سمة الاحترام : لأول مرة تختفي الشائعات حول أسباب خروج بعض الوزراء، فرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ووزير الدفاع والإنتاج لحربي الفريق أول صدقي صبحي، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، من الرجال العظام، الذين أدوا واجباتهم بمنتهي القوة والإصرار والوطنية، وستظل أسماؤهم مقترنة بالاحترام والاعتزاز والتقدير، وليس معني التغيير "التقصير" بل "التقدير"، وسنة الحياة أن تتوالي الأجيال، وأن يأتي فريق بعد فريق، في منظومة خدمة الوطن.. وأمامنا النموذج الرائع للمشير طنطاوي، الذي ترك مناصبه الرسمية، ولكن مكانته في قلوب الجماهير كبيرة، ويتمتع بثقة الجميع، من المواطن العادي حتي أكبر قيادات الدولة، ووضع الناس علي صدره أوسمة الاحترام. لتغيير سنة الحياة : مصر تغيرت، ومن لا يفهم ذلك يخطئ التحليل والتفسير، ولم تعد المناصب غنيمة ولا حكراً علي أحد، ولا تحمي إلا من يحمي نفسه،بالسلوك القويم ونظافة اليد والسمعة الطيبة، ولم يعد المعيار هو استمرار لناجحين علي مقاعدهم سنوات طويلة، حتي لا تصاب المناصب بالتصلب والجمود، المسئول الناجح هو من يفتح الابواب، ليجلس آخرون علي مقعده يكملون النجاح ويواصلون الماراثون، ولم يعد ينفع الأسلوب القديم في "اقتل المواهب والقيادات يدوم لك الكرسي"،وإذا وضع كل مسئول نصب عينيه عبارة "جئت لأرحل"، فلن يفعل إلا ما يرضي الله والوطن، وسيكون كل همه أن يختتم خدمته بشهادة "قدوة حسنة "، ثم يخرج سالماً آمناً مطمئناً، ليواصل حياته بين أهله وأسرته ومجتمعه، تاركاً ذكري طيبة تفوح رائحتها في كل مكان تسليم وتسلم السلطة : الصورة الرائعة في التغيير الوزاري، هي التي جمعت الرئيس السيسي وكلاً من وزيري الدفاع والداخلية السابقين والجديدين، في تقليد محترم يرسي الرئيس قواعده، لتسليم وتسلم السلطة، ليقول للجميع شكراً لكم، فقد آن الأوان أن تتخلص البلاد من موروثها السيئ القديم، المعروف ب " لعنة الخروج من المنصب "، فيشعر تاركه انه نهاية الدنيا وأنه مغضوب عليه، وتطارده الألسنة والشائعات، فمصر تتغير،وعليها أن تعود إلي تقاليدها العريقة، التي تحترم من تحمل المسئولية، فيستقبله الناس بالود والترحيب أينما ذهب، فالمناصب زائلة، ولكن تبقي المثل والمبادئ والأخلاق والسمعة الطيبة. ضي عصر "كبش الفداء" : من أهم المبادئ التي أرساها الرئيس - أيضا -، "مضي عصر كبش الفداء"، وهي عادة قديمة من أيام المماليك، حيث كان المملوك يتحمل كل الأعباء والأخطاء، ثم ينفذ فيه حكم الإعدام المادي والمعنوي ارضاء للسلطان، ولكن الرئيس يدعم كل مسئول مخلص، ينفذ خطط وبرامج الدولة، ويدافع عنه ويشيد بأعماله، كما حدث مؤخراً مع وزراء التعليم والكهرباء والنقل، ولم يتركهم وحدهم للهجوم الذي تعرضوا له، وكان دعمه تشجيعاً لأصحاب المبادرات الخلاقة، ليستمروا في أداء أعمالهم، ووراءهم رئيس الدولة يدافع عنهم، ولا يسمح لأصحاب الأيدي المرتعشة أن ينالوا منهم، ومصر في أمس الحاجة في السنوات الصعبة القادمة لرجال أقوياء، لا يخشون في الحق لومة لائم، ويدافعون عن مصالح البلاد التي يؤمنون بها، ولا يمسكون العصا من المنتصف، ولا يلعبون علي مشاعر الجماهير، إلا فيما يحقق المصلحة العامة الحكومة الجديدة والمهام الثقيلة : هي حكومة الدولة التي تنفذ رامجها وخططها، وتبذل قصاري جهدها للوفاء بالتكليفات الملقاة علي عاتقها، وفي صدارتها استكمال النهضة الكبري والمشروعات العملاقة والتعامل بأفكار إبداعية وخلاقة مع مشاكل التعليم والصحة، وأهم من كل ذلك ألا يتحمل المواطنون أعباء التنمية، بل أن تكون القسمة عادلة، ليشارك الجميع في السراء والضراء، وعندما يأتي الخير يعود لأصحابه، وهم جموع المصريين، وليس فئة أو جماعة تحتكر الثروة،ولم يبق وقت طويل ليتحقق ذلك وتعبر البلاد لشاطئ الامان، وتقف علي أرض صلبة، يفتخر بها كل مصري الحكومة الجديدة تعلم جيداً أنها جاءت لتسابق الزمن، ففي الأسابيع القليلة القادمة ستشهد مصر افتتاح مشروعات تغير وجه الحياة علي أرضها، وتخلق طاقة إيجابية، وترسي قيماً ومفاهيم جديدة