السيرما صناعة يدوية تاريخية لها مكانة خاصة في الشرق، وصانعها لابد أن تتوافر فيه سمات خاصة مختلفة عن باقي حرفيي النسيج، فلابد أن يتمتع بالذوق العالي، والدقة والصبر المتناهي، وكلها تتوافر في الفنان القدير أحمد شوقي عثمان عبدالحميد، الذي حصل علي عدة جوائز وشهادات تقدير من وزارة الآثار.. قطاع المتاحف نظرا لإسهاماته المتميزة في احتفالية معارض »صنع في مصر» ومهرجانات التراث المصري وتفوقه في مشغولات السيرما، ورفع اسم بلادنا عاليا في الخارج، لأنه يجدد تراثا مصريا قديما كان يطلق عليه »القصبجية».. برع الفنان أحمد شوقي في هذا المجال، فهو يهتم بنسخ الآيات القرآنية، وأبيات تراثية كتابية كالشعر العربي ذائع الصيت، والأحاديث النبوية الشريفة، ونماذج أسماء الله الحسني، وأصبح له تلاميذ »أسطوات» ينتجون هذه الصناعة اليدوية الدقيقة »المنمنمة»، التي تزين جداريات القصور والمتاحف فتضفي إليها بريقا خاصا. وعندما يبدأ الفنان الكبير أحمد شوقي إعداد لوحته الفنية فإنه في البداية يستعين بخطاط معروف (وغالبا من أساتذة مدارس تحسين الخطوط)، والذي يقوم بكتابة الآية المراد نقشها علي ورقة بمساحة القماش قبل أن يتم ثقب مكان الحروف، وطباعتها عبر بودرة بيضاء اللون علي قطعة القماش، ثم وضع ورق مقوي مماثل للحروف، وبدء غزل تلك الحروف وتطريزها بالخيوط الذهبية والفضية والزخارف الإسلامية الجميلة، وقد تستغرق اللوحة الواحدة أكثر من شهر. الأحفاد علي خطي الأجداد سائرون، فهذا الفنان الموهوب والده وجده برعا أيضا في نفس المجال منذ مطلع القرن الماضي، والكتابة علي القماش »القباطي» المصري الخالص المصنوع من الكتان كرواد في فنون الزخرفة المصرية الأصيلة التي علمتها مصر للعالم منذ أيام الزمن الجميل.