قال شيلزنجر وزير الدفاع الامريكي أثناء حرب أكتوبر 1973: شعرت أن حرب أكتوبر كانت مفاجأة لنا رغم أنه كان لنا مخابرات متفوقة وكان اعتقادنا أن إسرائيل ستنتصر حتي ولو لم يكن انتصارا حاسما مستندين علي ما حدث في حربي 56 و67 وعلي القوة العسكرية الإسرائيلية فنيتنا كانت ألا نتورط صراحة في الحرب لأن أي هزيمة للعرب لن تخرج الروس من المنطقة.. وسألني هنري كيسنجر وزير الخارجية عن خيارات تقديم المساعدات التي طلبتها جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية .. وفي اليوم الخامس ساد الإسرائيليين التشاؤم وأن المساعدات الأمريكية لا تعوض خسائرهم في الحرب لذا كان تعويضنا لإسرائيل عاليا جدا خوفا أن تهزم إسرائيل وعدم رغبة الولاياتالمتحدة إمدادها بالتعويضات العسكرية بشكل صريح لكنا أمام ضيق الوقت اخترنا نصف الطريق بنقل الإمدادات علي طائرات أمريكية وإبلاغ إسرائيل بضرورة وصول الطائرات في الظلام وأن تفرغ حمولتها قبل النهار والتزم السفير الإسرائيلي بواشنطن بذلك وفي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي تحركت طائراتنا شرقا مستخدمة قواعد البرتغال وحدثت مفاجأة لم تكن متوقعة فقد كانت هناك عاصفة أدت إلي هبوط الطائرات في الصباح وعليها علامة الجيش الأمريكي ولم نستطع أن نقول إننا غير مشتركين فيما يجري بل إن فرحة الإسرائيليين بوصول الإمدادات جعلت نصف سكان تل أبيب يلتفون حول مكان هبوطها ويصفقون لوصول الطائرات الأمريكية فقد كان الجسر ضروريا لأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل.. • في كواليس الصحافة والسياسة هيئة الكتاب عاطف الغمري