مجتمع شرقي بإمتياز ربما بأكثر من اللازم حيث يرتبط الشرف بغشاء البكارة وحيث يصبح كل شئ له بعد جنسي واضح في الأذهان لكنه مستتر في العلن لا يحرك الحديث فيه عادة سوى الدعاة الجدد ممن يرون أن من حقهم وحدهم تناول كل ما يتصل بالعفة والشرف والجنس من باب إثراء الحديث وإضافة توابل على وجبة الإفتاء التى يقدمونها دون طلب كل لحظة ، وفي مجتمع مثل هذا يصبح الإقتراب من غشاء البكارة من المحرمات ، تابوه يحمله المجمتع داخله وفوق رأسه ومستعد للموت من أجله إذا خرجت الأسرار للعلن أو تجرأ أحدهم وتحدث عنه وفي ظل ذلك جاء ما يعرف بفضيحة كشوف العذرية لتلصق بالجيش المصري وصمة عار أرادوها له وربما كان هذا هو أول ظهور حقيق لإسم سنعرفه جميعا فيما بعد وهو الفريق (اللواء وقتها ) عبد الفتاح السيسي. البداية مع واحدة من المظاهرات التى نسينا الغرض منها من كثرة التسميات التى حملتها وكثرة التنظيمات الهلامية التى دعت لها لكن ما ميز هذه المظاهرة هو بعض أعمال الشغب التى صاحبتها ثم ما ظهر على السطح من أن الجيش ألقي القبض على الكثير من الفتيات ضمن تلك المظاهرة.
لم يكن يدرك أحدا وقتها أن الإخوان قد بدأوا فعليا في إستخدام النساء – وتاريخ إستخدام النساء ضمن تنظيم الإخوان طويل وبعضه يحمل الكثير من الهفوات الجنسية وكان ما عرفناه فيما بعد حول كشوف العذرية هو أول شكل معلوم لإستخدام الإخوان لسلاح النساء منذ تفجر أحداث 25 يناير 2011. في ذلك الوقت خرجت واحدة من هؤلاء تتحدث عن أنها تعرضت للإعتقال على يد الجيش المصري وأنها تعرضت ضمن ما تعرضت له من ضرب وسحل إلى عملية كشف عذرية على يد الجنود قبل أن تودع محبسها ، لم تتحدث في البداية عن أن من ناظرها كان طبيبا لكنها أصرت على أنها تعرضت لعملية تعرية كاملة في وجود عدد من الجنود وأن كشف العذرية قد تم بحضورهم. فيما بعد إنضمت أخريات للفتاة التى سافرت فيما بعد للخارج للحصول على إحدى الجوائز الدولية التى تقدم للناشطات لكن قضيتها ظلت معلقة وظل القضاء ينظرها حتى بعد أن خرج من الخدمة بإنقضاء مدة خدمته الإلزامية الطبيب المجند الذي قام بالكشف عليها ليتحول الأمر إلى مزيد من الإلحاج الإعلامي على تردي أخلاقيات الجيش وجنوده وقياداته. في ذلك الوقت لم تدرك القيادات الهرمة داخل الجيش ما يدبر لها فآثرت الصمت تجاه الفضيحة التى تدبر لهم لكن وحده اللواء عبد الفتاح السيسي تحدث حول الأمر موضحا أن كشف العذرية إجراء روتيني يتم إتخاذه تجاه كل من يلقي الجيش القبض عليه ويحتفظ به قيد الإقامة الجبرية أو الحبس التحفظي وأن الغرض من ذلك الإجراء هو وقاية مجندي وضباط الجيش من دعوات (قد توجهها بعض المعتقلات ضدهم بالإغتصاب ) وكان في ذلك الكفاية فقد صمت الجميع والحديث فجأة كما بدأ دون أن يدرك أحد السبب. والسبب ببساطة أن حديث اللواء وقتها عبد الفتاح السيسي كان يحمل إلى جانب التوضيح الكثير من الرسائل لمن يهمه الأمر ، الطريف أن الإعلام لم يلق الضوء على تصريحاته وقتها والإخوان من جانبهم لم يتحدثوا مجددا في الأمر فقد كان هناك شك لديهم في أن يكون حديث السيسي وقتها نابعا عن معلومات متوافرة لديه حول ما حاولت الجماعة القيام به مستخدمة نساء الجماعة وأخواتها وكان هناك إعتقاد مسيطر على بعض قادتها أن هناك عملية رصد وتسجيل قد حدثت ل ( تلقين العملية للأخوات والمحبات ) وإنتهي الأمر بهدوء ولم يخرج عن الخط سوى واحدة من المنتسبات قررت التحرك لحسابها الخاص لكن دون مساندة قوية من إعلام ولا من الجماعة التى فضلت أن لا تتورط في أي حديث حول الأمر وإن كان بعض قادتها قد إنتقدوا الفتيات إتقاء للشبهة ، ويبدو أن الفتاة الوحيدة التى تحركت منفردة لحسابها الخاص كانت تحاول الحصول على المزيد من المكاسب لكن حتى المحاكمة التى عقدت للطبيب الذي كان قد أنهي فترة تجنيدة وقت المحاكمة لم تمثل شيئا ذي بال إذا ما إستثنينا بالطبع سفر الفتاة فيما بعد للخارج والحصول على جائزة دولية تمنح لل (نشطاء ) وهي جائزة نسى الجميع إسمها ومناسبتها وسط الأحداث المتلاحقة التى إكتنفت مصر وفضلت الأطراف كلها تجاهل الأمر لكن الشئ الوحيد الذي كان جديرا بالإنتباه أن الجماعة قد قررت الدفع بالنساء في مواجهة الجيش شريطة أن لا يتم الربط بين الجماعة والنساء المدفوعات للمواجهة حتى لو إضطر الأمر الجماعة إلى إنتقاد هؤلاء النسوة والفتياة ولذلك قصة أخرى ستكون محور حلقتنا القادمة بالتفصيل فتابعونا.
تابعونا في الحلقة القادمة من صندوق أسرار المشير : الحلقة السادسة القصة الحقيقية لأسطورة ست البنات التى حاولت توريط الجيش المصري.
رابط الحلقة الأولى http://www.mansouranews.com/news-15117 رابط الحلقة الثانية http://www.mansouranews.com/news-15137 رابط الحلقة الثالثة http://www.mansouranews.com/news-15189 رابط الحلقة الرابعة http://www.mansouranews.com/news-15222