ليس هناك أدني شك في أن الإعلام هو أهم الوسائل المعاصرة التي تؤدي دورا مهما في تحقيق الأمن والتعايش السلمي لتحقيق الاستقرار في البلاد ومكافحة الإرهاب.. وهو أيضا من أخطر الأسلحة وأكثرها تأثيرا في الدول والمجتمعات والأفراد.. إن استُغل بشكل سيئ.. كما أن له دورا كبيرا وحيويا في حفظ الأمن وتوعية المتلقي، فالإعلام أصبح يسيطر علي الساحة بشكل واضح.. وإذا كان ينقل الأفكار الحسنة فلا مشكلة في ذلك، لكن المشكلة تكمن في نقل الأفكار المدمرة بأي شكل من الأشكال سواء تدميرا فكريا أو سلوكيا.. إذ إن الإعلام ينقل هذه الأفكار فيطورها أو يقضي عليها في بداية ظهورها مبكرا.. ولنعلم أن الجهود التي ينبغي أن تقوم بها المؤسسات الإعلامية في بلادنا العربية والإسلامية هي التعريف بالفكر الصحيح الذي يوجه الشباب توجيها سليما بما يخدم بلادهم، وفضح الفكر المتطرف الذي يتغلغل إلي نفوس النشء.. والخطر يكمن إذا ارتدي هذا الفكر قناع الدين وجعل أتباعه ينحرفون عن المسار السليم إلي الفكر المنحرف. ولذا فإن التوظيف الأمثل لوسائل الإعلام واستثمار الجديد منها لنشر الفكر الآمن، والتحذير من الفكر المنحرف مع مراعاة ضوابط العمل الإعلامي ووسائله وتقنياته يخدم سلامة النشأة الفكرية لأبناء البلد ويحميهم من التأثيرات السلبية بمختلف أشكالها.. وتأكيد تبني آليات فعّالة في التأصيل لثقافة الحوار البناء والجدل بالحسني وإيجابيات ومتطلبات الانفتاح والتفاعل الرشيد مع الثقافات المختلفة، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف ب»الإعلام الجديد» في نشر فكر معتدل.. والعمل علي تأسيس مواقع تفاعلية يقوم عليها مختصون.. تخاطب الشباب وتبني أفكارهم علي أسس سليمة.. وتعالج ما يطرأ من أفكار خاطئة.. وكذلك فتح المجال للتعبير المتزن عن الأفكار وحرية التعبير في ضوء أحكام الشرع وضوابطه، وتطوير وسائل الكشف عن أوجه القصور في المرافق والمؤسسات العامة ومحاسبة المتسببين في ذلك، إضافة إلي الضبط وتقنين الإعلام الترفيهي ليسهم في بناء عقل سليم لا تسطيح فيه ولا تهميش، ومما يساعد أيضا علي أداء رسالة الإعلام بالشكل الذي نطمح إليه أيضا.. وتطوير كفاءة العاملين في مجال الإعلام بصفة عامة، وما يمس الجانب الأمني بشكل خاص وإكسابهم مهارات في مواجهة الانحراف الفكري، مع إبراز الوجه الحقيقي المشرق للإسلام الذي يدعم الأمن والسلام في العالم ويحترم حقوق الإنسان وأمنه وكرامته، ونشر ثقافة الأمن الفكري علي مستوي الوطن العربي، وحمايته من الأخطار الناجمة عن الانحرافات الفكرية.