لدي إيمان كامل بأن ما نتطلع إليه من بناء للدولة المدنية الحديثة والقوية، رهن بالجهد المكثف والعمل المضني الذي نستطيع القيام به للوصول إلي ذلك، وتحويله من مجرد أمل يراودنا إلي واقع ملموس علي الارض. وكنت ولازلت مقتنعا بأن الطريق إلي الدولة القوية المتقدمة التي نسعي إليها، لن يكون مفروشا بالورود، ولكنه طريق صعب يحتاج إلي مضاعفة الجهد الذي نبذله الآن علي طريق البناء والتنمية الشاملة والتطوير، ..، هذا إذا أردنا حقا وصدقا الخروج من المأزق الاقتصادي الذي نحن فيه والانطلاق علي طرق المستقبل الأفضل. أي أننا نحتاج لتحقيق ما نريد إلي عمل دائم ومكثف وشاق، في كل مجالات الانتاج والخدمات، وصولا إلي معدلات تنمية لا تقل عن »7٪» سبعة بالمائة سنويا، بدلا من المستوي والمعدل الذي وصلنا إليه الآن، والذي يقارب بالكاد نسبة »5٪» الخمسة بالمائة. ليس هذا فقط، بل لابد أن نبذل أقصي ما نستطيع من جهد وقدرة علي العمل والابداع والانتاج، كي نرتفع بمعدلات التنمية إلي أكثر من 7٪، خلال السنوات الثلاث القادمة بإذن الله وبعزم المصريين، وأن نستمر علي هذا المعدل لعشر سنوات قادمة أو أكثر. وفي هذه الحالة علينا أن نوقن بأن الانطلاقة الكبيرة التي نشهدها الآن، وطوال السنوات الأربع الماضية، علي طريق البناء والتنمية علي جميع الاصعدة العمرانية والصناعية والزراعية والتكنولوجية، هي الطريق الصحيح لتحقيق ما نطمح إليه، شريطة أن نستمر بكل الاصرار علي السير في ذات الاتجاه وعلي نفس الطريق. وقد يري البعض أن هذا صعب ويحتاج إلي طاقة انسانية زائدة وعالية لا تتوافر لدينا،..، وأن ذلك هو مجرد آمال وأماني غير قابلة للتحقيق،..، ولكني أقول أن تلك آمال وأمنيات مشروعة، وطموحات ممكنة التحقيق،..، بل إننا قادرون بالفعل علي تحقيقها بالعمل الجاد والاصرار علي النجاح وتحقيق ما نصبو إليه بإذن الله،..، نعم نحن نستطيع.