لاشك أننا ومنذ الحادي عشر من فبراير بداية مايعرف بأيام الثورة المصرية أننا قد لقينا من أمرنا نصبا وعلي الرغم من أنني واحد ممن انتقلوا منذ زمن أبعد إلي ربوع أكتوبر الشيخ زايد علي وجه التحديد وهو واحد من المنتجعات التي أطلق عليه »كومباوند» إلا أن الحال لم يكن أفضل كثيرا من الوضع الذي كنت فيه أيام المهندسين، فقد انتقلت من شارع جامعة الدول العربية إلي شيء يقال »بيفرلي هيلز» تيمنا بالمنتجع الذي يعيش فيه نجوم السينما في مدينة هوليوود كاليفورنيا.. إلا أن أيام تلك الثورة وما صنعته قد حوّلت أيامنا إلي جحيم مطلق المضي في الشوارع لم يكن سهلا ولا الوصول إلي المنتجع كان سهلا أبدا الطرقات كلها محفوفة بالمخاطر والطرقات السريعة كانت أكثر خوفا وأضعف أملا في الوصول إلي حيث تريد نعم الطرقات المؤدية كانت أشبه بالعبور عبر دائرة الخوف وانقطاع الأمل.. بحيث أغلقنا جميعا علي أنفسنا ألف باب ولم يكن هذا سهلا فرحنا جميعا نستأجر رجلا من الأعراب لحمايتنا بأسلحتهم من أولئك الذين خرجوا من السجون وراحوا يجتاحون كل الأراضي والبيوت، يتعدون علي الرجال والنساء في محاولات لاقتحام البيوت يهددون الأموال والأعراض وحياة السكان في كل مكان. حتي بدأ الجيش المصري العظيم يحصِّن »بتشديد الصاد» كل المواقع فكانت دباباته تحمينا تحت البيوت مباشرة.. إلي أن جاءت عصابة الإخوان لتحكمنا وتحتل مقعد الرياسة والداخلية فينا فكان الخراب كله.. وبدأت جماهير مصر يقودها شباب يمسكون بزمام الأمور ويتجهون إلي قادة الجيش المصري العظيم مباشرة ليمسك بزمام الأمور.. في الأيام الأخيرة من شهر يونيو 2013، وأدرك الجيش أن الشعب وشباب مصر يستغيثون وأدركوا أنه لا مناص إلا بحماية الشعب الذي نزل من أبنائه أكثر من خمسة وثلاثين مليونا!.. وبدأت ملامح المستقبل.. وبدأ علامات الطريق تتضح.. بدأت الإصلاحات في كل مكان. وتمر الأيام من أجل مستقبل أكثر سعادة.