"فن السيرما" حرفة تحييها نساء المنيا.. وتتزين بها الكنائس والمساجد

"فن السيرما" صناعة يدوية متناهية الدقة، تعتمد على النساء فقط، ظهرت قبل مئات السنين في مصر وأسطنبول، حينما كان القائمون عليها يبذلون مجهود مضني من أجل تزين وتصميم أزياء ملكية وفساتين النخبة، كما كانت تستخدم في الملابس وجدرايات الكنائس القبطية في مصر وكذلك نسخ أحاديث وآيات قرآنية على ورق كرتون مقوى، ثم اندثرت تريجيًا مع التقدم والتطور التكنولوجي المتلاحق واستحداث الميكنة الحديثة في الصناعة، وفجأة ظهرت من جديد في المنيا، أثناء تدريب مجموعة من السيدات في عددًا من القري المهمشة علي الحرف التراثية.
ويأتي إحياء المهنة التراثية المهمة، ضمن نشاط نظمه قصر ثقافة المنيا، وأقليم وسط الصعيد، تنفيذًا لفعاليات لجنة تنمية جنوب الوادي التي تستهدف إقامة الورش التدريبية على أعمال "فن السيرما"، وباشرت أعمال التدريب التي استمرت لنحو شهر، الدكتورة دعاء أحمد محمد بكلية التربية الفنية بجامعة المنيا.
وقالت الدكتورة، رانيا عليوة مديرة قصر ثقافة المنيا، إن البرنامج يستهدف تدريب عددًا من السيدات والفتيات من قرى المحافظة على الحرفة التراثية المعروفة "بفن السيرما" والتي تعتمد كليًا على الدقة وصبر الحرفي المتمرس، فهو يرسم بدقة التصاميم ويكونها على كرتون مقوى في شكل لوحة قبل بدء التطريز، ومن أبرز الفنون التي يعبر عنها "السيرما"، الاهتمام بنسخ الآيات القرآنية، وأبيات كتابية كالشعر، والأحاديث، ونموذج أسماء الله الحسنى.
وأضافت، أن الهيئة العامة لقصور الثقافة، تهتم بإحياء الفن الراقي بتعليمه للفتيات لإكسابهن مهارات مختلفة تمكنهن من الانخراط في سوق العمل بأعمال تتميز بالجودة والذوق الرفيع ويسهل تسويقها.