نتائج انتخابات «الشيوخ» بالإسماعيلية: أكثر من 160 ألف صوت صحيح.. و5 مرشحين في المقدمة    انتخابات الشيوخ 2025 | اللجنة العامة بأسيوط تواصل فرز الأصوات    30 دقيقة تأخرًا في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية»    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 6 أغسطس    قبل جمعة الحسم.. ويتكوف في موسكو لمحاولة أخيرة قبل قرارات ترامب    القافلة التاسعة من شاحنات المساعدات تتحرك من مصر باتجاه غزة    تقرير تونسي: الزمالك يتمم اتفاقه بإعارة الجفالي إلى أبها السعودي    القنوات الناقلة لمباراة أستون فيلا وروما الودية التحضيرية للموسم الجديد    موعد مباراة برشلونة وكومو في كأس خوان غامبر 2025.. والقنوات الناقلة    مصدر أمني ينفي ادعاءات الإخوان بوجود صور إباحية لضابطي شرطة    لهذا السبب... محمد صبحي يتصدر تريند جوجل    توم هولاند يشعل العالم من قلب جلاسكو.. تصوير SPIDER-MAN: BRAND NEW DAY يكشف ملامح مرحلة مارفل الجديدة    رابط مفعل الاَن.. تنسيق المرحلة الثانية 2025 وقائمة الكليات المتاحة علمي وأدبي    عيار 21 بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 6-8-2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوعين    موعد مباراة الزمالك وسيراميكا كليوباترا في الدوري المصري 2025-2026 والقنوات الناقلة مباشر    بالألوان.. تطبيق «Lastquake» يتيح رصد الزلازل حول العالم    تحطم طائرة في ولاية أريزونا الأمريكية ومقتل جميع ركابها    ما هي أعلى شهادة في بنك مصر الآن؟    محمد صلاح ينشر صورة لحذائه.. ما التفاصيل؟    والد محمد السيد: أنا لست وكيل أبني والزمالك طالبه بالتجديد والرحيل بعد كأس العالم    فضله على ابنه، ترامب يختار خليفته لترشيح الجمهوريين في انتخابات الرئاسة 2028    نواب أمريكيون ديمقراطيون: العقوبات ضد روسيا تراخت تحت إدارة ترامب    مندوب فلسطين بمجلس الأمن: إسرائيل ترد على دعوات العالم للسلام باحتلال غزة وتجويع شعبنا    تكريم مصمم الديكور سمير زيدان في ختام ندوات الدورة ال18 للمهرجان القومي للمسرح    دعاء الفجر | اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا    بعد اتفاق رسمي يضمن الحقوق الأدبية والمادية.. الزمالك ينهي تعاقده مع تيدي أوكو    التصريح بدفن طفلين لقى مصرعهما غرقًا في مياه عزبة مشتهر بالقليوبية    «حسابات غير صحيحة».. علاء مبارك يعلق على عملية 7 أكتوبر    شاب يقتل آخر طعنا بسلاح أبيض في قرية بأطفيح    الداخلية: لا علاقة لضباطنا بالفيديو المفبرك.. والإخوان يواصلون حملات الأكاذيب    كانوا رايحين الشغل.. إصابة 10 عمال في حادث انقلاب أتوبيس على طريق السخنة- صور    تعرف علي حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025    تعرّف على خطوات طلب اللجوء للأجانب.. وفقًا للقانون    حازم فتوح: نيوم السعودي طلب ضم زيزو من الأهلى بعرض رسمي    حالات يجيز فيها القانون حل الجمعيات الأهلية.. تفاصيل    الأمم المتحدة تحذر من تداعيات "كارثية" لتوسيع العمليات الإسرائيلية في غزة    "المنبر الثابت".. 60 ندوة علمية بأوقاف سوهاج حول "عناية الإسلام بالمرأة"    شملت مدير مكتبه، كريم بدوي يصدر حركة تنقلات وتكليفات جديدة لقيادات قطاع البترول    طريقة عمل البسبوسة، أحلى وأوفر من الجاهزة    السجن المؤبد وغرامات بالملايين.. عقوبات صارمة لحماية صحة المواطن    رسالة 4 من د. البلتاجي لرئيس مصلحة السجون: استقيلوا من المنصب .. فلا يصح وهو منزوع الصلاحيات    لا تخش التجربة وتقبل طبيعتك المغامرة.. حظ برج القوس اليوم 6 أغسطس    الممثل التركي إلهان شان يثير الجدل بتصريحاته عن أم خالد وأسماء جلال (فيديو)    عمرو سلامة يدافع عن التيك توكر محمد عبدالعاطي: «فرحة الناس بحبسه خسيسة»    3 طرق لحفظ ملفاتك قبل موعد توقف الميزة.. «تروكولر» يحذف تسجيل المكالمات من «آيفون»    الحكومة الأمريكية تقترح تخفيف بعض القيود على المسيرات التي تحلق لمسافات طويلة    أخلاق الروبوتات.. وضمير الذكاء الاصطناعي    هتقعد معاكي سنة من غير عفن.. خطوات تخزين ورق العنب    لأطول مدة وبكامل قيمتها الغذائية.. خطوات تخزين البامية في الفريزر    «الموز الأخضر والعدس».. أطعمة تقلل خطر هذا النوع من السرطان بنسبة 60%    أمين الفتوى: زكاة الوديعة واجبة.. ويجوز صرفها لحفيدة المطلقة إذا كانت مستحقة    فيلا للمدرس ومليون جنيه مصاريف.. شريف عامر يناقش أزمة القبول في المدارس الخاصة    داليا البحيري بالشورت ونادين الراسي جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    نشرة التوك شو| إقبال كبير على انتخابات "الشيوخ".. و"الصحة" تنفي فرض رسوم جديدة على أدوية التأمين الص    هل يجوز قصر الصلاة لمن يسافر للمصيف؟.. أمين الفتوي يجيب    وكيل صحة الفيوم يتفقد مستشفى إبشواي ويوجه بسرعة حل شكاوى المرضى وتحسين خدمات العظام    سعر طن الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025    عصام شيحة: كثافة التصويت بانتخابات مجلس الشيوخ دليلا على وعي الشعب المصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
كيف قام كيسنجر بإنقاذ إسرائيل؟

لقد استغاثت جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل بالدكتور
كيسنجر لإنقاذ إسرائيل من الهزيمة أمام القوات المصرية
كيف أنقذ هنري كيسنجر إسرائيل من الانهيار الكامل في حرب أكتوبر 73؟ وكيف خرج بها من الهزيمة المحققة بعد انتصار الجيش المصري وقيامه بعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف في سيناء؟ وكيف قام بإقناع الرئيس الأمريكي نيكسون بالتحرك السريع من جانب أمريكا لإنقاذ إسرائيل من الكارثة، ذلك بإقامة الجسر الجوي من القاعدة الأمريكية في أوروبا لإمداد إسرائيل بالأسلحة الأمريكية اللازمة لإيقاف الهجوم المصري الكاسح في سيناء وتراجع القوات الإسرائيلية أمامه بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بها في الأسلحة والمعدات؟ وكيف كان تدخل كيسنجر رجل إسرائيل في البيت الأبيض السبب في وصول القوات المصرية إلي خط المضايق بعد العبور؟
لقد استغاثت جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل بالدكتور كيسنجر لإنقاذ إسرائيل من الهزيمة أمام القوات المصرية ووصلت إلي درجة انها طلبت السفر إلي واشنطن لإرسال المساعدات المطلوبة من الأسلحة الأمريكية لأن إسرائيل فقدت معظم الاحتياطي الاستراتيجي من أسلحتها في المعارك الضارية مع القوات المصرية ولم يعد في إمكانها الصمود أمام المصريين.. كان موقف إسرائيل في جبهة سيناء مساء 9 أكتوبر عاجزا عن تحقيق أي عمل عسكري لإنقاذ الموقف بعد عبور القوات المصرية وتفوق الجيش الثاني والجيش الثالث علي طول جبهة القناة وإيقاف التقدم السريع إلي قلب سيناء.
وحسب تقدير الجنرال موشي ديان أن إسرائيل قد تضطر للانسحاب إلي خطوط أخري وكان ذلك يتفق مع رأي الجنرال إليعازر رئيس الأركان عندما قال بعد أن سقط خط الدفاع الأول الإسرائيلي وتصدع خط الدفاع الثاني لم يعد أمامنا إلا الانسحاب والتمركز في خط المضايق لمنع القوات المصرية من التقدم.. وفي المعارك الجوية وقتها أتمت قواتنا الاستيلاء علي الشاطيء الشرقي للقناة بالكامل وأخذت في التقدم علي طول خط المواجهة حتي وصلت إلي مسافة 12 كيلومترا داخل سيناء بعد أن كبدت الإسرائيليين خسائر فادحة في الأفراد والمعدات من الدبابات والمدفعية. كما أخذت القوات الإسرائيلية في الهروب من تحصينات خط بارليف تاركين مواقعهم وأسلحتهم وكانت كارثة عسكرية بكل المقاييس!
وفي واشنطن تبلغ للدكتور كيسنجر في الواحدة صباحا ان إسرائيل تطلب بصفة عاجلة إمدادها بالأسلحة والمعدات نتيجة الخسائر الجسيمة التي لحقت بقواتها في الدبابات والطائرات أمام الهجوم المصري الكاسح وكان ذلك يمثل موقفا خطيراً من وجهة نظر أمريكا.. ففي الواحدة والدقيقة اربعين من صباح ذلك اليوم استيقظ كيسنجر علي مكالمة من السفير الإسرائيلي دينتز يسأل عما تستطيع أمريكا عمله لإمداد إسرائيل بالأسلحة والمعدات المطلوبة بصفة عاجلة وكان ذلك مثار الدهشة من كيسنجر بعدما حصلت عليه إسرائيل من طلبات خاصة من المعدات الإلكترونية قبلها بأيام.
وفي الساعة الثامنة والنصف صباحا اجتمع كيسنجر بالسفير الإسرائيلي دينتز في غرفة الخرائط بالطابق الأرضي في البيت الأبيض واصطحب معه الجنرال جور الملحق العسكري. ويقول كيسنجر إن كلا منهما اطلعاه علي الخسائر التي كبدتها القوات المصرية للإسرائيليين وكانت مرعبة وغير منتظرة، فقد فقدت إسرائيل 49 طائرة بسبب الصواريخ السوفيتية وكانت صدمة كبيرة عندما علم كيسنجر ان إسرائيل خسرت 500 دبابة وطلب دينتز الاحتفاظ بسرية هذه الخسائر.. ولم يكن أمامنا مخرج من الكارثة غير إعادة تسليح إسرائيل بأسلحة أمريكية حديثة ولكن كان يصعب إرسالها بالسرعة المطلوبة واقترح جور تأمين إرسالها من القوات الأمريكية في أوروبا وفي هذه الحالة يلزمنا عدة أسابيع وستكون مصيبة لأن هناك الأسلحة السوفيتية المتوافرة لدي القوات المصرية المتقدمة بشراسة وكانت إسرائيل في حاجة إلي انتصار عسكري سريع..
جسر جوي أمريكي
وفي نهاية الاجتماع الذي تم بين كيسنجر وجور انتحي به جانبا ليبلغه رسالة شفوية من جولدا مائير رئيسة الوزراء انها مستعدة للحضور شخصيا إلي واشنطن لمدة ساعة من الزمن لمقابلة الرئيس نيكسون وعرض طلباتها لإنقاذ إسرائيل وستكون الزيارة سرية.. ورفض كيسنجر بشدة هذا الطلب حيث لا يقدمه أحد إلا في حالة هيستيرية لأن الرحلة سوف تبعد مائير عن إسرائيل في وقت حرج.. ووسط معركة ضارية.. وعلل كيسنجر ان الجنرال ديان في نفس الوقت يأمر بالتراجع العميق أمام القوات المصرية في سيناء.. واستدعي كيسنجر مجموعة العمل الخاصة للخروج من الأزمة المفاجئة وطرح البدائل أمام الرئيس نيكسون وكان ذلك في الساعة 8ا يوم الثلاثاء وكان الموقف معقدا وخطيراً وكانت البدائل تتراوح بين عمل جسر جوي مباشر او استمرار النقل بالطائرات الاسرائيلية.
ونقل كيسنجر إلي السفير الاسرائيلي قرار الرئيس الامريكي انه تقرر ارسال جميع قطع الغيار والمعدات ما عدا قنابل الليزر ووعد بتعويض اسرائيل بكل ما تحتاجه من طائرات فانتوم ودبابات حديثة طراز إم 60 احدث ما لدي امريكا حسب اقتراح د. كيسنجر واذا اضطرت فانها ستصل بالطائرات الحربية الامريكية »طائرات النقل الكبيرة»‬ وكان معني ذلك ان امريكا دخلت الحرب إلي جانب اسرائيل.
وعلي الجبهة كانت قوات الجيش الثاني والجيش الثالث قد حققت مهمتها في رأس كوبري عسكري بعمق 15 كيلو مترا في سيناء.. تمهيداً واستعدادا لاستكمال الهجوم إلي خط المضايق »‬ممرات الجدي ومتلا» وكانت المعلومات تشير إلي وصول الامدادات العسكرية الامريكية لاسرائيل بينما يتم تفريغها في مطار العريش مباشرة إلي ميدان العمليات.. وكان كيسنجر يتابع بنفسه جسر النقل الجوي وكان يبلغ السفير الاسرائيلي بذلك وكانت الطائرات الامريكية لا تتوقف عن نقل الاسلحة والمعدات المطلوبة..
واستخدمت امريكا لتنفيذ الجسر الجوي 228 طائرة نقل منها 51 طائرة طراز سي 5 و17 طائرة من طراز سي 141 ونفذت 569 طلعة تحمل الكميات التالية لاسرائيل وحدد وزير الدفاع الامريكي عدد الطائرات التي يسمح بهبوطها في اسرائيل في اليوم الواحد بعدد 23 طائرة كحد اقصي لاعتبارات سياسية.. واستكمالا لامداد اسرائيل بالاسلحة انشأت امريكا جسرا بحريا خصص لنقل المعدات كبيرة الحجم من الدبابات والمدافع والعربات.. ومما يجدر ذكره ان بعض الدول الاوروبية رفضت تقديم المساعدات اللازمة لطائرات النقل الامريكية وهي انجلترا واسبانيا وايطاليا واليونان وتركيا والذي فرض عليها اتخاذ خط سير متعرج إلي اسرائيل.. وتنوعت الاسلحة والمعدات والذخيرة التي وصلت بواسطة الجسر الجوي.. وكان ابرزها هي محركات طائرات الفانتوم واجنحتها واجزاء طائرات سكاي هوك وصواريخ جو/ ارض ومستودعات قنابل ومعدات صيانة محركات الطائرات.. واشتملت الاسلحة البرية علي الدبابات والمدفعية.. والملاحظ ان الجسر الجوي الامريكي بدأ يوم 13 أكتوبر وهو اليوم السابق لتطوير الهجوم المصري إلي الممرات ولذلك تمكنت اسرائيل من صد هذا الهجوم وما يلفت النظر ايضا ان ابرز الايام التي تميزت بحجم هذا المجهود الجوي الامريكي كانت ايام 15 و16 و17 و21 أكتوبر وهي الفترة التي حدثت فيها ثغرة الدفرسوار..
وبهذا الجسر تمكنت امريكا من رفع الكفاءة القتالية للقوات الاسرائيلية في المرحلة الاخيرة من حرب أكتوبر.. وهو الذي جعل ميزان القوة العسكرية يتحول إلي جانب اسرائيل وهو ما كان كيسنجر يعمل عليه كما ابرز دعم امريكا المطلق لاسرائيل في هذه الحرب.. واستطاع كيسنجر اقناع مصر وامريكا بقرار وقف اطلاق النار .
لن أحارب أمريكا
بعد عودة الرئيس السادات من مركز العمليات ليلة 2021 أكتوبر إلي مقر قيادته قرر الموافقة علي وقف إطلاق النار.. وسجل مبررات هذا القرار بالتالي:
1 اتضح لي أن القمر الصناعي الأمريكي الذي كان يوصل المعلومات إلي إسرائيل ساعة بعد ساعة قد أخطرهم بنقل الفرقة 21 المدرعة من الضفة الغربية للقناة إلي الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط علي سوريا. كما طلب الرئيس الأسد وأقرر للتاريخ أن روسيا لم تبلغنا بشيء بواسطة أقمارها الصناعية التي كانت تتابع المعركة.
2 حدث تطور خطير شعرت به وأنا أتابع المعارك من مركز العمليات.. فقد استخدم الجسر الجوي الأمريكي لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الكبيرة التي كانت تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة وبدأت ألاحظ تطورا خطيرا آخر في معارك الدبابات التي اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين في إدارتها.. وكانت كلما اصيبت لإسرائيل 10 دبابات كانت تصل المزيد من الدبابات.. لقد دخلت أمريكا الحرب لانقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور »‬أنقذوا إسرائيل» في اليوم الرابع.
3 أما التطور الثالث الخطير فهو أن أطلق صاروخان علي بطاريتين مصريتين للصواريخ وتم تعطيلهما تماما وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ أمريكي جديد يسمي »‬القنبلة التليفزيونية» وانه كان ما يزال تحت الاختبار في أمريكا فأرسلته لنجدة إسرائيل.
4 لقد دخلت أمريكا الحرب لانقاذ إسرائيل حتي بالأسلحة التي مازالت تحت الإختبار ومنها قنبلة »‬المافريك» وأسلحة أخري.. وأنا أعرف امكانياتي.. واتخذت القرار: لن أحارب أمريكا! وفي هذه الليلة 19 20 أكتوبر »‬يقصد 20/21» اتخذ القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لي عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدي بأسلحتها الحديثة التي لم تستخدم أغلبها من قبل..!
في هذا الوقت كان كيسنجر في طريقه إلي موسكو بشأن عملية وقف إطلاق النار ومما يذكر أن كيسنجر قام بزيارة إسرائيل في طريق عودته من موسكو إلي واشنطن وأخطر القاهرة بهذه الزيارة لكي تتفهم أهدافها التي تتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن بغير إبطاء!
تدخلت أمريكا لنجدة إسرائيل بأحدث الأسلحة لكي لا تنهار وقام كيسنجر بجهود مع موسكو لوقف إطلاق النار
لقد استغاثت جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل بالدكتور
كيسنجر لإنقاذ إسرائيل من الهزيمة أمام القوات المصرية
كيف أنقذ هنري كيسنجر إسرائيل من الانهيار الكامل في حرب أكتوبر 73؟ وكيف خرج بها من الهزيمة المحققة بعد انتصار الجيش المصري وقيامه بعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف في سيناء؟ وكيف قام بإقناع الرئيس الأمريكي نيكسون بالتحرك السريع من جانب أمريكا لإنقاذ إسرائيل من الكارثة، ذلك بإقامة الجسر الجوي من القاعدة الأمريكية في أوروبا لإمداد إسرائيل بالأسلحة الأمريكية اللازمة لإيقاف الهجوم المصري الكاسح في سيناء وتراجع القوات الإسرائيلية أمامه بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بها في الأسلحة والمعدات؟ وكيف كان تدخل كيسنجر رجل إسرائيل في البيت الأبيض السبب في وصول القوات المصرية إلي خط المضايق بعد العبور؟
لقد استغاثت جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل بالدكتور كيسنجر لإنقاذ إسرائيل من الهزيمة أمام القوات المصرية ووصلت إلي درجة انها طلبت السفر إلي واشنطن لإرسال المساعدات المطلوبة من الأسلحة الأمريكية لأن إسرائيل فقدت معظم الاحتياطي الاستراتيجي من أسلحتها في المعارك الضارية مع القوات المصرية ولم يعد في إمكانها الصمود أمام المصريين.. كان موقف إسرائيل في جبهة سيناء مساء 9 أكتوبر عاجزا عن تحقيق أي عمل عسكري لإنقاذ الموقف بعد عبور القوات المصرية وتفوق الجيش الثاني والجيش الثالث علي طول جبهة القناة وإيقاف التقدم السريع إلي قلب سيناء.
وحسب تقدير الجنرال موشي ديان أن إسرائيل قد تضطر للانسحاب إلي خطوط أخري وكان ذلك يتفق مع رأي الجنرال إليعازر رئيس الأركان عندما قال بعد أن سقط خط الدفاع الأول الإسرائيلي وتصدع خط الدفاع الثاني لم يعد أمامنا إلا الانسحاب والتمركز في خط المضايق لمنع القوات المصرية من التقدم.. وفي المعارك الجوية وقتها أتمت قواتنا الاستيلاء علي الشاطيء الشرقي للقناة بالكامل وأخذت في التقدم علي طول خط المواجهة حتي وصلت إلي مسافة 12 كيلومترا داخل سيناء بعد أن كبدت الإسرائيليين خسائر فادحة في الأفراد والمعدات من الدبابات والمدفعية. كما أخذت القوات الإسرائيلية في الهروب من تحصينات خط بارليف تاركين مواقعهم وأسلحتهم وكانت كارثة عسكرية بكل المقاييس!
وفي واشنطن تبلغ للدكتور كيسنجر في الواحدة صباحا ان إسرائيل تطلب بصفة عاجلة إمدادها بالأسلحة والمعدات نتيجة الخسائر الجسيمة التي لحقت بقواتها في الدبابات والطائرات أمام الهجوم المصري الكاسح وكان ذلك يمثل موقفا خطيراً من وجهة نظر أمريكا.. ففي الواحدة والدقيقة اربعين من صباح ذلك اليوم استيقظ كيسنجر علي مكالمة من السفير الإسرائيلي دينتز يسأل عما تستطيع أمريكا عمله لإمداد إسرائيل بالأسلحة والمعدات المطلوبة بصفة عاجلة وكان ذلك مثار الدهشة من كيسنجر بعدما حصلت عليه إسرائيل من طلبات خاصة من المعدات الإلكترونية قبلها بأيام.
وفي الساعة الثامنة والنصف صباحا اجتمع كيسنجر بالسفير الإسرائيلي دينتز في غرفة الخرائط بالطابق الأرضي في البيت الأبيض واصطحب معه الجنرال جور الملحق العسكري. ويقول كيسنجر إن كلا منهما اطلعاه علي الخسائر التي كبدتها القوات المصرية للإسرائيليين وكانت مرعبة وغير منتظرة، فقد فقدت إسرائيل 49 طائرة بسبب الصواريخ السوفيتية وكانت صدمة كبيرة عندما علم كيسنجر ان إسرائيل خسرت 500 دبابة وطلب دينتز الاحتفاظ بسرية هذه الخسائر.. ولم يكن أمامنا مخرج من الكارثة غير إعادة تسليح إسرائيل بأسلحة أمريكية حديثة ولكن كان يصعب إرسالها بالسرعة المطلوبة واقترح جور تأمين إرسالها من القوات الأمريكية في أوروبا وفي هذه الحالة يلزمنا عدة أسابيع وستكون مصيبة لأن هناك الأسلحة السوفيتية المتوافرة لدي القوات المصرية المتقدمة بشراسة وكانت إسرائيل في حاجة إلي انتصار عسكري سريع..
جسر جوي أمريكي
وفي نهاية الاجتماع الذي تم بين كيسنجر وجور انتحي به جانبا ليبلغه رسالة شفوية من جولدا مائير رئيسة الوزراء انها مستعدة للحضور شخصيا إلي واشنطن لمدة ساعة من الزمن لمقابلة الرئيس نيكسون وعرض طلباتها لإنقاذ إسرائيل وستكون الزيارة سرية.. ورفض كيسنجر بشدة هذا الطلب حيث لا يقدمه أحد إلا في حالة هيستيرية لأن الرحلة سوف تبعد مائير عن إسرائيل في وقت حرج.. ووسط معركة ضارية.. وعلل كيسنجر ان الجنرال ديان في نفس الوقت يأمر بالتراجع العميق أمام القوات المصرية في سيناء.. واستدعي كيسنجر مجموعة العمل الخاصة للخروج من الأزمة المفاجئة وطرح البدائل أمام الرئيس نيكسون وكان ذلك في الساعة 8ا يوم الثلاثاء وكان الموقف معقدا وخطيراً وكانت البدائل تتراوح بين عمل جسر جوي مباشر او استمرار النقل بالطائرات الاسرائيلية.
ونقل كيسنجر إلي السفير الاسرائيلي قرار الرئيس الامريكي انه تقرر ارسال جميع قطع الغيار والمعدات ما عدا قنابل الليزر ووعد بتعويض اسرائيل بكل ما تحتاجه من طائرات فانتوم ودبابات حديثة طراز إم 60 احدث ما لدي امريكا حسب اقتراح د. كيسنجر واذا اضطرت فانها ستصل بالطائرات الحربية الامريكية »طائرات النقل الكبيرة»‬ وكان معني ذلك ان امريكا دخلت الحرب إلي جانب اسرائيل.
وعلي الجبهة كانت قوات الجيش الثاني والجيش الثالث قد حققت مهمتها في رأس كوبري عسكري بعمق 15 كيلو مترا في سيناء.. تمهيداً واستعدادا لاستكمال الهجوم إلي خط المضايق »‬ممرات الجدي ومتلا» وكانت المعلومات تشير إلي وصول الامدادات العسكرية الامريكية لاسرائيل بينما يتم تفريغها في مطار العريش مباشرة إلي ميدان العمليات.. وكان كيسنجر يتابع بنفسه جسر النقل الجوي وكان يبلغ السفير الاسرائيلي بذلك وكانت الطائرات الامريكية لا تتوقف عن نقل الاسلحة والمعدات المطلوبة..
واستخدمت امريكا لتنفيذ الجسر الجوي 228 طائرة نقل منها 51 طائرة طراز سي 5 و17 طائرة من طراز سي 141 ونفذت 569 طلعة تحمل الكميات التالية لاسرائيل وحدد وزير الدفاع الامريكي عدد الطائرات التي يسمح بهبوطها في اسرائيل في اليوم الواحد بعدد 23 طائرة كحد اقصي لاعتبارات سياسية.. واستكمالا لامداد اسرائيل بالاسلحة انشأت امريكا جسرا بحريا خصص لنقل المعدات كبيرة الحجم من الدبابات والمدافع والعربات.. ومما يجدر ذكره ان بعض الدول الاوروبية رفضت تقديم المساعدات اللازمة لطائرات النقل الامريكية وهي انجلترا واسبانيا وايطاليا واليونان وتركيا والذي فرض عليها اتخاذ خط سير متعرج إلي اسرائيل.. وتنوعت الاسلحة والمعدات والذخيرة التي وصلت بواسطة الجسر الجوي.. وكان ابرزها هي محركات طائرات الفانتوم واجنحتها واجزاء طائرات سكاي هوك وصواريخ جو/ ارض ومستودعات قنابل ومعدات صيانة محركات الطائرات.. واشتملت الاسلحة البرية علي الدبابات والمدفعية.. والملاحظ ان الجسر الجوي الامريكي بدأ يوم 13 أكتوبر وهو اليوم السابق لتطوير الهجوم المصري إلي الممرات ولذلك تمكنت اسرائيل من صد هذا الهجوم وما يلفت النظر ايضا ان ابرز الايام التي تميزت بحجم هذا المجهود الجوي الامريكي كانت ايام 15 و16 و17 و21 أكتوبر وهي الفترة التي حدثت فيها ثغرة الدفرسوار..
وبهذا الجسر تمكنت امريكا من رفع الكفاءة القتالية للقوات الاسرائيلية في المرحلة الاخيرة من حرب أكتوبر.. وهو الذي جعل ميزان القوة العسكرية يتحول إلي جانب اسرائيل وهو ما كان كيسنجر يعمل عليه كما ابرز دعم امريكا المطلق لاسرائيل في هذه الحرب.. واستطاع كيسنجر اقناع مصر وامريكا بقرار وقف اطلاق النار .
لن أحارب أمريكا
بعد عودة الرئيس السادات من مركز العمليات ليلة 2021 أكتوبر إلي مقر قيادته قرر الموافقة علي وقف إطلاق النار.. وسجل مبررات هذا القرار بالتالي:
1 اتضح لي أن القمر الصناعي الأمريكي الذي كان يوصل المعلومات إلي إسرائيل ساعة بعد ساعة قد أخطرهم بنقل الفرقة 21 المدرعة من الضفة الغربية للقناة إلي الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط علي سوريا. كما طلب الرئيس الأسد وأقرر للتاريخ أن روسيا لم تبلغنا بشيء بواسطة أقمارها الصناعية التي كانت تتابع المعركة.
2 حدث تطور خطير شعرت به وأنا أتابع المعارك من مركز العمليات.. فقد استخدم الجسر الجوي الأمريكي لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الكبيرة التي كانت تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة وبدأت ألاحظ تطورا خطيرا آخر في معارك الدبابات التي اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين في إدارتها.. وكانت كلما اصيبت لإسرائيل 10 دبابات كانت تصل المزيد من الدبابات.. لقد دخلت أمريكا الحرب لانقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور »‬أنقذوا إسرائيل» في اليوم الرابع.
3 أما التطور الثالث الخطير فهو أن أطلق صاروخان علي بطاريتين مصريتين للصواريخ وتم تعطيلهما تماما وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ أمريكي جديد يسمي »‬القنبلة التليفزيونية» وانه كان ما يزال تحت الاختبار في أمريكا فأرسلته لنجدة إسرائيل.
4 لقد دخلت أمريكا الحرب لانقاذ إسرائيل حتي بالأسلحة التي مازالت تحت الإختبار ومنها قنبلة »‬المافريك» وأسلحة أخري.. وأنا أعرف امكانياتي.. واتخذت القرار: لن أحارب أمريكا! وفي هذه الليلة 19 20 أكتوبر »‬يقصد 20/21» اتخذ القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لي عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدي بأسلحتها الحديثة التي لم تستخدم أغلبها من قبل..!
في هذا الوقت كان كيسنجر في طريقه إلي موسكو بشأن عملية وقف إطلاق النار ومما يذكر أن كيسنجر قام بزيارة إسرائيل في طريق عودته من موسكو إلي واشنطن وأخطر القاهرة بهذه الزيارة لكي تتفهم أهدافها التي تتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن بغير إبطاء!
تدخلت أمريكا لنجدة إسرائيل بأحدث الأسلحة لكي لا تنهار وقام كيسنجر بجهود مع موسكو لوقف إطلاق النار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.