احسب اننا يجب أن نشعر بكثير من الفخر والزهو وأيضا الاحترام والتقدير، تجاه الأبطال من أبنائنا الرياضيين، الذين شاركوا في دورة ألعاب البحر المتوسط، التي اختتمت فعالياتها في اسبانيا منذ عدة أيام. كما اننا يجب ان نشعر تجاههم كذلك بكثير من الخجل وكثير من تأنيب الضمير، نظرا لما لاقوه ويلاقونه من تقصير شبه دائم من جانبنا تجاههم،...، وهو تقصير واضح وجلي في قلة، بل ندرة، الاهتمام الرسمي والجماهيري بهم، رغم ما يبذلونه من جهد هائل في التدريب والاعداد. وفخرنا يتزايد بهؤلاء الأبطال في ضوء ما استطاعوا تحقيقه وانجازه خلال الدورة، وما حصدوه من ميداليات متعددة، أهلتهم لاحتلال المركز الخامس، بين كل دول البحر المتوسط الأوروبية والافريقية والآسيوية، برصيد خمس واربعين ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية. وحتي ندرك قيمة الجهد وقدر الانجاز الذي حققه نجومنا الابطال، يجب علينا أن نعرف انهم احرزوا لمصر ثماني عشرة »18» ميدالية ذهبية، وإحدي عشرة »11» ميدالية فضية، وست عشرة »16» ميدالية برونزية، في مختلف الألعاب والمسابقات الفردية التي خاضوها،...، وهو ما يستحق التقدير والتكريم علي المستويين الرسمي والشعبي. ولعلها صدفة خير من الف ميعاد، تلك التي جعلت هذه الدورة، تنعقد في نفس الموعد الذي تجري فيه مسابقة كأس العالم لكرة القدم، حتي ندرك مدي الظلم وعدم الاهتمام علي المستوي الجماهيري والرسمي أيضا، الذي تتعرض له الألعاب الرياضية الفردية، والنجوم فيها في مواجهة الاهتمام الكاسح بكرة القدم، ونجومها رغم ما ينالنا منها ومنهم من احباط وخيبة أمل. ونحن في ذلك لا نطالب بعدم الاهتمام بكرة القدم ونجومها، ولكننا نطالب بعدالة الاهتمام بالألعاب الفردية والتكريم اللائق والمستحق لنجومنا الأبطال، في رفع الأثقال والملاكمة والمصارعة والسباحة والجمباز وتنس الطاولة وغيرها وغيرها الذين رفعوا رأس مصر عاليا بين دول العالم.