متشكرين، كتر خيرك، عملت ماعليك وزيادة، ممتنون لك من أول رئيس الجمهورية حتي رجل الشارع، ولكن الشعب المصري قطع الخلف، وأصيب بالسكر والضغط واحتباس البول يسمونه » الاستبحس»، لو قاد كوبر المنتخب في روسيا فهذا من بؤس الأيام. مستر كوبر أسالك الرحيلا، بصوت نجاة الباكي، لنفترق أخيرا، لخيرِ هذا البلد يا صديقي.. لنفترق قليلا، كفاية حرام، استمرار كوبر فيه فناء للكرة المصرية، ولو أصر اتحاد الكرة علي التجديد لكوبر يحفر قبر الكرة المصرية عميقاً، الكرة الحلوة اتقبرت، دفنها كوبر بدم بارد، وسجد علي قبرها منتخب الساجدين جماعة. في برج العرب كانت دعوات الملايين وستر ربنا وتوفيق محمد صلاح كافية للمرور من ثقب الباب الإفريقي إلي كأس العالم، حلم وتحقق، ولكوبر فضل لا ينسي، ولكن قمة الكرة العالمية لا تحفل بالخطط الدفاعية الانزراعية، لا ترحب بالخائفين المرعوشين المرعوبين، لا تقبل إلا بالأقوياء، قمة العالم الكروية لا يرتقيها إلا أصحاب الأوزان الثقيلة، أخشي منك علي الكرة المصرية، ستسقط من حالق. وصول المنتخب الوطني إلي كأس العالم لايبرر بقاء كوبر كما يتفكه خبراء اتحاد الكرة ويسارعون بالتجديد استغلالا لأجواء الفرحة، وهم يعلمون أن الفوز كان لأسباب اخري خلاف خطط كوبر وأفكار كوبر واختيارات كوبر وتشكيلة كوبر، ربنا جبر بخاطر هذا الشعب الطيب، المنتخب المصري استثناء في التفاف الشعب من حوله، ويقبل من لاعبيه الدلع وتضييع الفرص واللعب الحلو ، ولو فازوا طار بهم فوق السحاب. العواطف شئ، والفرحة شئ، وبقاء كوبر شئ آخر، بعيدا عن العواطف المشبوبة لابد من وجود دماغ بارد، عقل عاقل، يفكر في مستقبل المنتخب وصورته وكيف سيظهر في نهائيات روسيا، كوبر لن يتغير، ولن يغير، واختياراته تدلل علي أفكاره الباطنية المستبطنة. كوبر مدرب رائع في في التصفيات القارية، ولكن في المحافل الدولية والمناسبات العالمية والقمم الكروية،يصعب هضم الانكشافات الكروية المتوقعة، أنا خايف، فرق القارة السمراء التي كانت تتحسب ألف مرة إذا وقعت أمام المنتخب، كان التعادل مني آمالها، صار الفوز مطمعا، فرق افريقيا ذاقت لحم المنتخب الوطني، حتي أشبال الكونغو كادوا يسرقون الحلم قبل أن تتنزل عدالة السماء في » برج العرب ». ماحققه كوبر مع المنتخب الوطني يكفيه، مضافا إلي سجله، وكسر نحسه في المباريات النهائية، ولكنه لا يكفينا ولا يرضينا، أذكر آخر مرة شاهدت مباراة حلوة للمنتخب، كوبر جاب لي الضغط والسكر ووجع القلب، وألم المفاصل، وتيبس الركب، وإذا استمر كوبر أخشي علي حياتي وحياة كثيرين شردهم كوبر في الشوارع يهذون كالمجاذيب. يقينا » الكورتجية » وهم أهل الكرة أدري بشعابها، سيقولون عبثا خلوا عنكم، المهم النتائج، هو أكل فتة ولا بحلقة، الرجل وعد فأوفي بوعده، نهائي أمم إفريقيا، نهائيات كأس العالم، ماذا تريدون أكثر من هذا، أكثر من هذا بطر علي النعمة، وكوبر نعمة واللي يكرهها يعمي، كمان يعمي، كفاية سكر وضغط وقلب، نفسي نلعب كورة حلوة كما يقول كتاب » بهجة الملاعب ».