حقا إن شر البلية مايضحك فبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل وبالعمل علي اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس وهذا يعني أنه أطلق رصاصة الرحمة علي عملية السلام المتعثرة لسنوات طويلة وأنه بالمعني البلدي »ضرب كرسي في كلوب» عملية السلام ولكن الأدهي من ذلك أنه لم يدرك عواقب مافعله وراح يقول إن الولاياتالمتحدة مازالت ملتزمة بحل الدولتين وبالعمل علي جلب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات.. في حقيقة الأمر أيها الترامب إن مافعلته يوم الأربعاء الأسود أنهي الدور الأمريكي كوسيط نزيه في عملية السلام حيث أصبحت واشنطن في خندق واحد مع تل أبيب ومن ثم وبعد هذا الانحياز الأمريكي الأعمي لإسرائيل لابد من البحث عن وسطاء آخرين أكثر نزاهة.. لقد أصبحت الولاياتالمتحدة بهذا القرار أحادي الجانب منعزلة في ركن مع إسرائيل في مواجهة المجتمع الدولي بأكمله وحتي حلفاؤك يامستر ترامب وإنجلترا الأكثر وفاءً لأمريكا علي مدي سنوات فهم يعترضون علي هذا القرار وأبدوا أسفهم البالغ علي مافعلته بشعب فلسطين الجريح الذي سُلبت منه دولته غصبا علي يد وعد بلفور اللعين وهاهو أنت تكمل مشوار الاغتصاب والتنكيل.. ولتعرف أن للقدس الشريف مكانة سامية ليس لدي الفلسطينيين فقط بل لدي شعوب العالم الإسلامية والمسيحية وبقرارك هذا أشعلت نيران الفوضي والإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة التي تعاني من بؤر توتر أخري وكان يكفيها ماهي فيه من توتر.. أيها الترامب لقد اتخذت قرارك الأهوج بشأن القدس ولكن توقف عن الحديث بشأن السلام الذي ضربته في مقتل واترك غيرك من الوسطاء لكي يداووا الجروح الدامية في قلوب شعوب المنطقة بعد مقتل حمامة السلام.