اليوم سوف يعيش شعب مصر المحروسة مشهدا تاريخيا وحضاريا فريدا. ليس هناك ما يقال في هذه المناسبة سوي الدعاء الي الله بأن يديم علينا استمراريته في حياتنا السياسية. هذا المشهد- سوف يتعاظم بحضور عربي ودولي علي اعلي مستوي ولأول مرة- في مراسم للمشاركة في الاحتفال بمراسم التسليم والتسلم لقيادة مصر بين الرئيس الحالي المستشار عدلي منصور والرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي. لا جدال أن هذا الحدث الذي سيتم الاحتفال به ايذانا بانتقال مسئولية رئاسة مصر.. سيكون من اللحظات الفارقة في التاريخ المصري. انه تقليد جديد علينا لم يكن له وجود في تاريخنا المعاصر منذ تحولنا من دولة ملكية الي جمهورية في أعقاب ثورة 1952. ان ما سوف نشهده هو نتاج شرعي لارادة الشعب المصري الذي اطاح بالحكم الاخواني الفاشيستي يوم 30 يونيو من العام الماضي. اعظم واجمل ما في هذا المشهد انه يجمع بين رئيس عظيم تشرفت مصر برئاسته هو المستشار عدلي منصور ورئيس منتخب هو المشير عبدالفتاح السيسي الذي اختاره الشعب بأغلبية ساحقة تقديرا للدور الذي قام به في قيادة قواتنا المسلحة للمشاركة في انقاذ هذا الوطن من التآمر الاخواني التخريبي. لم يحدث من قبل وعلي مدي توالي ست رؤساء علي رئاسة الدولة المصرية ان اجتمع رئيسان سابق وقادم في مثل هذا الاحتفال الذي سنتابع اليوم فعاليته بفخر واعتزاز وتفاؤل بالمستقبل. انه ولا جدال سوف يكون لقاء مشوبا بكل العواطف الوطنية بين رئيس سيودع المنصب بكل الرضا والشكر لله الذي اتاح له ان يضطلع بهذه المسئولية الوطنية علي أكمل وجه. اما الطرف الثاني في هذا اللقاء فهو رئيس يتقدم لاستلام مسئولياته وهو يتطلع ايضا الي المولي عز وجل ان يقدره علي تحقيق الامال والتطلعات التي يعقدها عشرات الملايين من الشعب المصري عليه. الحقيقة انه يحسب للرئيس عدلي منصور انه سوف يتركنا باجراءات شرعية نزيهة وشفافة ومعه كل حبنا وتقديرنا. اننا وفي اطار من الحس الوطني نطالبه بالا يبخل علي الرئيس الجديد بنصائحه العالية حتي يؤدي مهامه ومسئولياته بالصورة التي ينتظرها هذا الوطن. انه وتجسيدا لما يتمتع به من امانة ومصداقية أحسن في خطاب تخليه عن المسئولية بلفت نظر رئيسنا الجديد الذي جاء بارادة شعبية كاسحة الي اهمية التدقيق في اختيار معاونيه ومساعديه. حذره من الوقوع في براثن جماعات المنتفعين والمنافقين الذين لا مهنة لهم سوي الاكل علي كل مائدة والتخصص في الاخذ دون العطاء حيث انهم لا يملكون ما يمكن ان يعطوه. من المؤكد اننا سوف نعيش قمة السعادة ونحن نودع الرئيس المستشار عدلي منصور في نفس الوقت الذي نستقبل فيه الرئيس الذي انتخبناه عبدالفتاح السيسي. ليس هناك ما يمكن ان يقال في هذه المناسبة سوي ان يعينه الله علي العبور بنا الي الاستقرار والامن والامان وان يهديه الله الي ما يحقق رفاهية وازدهار مصر.. آمين يارب العالمين.