من حق شبابنا وأطفالنا وكل الأبناء الذين لم يعاصروا ولم يعايشوا ما جري وكان في السادس من أكتوبر 1973 أن يدركوا أن مصر كانت في هذا اليوم علي موعد مع القدر، كانت قد اتخذت أخطر قرار في تاريخها المعاصر، يمثل نقطة التحول العظمي في مسار ومستقبل الامة والشعب. كانت مصر قد قررت باختيارها النهوض من كبوتها، والانطلاق لتغيير الواقع المر وتحدي الهزيمة وبدأ العبور الي النصر، لتمسح عار النكسة وتعيد كرامتها وعزتها وحرية وسلامة اراضيها. في هذا اليوم منذ خمسة واربعين عاماً كانت ساعة الصفر قد تحددت، باعتبارها ساعة الفصل والمصير لشعب رفض الاستسلام لذل الاحتلال، وجيش وطني شجاع قرر خوض معركة الكرامة والشرف واسترداد الارض، وتلقين العدو درساً قاسياً لا ينسي علي مر السنين والأعوام. وإذا كنا نعيش هذه الايام أحداثاً جساماً في ظل ثورة الثلاثين من يونيو، ومعارك التنمية ومواجهة قوي الشر والارهاب،..، فإننا كنا في مثل هذه الايام منذ خمسة وأربعين عاماً نعيش أحداثاً جساما ايضاً، غيرت بالقطع واقع المنطقة ومستقبلها. كنا نعيش زلزال أكتوبر الذي هز المنطقة والعالم، وأحدث متغيرات جسيمة وعديدة علي المستوي الاقليمي والدولي، أثرت لسنوات طوال ولاتزال تؤثر حتي الان في المنطقة وما حولها. ومنذ هذا التاريخ اصبح السادس من أكتوبر لسنوات طويلة ممتدة وحتي الآن تاريخاً للنصر وللعزة والكرامة، وباعثا علي الفخر لقواتنا المسلحة الباسلة ولكل ابناء مصر،..، وسيظل هذا التاريخ نوراً كاشفا في سماء المنطقة، يضيئها بشعاع الفداء والتضحية والولاء للوطن مهما اشتدت الظلمة،..، كما سيبقي ابد الدهر شاهداِ حياً علي صلابة وقوة المصريين وإيمانهم الراسخ والكامل بالتضحية في سبيل وطنهم. وللحديث بقية