في مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر 1973، كانت مصر علي موعد مع الزمن، لتنفيذ أخطر قرار اتخذته في تاريخها المعاصر، والذي مثل نقطة تحول عظمي في مسارها ومستقبل شعبها، وذلك باختيارها النهوض لتغيير الواقع وتحدي الهزيمة، وبدأ العبور للنصر لتمسح عار النكسة وتعيد الكرامة وتستعيد أرضها المحتلة. في صباح هذا اليوم منذ أربعة وأربعين عاماً كانت ساعة الصفر قد تحددت في الثانية من بعد الظهر، باعتبارها ساعة الفصل والمصير لشعب رفض الاستسلام لذل الاحتلال، ولجيش وطني شجاع قرر خوض معركة الكرامة والشرف، واسترداد الأرض وتلقين العدو درساً قاسياً لا ينسي علي مر السنين. وإذا كنا نعيش اليوم أحداثاً جساماً في ظل معركة التنمية ومواجهة الإرهاب الجبان، وسعينا الجاد لتغيير الواقع وتجاوز الأزمة الاقتصادية وإعادة بناء الدولة، فلابد أن نتذكر بكل الفخر أننا غيرنا مسار التاريخ في المنطقة في أكتوبر 1973. كنا في مثل هذا اليوم نقف علي أعتاب زلزال أكتوبر الذي هز المنطقة والعالم، وأحدث متغيرات جسيمة وعديدة علي المستوي الإقليمي، أثرت لسنوات طويلة في المنطقة والشرق الأوسط كله وما حوله. ومنذ هذا التاريخ أصبح السادس من أكتوبر ولسنوات طويلة من بعده وحتي هذه اللحظة، يوماً للنصر وتاريخاً للعزة والكرامة، وباعثاً علي الفخر لقواتنا المسلحة ولكل أبناء الوطن،..، وسيظل للأبد هذا اليوم علامة مضيئة في سماء مصر والمنطقة ومثالا حياً للفداء والتضحية في سبيل الوطن. واليوم وبعد مرور هذه السنوات نستشرف آفاق النصر في أكتوبر، ونتذكر بكل الفخر وقائع تلك اللحظات الخالدة في تاريخ مصر، التي بددت مرارة الألم ومشاعر الإحباط وغيامات اليأس، التي كانت قد فرضت نفسها علي الشعب والأمة في أعقاب ظلمة النكسة عام 1967. واليوم تأتينا ذكري النصر كعلامة فارقة في جبين مصر، وشاهد حي علي قوة وصلابة شعبها، وإيمانها الكامل بقدرة جيشها البطل علي حمايتها والحفاظ علي كرامتها وعزتها، والتضحية بكل غال في سبيلها وتحقيق نصرها.