدارة القانونية بوزارة الخارجية، حصل علي حكم نهائي من الإدارية العليا بإقرار أقدميته في درجة مدير عام واحتساب مدة عمله بالخارج وصرف المستحقات المالية الناشئة عن هذا الحكم. عيسوي يناشد الوزير بإنصافه بعد تعنت الإدارة المسئولة في تنفيذ الحكم لصالحه رغم أنهم نفذوا أحكاما مماثلة لموظفين آخرين بعد بلوغهم السن القانونية مثله.