سلوك حضاري في التسليم والتسلم بين رئيس الحكومة السابق والجديد

زاد إعجابي بالمهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة المستقيلة لما صدر عنه من تصريحات جديدة علي الساحة السياسية المصرية. جاء ذلك عند مغادرته لمقر مجلس الوزراء لوداع العاملين الذين أحاطوه بفيض من الحب والعواطف. حرص وهو يصافحهم أن يقول لهم إن رئيس الوزراء المرشح مصطفي مدبولي شخصية جديرة بالاحترام وأن الخير علي يديه سيكون أكثر.
هذا المشهد وهذا التصريح لا بد وأن يحظي بالاهتمام حيث أنه ربما يكون من السلوكيات النادرة في مثل هذه الحالات. إنه لا يقدم عليه سوي قيادي محترم يتمتع بالتجرد والسمو الأخلاقي والحس الوطني. يأتي ذلك في وقت لم نتعود علي مثل هذا السلوك من قبل.
كما هو معروف فإن المهندس شريف إسماعيل تخلي عن رئاسة الحكومة الجديدة لأسباب تتعلق بحالته الصحية. كان من الممكن أن يعيد الرئيس السيسي تكليفه بتشكيل هذه الوزارة.
إنه يترك المنصب بعد أن حقق إنجازاً غير مسبوق تمثل في تحمل مسئولية برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تم اتخاذه بقرار جريء وشجاع من القيادة السياسية للدولة. استطاع أن يعبر بهدوئه وحسن العلاقة الكثير من الأجواء العاصفة. ان من حقه أن نقول إن فترة العامين ونصف العام الذي تولي فيها هذه المسئولية كانت ايجابية رغم ما قد يكون قد شابها من بعض السلبيات. إن ما يشرفه أنه يترك رئاسة الحكومة مكرماً وتحيط به عبارات التكريم والإشادة.
كم أرجو أن يكون ما تجسد في مشهد تخلي المهندس شريف إسماعيل عن منصبه وكلماته الطيبة في حق رئيس الحكومة الجديدة المكلف.. مثالاً يحتذي لكل القيادات والمسئولين في الدولة. أن عليهم أن يتشبهوا به في عملية التسليم والتسلم باعتبار أنه من المفروض ان هدف الجميع سواء الذي سيسلم الراية أو الذي سيتسلمها منه.. هو خدمة هذا الوطن. مرة أخري أجد نفسي أوجه تحية تقدير للمهندس شريف إسماعيل متمنيا له التوفيق وأن يمتعه الله بالصحة والعافية.
اننا وتمشيا مع هذا السلوك الحضاري نتطلع إلي توطينه واستقراره في كل مواقع العمل. اتمني ان تترسخ هذه النزعة الخيرة لدي مسئولينا تعظيماً للشعور بالتزام استكمال الأعمال الايجابية لمن سبقوهم في تولي مناصبهم. يجب ان يكون لديهم الشجاعة للاقتناع بأهمية هذا السلوك.. تجاه جهود الذين شغلوا نفس المناصب قبلهم. هنا يتحتم عليهم استكمال ما تحقق وليس الغائه. قيامهم بهذا التصرف المسئول يوفر علي الدولة الأعباء المالية إلي جانب ما يضيع من وقت.