من اللحظة التى إشتعلت فيها الميادين إلى اللحظة التى صعد فيها أول رئيس جاسوس إلى منصة الحكم في مصر كانت مياه كثيرة قد عبرت النهر وأسرار كثيرة دفنت في باطنه لكن بقدر ما كانت حركة التاريخ في مصر متسارعة خلال تلك السنوات الثلاث بقدر ما كانت قادرة على كشف اللثام عن ما حدث بأسرع من المعتاد لتضع الجميع أمام واقع يجب أن ندركه جميعا دون أن نزايد خوفا من إنتقاد أو إتهامات بالخيانة والإنتماء لنظام سابق ربما كان من يرفعون لواء العداء له هم أول المستفيدين منه على مدار عقود …نعم كانت ثورة لم يكن بها شئ يخص الشعب إلا قليل ..الثورة كانت معلبة داخل علبة أنيقة تحمل شعار (صنع في أمريكا ) ولم يكن للشعب في الأمر نصيب سوى لعب دور الضحية والقتيل والمعتقل على مدار ثلاث سنوات بينما كانت جموع من الشعب قد نزلت فعليا للتحرير كل فرد فيهم يحمل داخله أهداف شخصية بحتة لثورته الخاصة وفقا لنمط معاناته لكن كان هناك من حرك وهناك من إستغل وهناك من صعد على أكتاف وجثث كل هؤلاء ليظفر بالغنيمة بعد أن تخطي العقبة الأكبر بتحييد الجيش ولذلك قصة لابد من أن نقص حكايتها الآن. البداية كانت مع سقوط الشرطة ضمن مؤامرة شرحناها من قبل وكان شرحها مدعما بمعايشات ومعلومات من واقع الأوراق وأوامر التحرك ، وبقدر ما كان سقوط الشرطة مدويا مروعا بقدر ما كان يكتب سطرا في تاريخ ذلك الجهاز الذي واجه السقوط بعد أن تسبب بممارساته التى لا تتسم بالذكاء ولا المهنية في سقوط النظام الذي حاول حمايته وكاد أن يتسبب في إسقاط الدولة نفسها وبين سقوط عصا النظام وصعود فريق كامل من العملاء لسدة الحكم كان هناك تاريخ يكتب وتاريخ يراد تزييفه وبين هذا وذاك جرت أكبر وأعقد عملية مخابرات شهدتها المنطقة على مدار تاريخها. الجيش وقبل سنوات من الثورة لم يكن يرتاح كثيرا لسيناريو التوريث – وهو سيناريو حقيقي مهما أنكر البعض – لكن إنضباط الجيش من ناحية والمتغيرات الدولية من ناحية أخرى كانت تحول تماما دون إنغماس الجيش في الشأن السياسي لكن جاءت 25 يناير 2011 لتقدم للجيش الحل الأسهل للسؤال الأصعب فبدلا من أن تنزل دبابات الجيش للشارع لإسقاط نظام كاد أن يحول مصر إلى جمهورية شبه ملكية نزل الشعب نفسه إلى الشارع فأسقط شرعية النظام كما أسقط الجهاز الذي ظن وزيره أنه قادر في أية لحظة على التصدي لقوات الجيش التى كان يظنها مقيدة التسليح فسقط بجهازه كاملا بينما نزل الجيش إلى الشارع وسط أجواء إحتفالية من شعب إعتاد أن يحتفل بكل نزول للجيش إلى الشارع ويحمل موروثا هائلا من الماضي فلم تنزل دبابات الجيش للشارع من قبل إلا ورحب بها كل المصريين. وبقدر ما كان الجيش مرحبا تماما حتى اللحظة بما فعله المحتشدون في الميادين بقدر ما كان مدركا أن جل من تحتشد بهم الميادين لا يدركون صاحب الدعوة الحقيقية للنزول للشارع وكان أخشى ما يخشاه هو ما يعقب سقوط النظام من إحتراب يراه وشيكا ومؤامرة يراها جلية واضحة بما توافر له من معلومات دون أن يكون قادرا على الإفصاح عنها وسط أجواء هستيرية تتهم كل من يتحدث بالخيانة والعمالة وبعض الإتهامات المجهزة سلفا فآثر عبر قادته أن يتوافق مع الأمر تجنبا لمواجهة لا يسعي إليها مع المدنيين من شعب مصر بينما يعلم تماما العلم أن هناك فصيل كامل قد أعد عدته ليقفز فوق دم كل هؤلاء نحو القصر الذي غادره شاغله الأخير في اللحظة التى أدرك فيها أن بقاءه داخله قد يضع الجيش في مواجهة المواطنين ويؤسس لسيناريو لن يربح منه أحد سوى محركي المؤامرة الفعليين من واشنطن إلى تل أبيب وبعض مندوبيهم داخل مصر من أقصي التيار المدني ودعاة الليبرالية القادمين على عجل من خارج الحدود إلى أقصي التيار الدينى القائل بكفر الدولة وفكر الإستحلال. ومع الوقت لم يكن لدي الجيش من يجلس إليه فالمتحدثين بإسم التحرير فصائل شتى بعضها لا يملك تحريك أحد على الأرض أكثر من بضعة أفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة ، وحتى من كان يتوسم فيهم القدرة على الفهم وتحريك الأمور باتوا بين ليلة وضحاها ملكيين أكثر من الملك وحتى من إلتقى منهم عمر سليمان وقتها وإقتنع بما قدمه الجنرال العجوز من أدلة على المؤامرة التى تحاك لم يكلف نفسه عناء شرح الأمر للأخرين وإكتفي بترديد بعض الأكاذيب حول إصراره على مواجهة عمر سليمان بحزم من أجل (أهداف الثورة ) وضمن كل ذلك لم يكن هناك منظما وقادرا على تحريك كوادره بإنضباط سوى الإخوان المسلمين وفي تلك الفترة فإن الإخوان المسلمين لعبوا كل الأوراق ببراعة مستعينين بخبرات ضباط خلية الشرق الأوسط في السي آي إيه ممن كانوا يضعون لقيادات الإخوان خطة وتفاصيل كل شئ من سيناريو الحديث والمطالب التى يطلبونها من عمر سليمان ومن ما تبقى من الدولة إلى شكل الملابس الملائمة للظهور بها في المناسبات المختلفة من ميدان التحرير في يوم حاشد إلى ستوديوهات الفضائيات التى إزدحمت بهم دون غيرهم بين ليلة وضحاها. في الوقت الذي كان عمر سليمان يدرك فيه أنه يتفاهم ويتفاوض مع جماعة قدمت لأمريكا تحديدا أكبر عدد من الجواسيس كانت الضغوط تتوالي على ثعلب المخابرات العجوز من وزير الدفاع وقتها للتغاضي عن الكثير من الأمور ربما كان أكثرها وضوحا أن الرجل الذي تواطأ تماما في عملية إقتحام سجن وادي النطرون لم يجد من يطارده حتى اللحظة رغم أن الحادث مثبت ونتج عنه ضحايا لكن كانت هناك إرادة لأن يتم تغافل الأمر وقتها ويمكن أن نضيف أن عمر سليمان نفسه كان يرى أن عليهم التغاضي عن الأمر (إلى حين ) لكن عمر سليمان نفسه لم يطق صبرا عندما وجد أن الجاسوس الذي يملك الكثير عنه يسعي هو وجماعته لكي يصبح هو أو أحد أعضاء جماعته رئيسا لمصر وقائد أعلى لقواتها المسلحة وبين يديه كل ملفاتها السرية فتقدم هو شخصيا للرئاسة كمرشح فضله الجميع وقتها لكن جرى إسقاطه قبل الإنتخابات عبر التشكيك في عدد التوكيلات التى حصل عليها وبطريقة لا تخلو من طرافة. والحادث والذي نعلمه شخصيا أن الكثير من توكيلات عمر سليمان التى قدمها للجنة المنوط بها تلقي طلبات مرشحي الرئاسة قد وجدت طريقها خارج المبنى الذي تشغله اللجنة ، بعضها في جوارب وملابس بعض الموظفين الداخلية وبعضها صحبة قاض تحول فيما بعد إلى وزير قبل أن يسقط نظام محمد مرسي وفي النهاية لم تتح الفرصة لعمر سليمان لخوض الإنتخابات التى أعلن أنها سيخوضها لرد الثورة لأصحابها وكان يعنى تماما ما قال لكن أحدا لم يصدقه. والغريب أن الكثير من الضغائن الشخصية والخلافات لعبت دورها أيضا في تلك الواقعة فلم يكن عمر سليمان وطنطاوي على وفاق على الإطلاق بسبب الكثير من الأسباب بعضها عائلي تماما يمكن أن ينشأ بين أي مديري عموم في أية مصلحة عندما يعمل بها واحدا من أبناء أحد المديرين فيظن أنه فوق اللوائح والقوانين بينما يظن والده أن زميله المدير يضطهده كثيرا لخلافات قديمة مع الأب …عفوا فما نقوله حاليا لن يفهم معناه سوى من كان على علاقة وثيقة بالرجلين لكن كان يجب الإشارة إلى ذلك في معرض الحديث. بإنسحاب عمر سليمان أو إجباره على الإنسحاب بقى الأمر معلقا بأحمد شفيق الذي إستطاع تقديم نفسه للشعب بديلا عن ثعلب المخابرات العجوز وإستطاع الصمود في المعركة حتى النهاية وحتى جولة الإعادة التى كشفت الكثير من الوجوه المحسوبة على اليسار تارة وعلى الليبراليين تارة ، وكان واضحا أن شفيق لديه الفرص الكافية لتحقيق نصر مؤكد على جاسوس المخابرات الأمريكية لكن يبدو أن مجلس طنطاوي قرر تجاهل الكثير من الأمور التى شابت الجولة الأخيرة من الإنتخابات بعد تعرضه لا نقل لتهديد لكن لتوضيح من شخصية أمريكية زارت القاهرة في تلك الفترة الحرجة كان ما حملته تلك الشخصية من رسائل مجرد سرد لسيناريو أشبه بسيناريوهات الأفلام الأمريكية : الجيش صورته في الشارع مهتزة تماما ، أحداث محمد محمود نالت كثيرا من سمعتكم ، إذا سقط محمد مرسي في الإنتخابات وقررت جماعته اللجوء للعنف فإن (الثوار) قد يساندونهم ضد الجيش …هل يمكن أن يخوض الجيش المصري حربا أهلية ولو على نطاق ضيق ؟ لدينا معلومات مؤكدة أن الجماعة جادة في اللجوء للسلاح وهناك الكثير من خلاياها النائمة ستشعل النار في كل مكان من مصر …هل يمكن أن تتحمل مسؤولية ذلك ؟ لديكم الكثير من الأدلة على تلقيهم تمويلات من الخارج وحتى من سفارات دول أجنبية وعربية في الفترة الأخيرة لكن من سيصدقكم ؟ هناك الكثير من العنف تم ضد الأقباط لمنعهم من التصويت …نحن لا نهتم للأمر إلا بقدر ما يخدم مصالحنا وإذا إهتممنا به بإعتباره يدخل ضمن نطاق حقوق الإنسان فإننا قد نهتم أيضا بكثير من الإنتهاكات التى تورطتم فيها ضمن نفس التوجه. كانت هناك رسالة واضحة في الفترة الحاسمة التى سبقت تصريحات شفيق لمناصريه بأنه هو الفائز لا شك بإنتخابات الرئاسة وهي تصريحات مبنية على معلومات من داخل أجهزة الدولة التى نقلت وحدات من الحرس الجمهوري إلي منزل أحمد شفيق قبل إعلان نتيجة الإنتخابات قبل أن تسحبها على عجل بنفس السرعة التى أرسلتها بها مع نهاية الإجتماع في تلك اللحظة كان أحمد شفيق قد أدرك أن النتيجة قد عدلت وأن عليه أن يقبل بذلك وقاية للبلاد بالكامل من مصير مظلم يشبه الحريق ، حتى عندما بدأت لجنة الإنتخابات في إعلان النتيجة أعلنتها بكثير من الإرتباك فبعد أن ذكرت بعض الحوادث توقفت عن ذكر أي شئ (لأن ما أعددوه من وقائع كان منمقا لتبرير حذف أصوات غير صحيحة من أصوات محمد مرسي ) وإكتفي من تلى البيان بالتوقف عن السرد ليعلن النتيجة مباشرة ليعلوا هتاف المعتصمين في التحرير بكامل سلاحهم في تلك الفترة من عناصر التيار الدينى ويصبح عميل المخابرات الأمريكية الذي تملك المخابرات العامة والحربية ملفا متخما عنه رئيسا للدولة. ومع تولي الرجل لمنصبه كان المشير يدرك أن تردده قد أوصل الإخوان للسلطة في مصر ، على الجانب الآخر كان الجنرال الهادئ الأعصاب في المخابرات الحربية يدرك أن مصر قد إتقت شر معركة لم تكن معدة لها في ظل حالة الوقيعة التى تمت بين الشعب وجيشه مؤخرا وبين الشعب وشرطته قبل ذلك بشهور وكان يدرك أن الوقت والكثير من الإعداد سيكون مطلوبا ليحمي جهازين من الإختراق لأن هذين الجهازين هم من سيحملون عبء تخليص مصر من المؤامرة التى نجحت حتى اللحظة في النيل منها : المخابرات العامة والحربية. كان عليه أن يتحرك بمنتهي السرعة لتعمل المخابرات العامة ضمن تفريعة الطوارئ وهو ما يعنى أن الجهاز يمكنه أن يعمل في الظاهر ضمن منظومة الدولة لكنه يمارس عملا مختلفا تماما في الواقع وهي حالة يلجأ لها الجهاز ومثيله في كل العالم عندما يشعر بأن هناك خيانة في القصر فيترك قشرة خارجية منه تتعامل مع القصر وساكنه دون أن تملك نفاذا إلى ما يقوم به الجهاز فعليا. في تلك الفترة إستطاع الجنرال الهادئ أن يحمي جهاز المخابرات العامة تماما بينما مثلت خزائن المخابرات الحربية ملاذا أمنا لملفات بحث عنها الرئيس الجاسوس طويلا دون جدوى وظل الأمر كذلك إلى أن إنتقل الرجل إلى منصب وزير الدفاع ليخلف المشير العجوز الذي إختار أن يبقي صامتا فبقدر علمه بكل ما يحدث لم يكن يملك القدرة ولا المبادرة اللازمة للتدخل وحسنا فعل فلم يكن الأمر في ذلك الوقت مأمون العواقب. لم يكن يدرك الرئيس الجاسوس ولا جماعته أنهم ظنوا كثيرا أنهم قد حكموا دون أن يدركوا أنهم إنما يحكمون القشرة الخارجية فقط من الدولة المصرية العميقة بينما الدولة والقلب الصلب أبعد ما يكونون عن الخضوع لهم وبينما كان جهاز الشرطة قد مارس قدرا واضحا من الإنهزامية خاصة مع تفكيك جهاز أمن الدولة على يد منصور العيسوى الذي تكفل بتشريد ضباطه تماما كانت علاقات تحت السطح قد أنشئت بين هؤلاء الضباط وأجهزة أخرى ثم بين وزراء الداخلية الذين خلفوا منصور العيسوي وبين تلك الأجهزة بالقدر الذي كفل في النهاية خروج مشهد 30 يونيو 2013 بالصورة التى شهدناها عليه. وما حدث حتى تلك اللحظة لم يكن بعيدا أيضا عن خريطة دولية أكبر وأعم فمصر كانت الحلقة الأخيرة المطلوبة ضمن مخطط ( العقد الرخو ) الذي إستثمرت فيه أمريكا وألمانيا وبريطانيا الكثير وكان الهدف منه بقدر ما هو بسيط بقدر ما هو مرعب : إسرائيل ضمن نفس حدودها هي أكبر دول المنطقة من ناحية ومن ناحية أخرى أكثرها إستقرارا وصاحبة الجيش الوحيد ، منطقة رخوة تمثل حزاما حول منابع النفط وموانيه وطرقه ، منطقة نفوذ تحمي النفوذ الأمريكي من محاولات التمدد الروسي المتصاعد على يد قيصر روسيا الجديد بوتين. في ذلك الإطار كان لابد من إسقاط ليبيا صاحبة العلاقات المميزة مع روسيا ، وسوريا صاحبة النواة الصلبة في المنطقة حتى اللحظة والتى كانت وأظن أنها مازالت تملك جيشا عقائديا بإمتياز ، ومصر التى تمثل في كل الظروف وحتى في ظروف تراجع دورها مرجعية أساسية ونقطة ثبات ومرتكز. لم يكن سرا بين قادة الأجهزة وإدارات الدول في ذلك الوقت أن ما يحدث في مصر هو حرب بين دول تدور على الأرض المصرية ، المخابرات الألمانية والتى من المفترض أنها تابعة لدولة بحكم قانونها ودستورها لا تحرك جندها خارج حدودها إلا ضمن قوات حفظ السلام ومهمات الأممالمتحدة ، كانت تتحرك – ومازالت – داخل مصر وبتوجيه مباشر من المخابرات الأمريكية التى شعرت كثيرا بأن هناك من يراقب تحركات عناصرها داخل مصر ولعل تخوفات من ردة فعل المصريين قد إنتابت السفير الألماني في ذلك الوقت اسر بها لصديقة لم تدرك مبررات الخوف كانت تعبيرا واضحا عن معرفة الرجل بما تفعله بلاده. أيضا فإن تحركات الدبلوماسيين الإنجليز في تلك الفترة وحتى أنشطة مراكزهم الثقافية كانت تخدم نفس الهدف بينما كانت السفيرة الأمريكية في النهاية هي أكثر الجميع مجاهرة بحقيقة ما تفعل بكثير من الصلف. الغريب أن الوحيد الذي كان يظن أن الأمر بيده وحده هو محمد مرسي الذي كان يرضيه ذلك الشعور دائما إلا في الحالات التى تضطر فيها آن باترسون لزيارته والإشراف على قراراته عندما يحيد عن الخط المرسوم كما حدث وقت إشتعال الأحداث في غزة. وضمن إطار الصراع الذي أصبح دوليا بإمتياز كانت أمريكا تدرك أكثر من غيرها أن عملية (العقد الرخو ) ناجحة بقدر ما تنجح في مصر وفاشلة بقدر ما تفشل فيها ، لم تكن راغبة في إهدار عدة مليارات من الدولارات انفقتها على مدار عقود على جماعة الإخوان تحينا للحظة المناسبة ، ولم تكن راغبة في إهدار إستثمار سياسي طويل الأجل وصل في لحظة من اللحظات إلى صدام مكتوم مع نظام مبارك للإبقاء على الإخوان ضمن نطاق الطيف السياسي وصدام صاخب مع نظام السادات إنتهى بقتله عندما قرر أن يدير اللعبة وفقا لأبجدياته بعد أن أتقن تمثيل دور من لا يعرف ولا يفهم حتى وقت قريب للغاية من مقتله الذي تم في اللحظة التى قرر فيها أن يتخلص من الفصيل الذي تجاهل عن عمد إتصالاته بأجهزة المخابرات العالمية وأتقن إستغلاله أيضا ثم قرر أن يلفظ الجميع عندما شعر أنه أمسك بزمام القوة كاملة فكان لابد من إزاحته وبشئ من الصخب. وضمن ذلك الإطار واجه محمد مرسي دون أن يفهم السبب رفضا متزايدا من قيصر روسيا بوتين ، وبرود صينى لم يمنحه مع زيارته المتعجلة سوى بعض السيارات التى كانت معدة لتسليمها لمصر من عهد مبارك ، وجفاء خليجي ملموس كما في حالة السعودية ،صارخ كما في حالة الإمارات التى كانت قد تمكنت من التوصل إلى الكثير من الخيوط بحكم إقتراب عدد من رجال النظام السابق من سدة الحكم بها فأصبحت تدرك أبعاد المؤامرة على أرضها بصفة خاصة وأراضي الخليج بصفة عامة وللمفارقة فإن محمد مرسي وعبر وسطاء حاول (بيع ) حرية مبارك لهم مقابل ثلاثة مليارات دولار لا تدخل إلى خزينة الدولة بشكل رسمي كقرض أو منحة …وفي صورة أموال سائلة وهو الطلب أو العرض الذي جرى رفضه . كانت تلك هي ملامح القصة التى جعلت طنطاوي يقسم يمين أمام محمد مرسي قبل أيام من إقالته ليخلفه الرجل الذي كان يملك بين يديه مفاتيح الأمر كاملا والذي قدر له أن يخرج في 30 يونيو ومصر بين اليأس والرجاء ليضع حدا للعبة المخابرات التى إستمرت عقودا ويحصد محبة الملايين التى تصر اليوم على أن تضعه على مقعد الرئاسة رغم أنف الإدارة الأمريكية التى تدرك أن وصول هذا الرجل تحديدا إلى سدة الحكم معناه بداية العد التنازلي المتسارع لخروجها من المنطقة برمتها وربما بمزيد من الخسائر التى قد لا تتوقف عن مجرد الخروج من المنطقة لتمتد لتشمل إنحسارا في الدور العالمي خصما من رصيدها وإضافة لرصيد روسيا الصاعدة والصين المستعدة والشعوب التى سأمت الوهم الأمريكي. رابط الحلقة الأولى http://www.mansouranews.com/news-15117 رابط الحلقة الثانية http://www.mansouranews.com/news-15137 رابط الحلقة الثالثة http://www.mansouranews.com/news-15189 رابط الحلقة الرابعة http://www.mansouranews.com/news-15222 رابط الحلقة الخامسة http://mansouranews.com/news-15263
وفى النهاية أشكر لكم متابعة تلك الحلقات والتى أؤكد لكم أنها ستكون مرجعاً نافعاً لكل من تابعها وغداً ستتذكرون تلك الكلمات, كما أتوجه بخالص الشكر لمن سمح لى بنشر تلك المعلومات لتكون بين يدى قارىء منصورة نيوز الكريم ألا وهو موقع ( مرفوع من الخدمة) egyoffline.com.