بعد نكسة 67 رفع المصريون شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لذلك نجحنا وانتصرنا وأخذنا بثأرنا، وأحسب أننا الآن في حاجة ماسة لرفع شعار: لا صوت يعلو علي صوت محاربة الإرهاب، فالاعتداء الجبان علي مصلين عزل داخل أحد بيوت الله، بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء، وإن كان يهدف إلي تحطيم معنوياتنا وصلابتنا وتماسكنا، إلا أنه بكل تأكيد سيزيدنا صلابة وقوة، فالتاريخ يؤكد أنه ليس بمقدور أي أحد، مهما كان، أفرادا أو جماعات أو دولا، أن يكسر إرادة مصر، أو ينال من عزيمتها، ولكن علينا أن نتكاتف جميعنا، ونكون كالبنيان المرصوص في مواجهة الإرهاب، ومن وراءه ولن يتأتي ذلك إلا إذا قام كل منا بدوره، فالأحداث المتتالية، تؤكد أن الجيش والشرطة يقومان بدورهما علي أكمل وجه، والدليل عملية حق الشهيد التي أخذت بالثأر للشهداء، وعلي باقي القطاعات، ألا تقف في خندق المتفرجين، وأن ندرك جميعنا، كل في موقعه، صغيرا كان أم كبيرا، أننا في حالة حرب، فلا نكتفي بالشجب والإدانة والكلام الفضفاض، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وعلي الإعلام أن يقوم بدوره في تهيئة المجتمع باستمرار لهذه الحالة، حالة الحرب، حتي نقضي علي الإرهاب من جذوره، وألا يكتفي بأن يكون رد الفعل مجرد إذاعة الأغاني الحماسية، واستضافة رموز التيارات السياسية والمحللين والخبراء، نريد إعلام حرب، إعلام مواجهة، وعلي وزارة الشباب أن تقوم بدورها في توعية الشباب، من خلال مراكز الشباب المنتشرة في ربوع الوطن، لا أقول ذلك، لتقصير ألمسه هنا أوهناك، ولكن رغبة في مزيد من تضافر الجهود، فقوي الشر التي تتربص بنا في الداخل والخارج، لن تنال منا ونحن يقظون متراصون، الكل في خندق واحد، لنقول لقوي الشر بصوت واحد، لن تنالوا من مصر مهما فعلتم. وأن مصر شعبا وقيادة، تحارب الإرهاب، وستنتصر رغم أنف الحاقدين والمتآمرين، الحادث الأخير في بئر العبد لن يكون الأخير، ونحن - المصريين - صناع التاريخ، سنظل في رباط، وقادرين علي المواجهة ودحر الإرهاب، ولو كره تحالف الشر، وصناع الإرهاب، طالما كنا دائما مستعدين يقظين، وعلي قلب رجل واحد.