البداية من مكالمة تليفونية أجراها حسن مصطفي (إسم سيصبح شهيرا فيما بعد كناشط سياسي ) بأحد أصدقاءه يطالبه في المكالمة بالتحرك بمنتهي السرعة لجمع أكبر عدد ممكن من (النشطاء ) للتوجه على الفور نحو مكتب أمن الدولة في منطقة الفراعنة بالإسكندرية …السبب حسبما أوضح لصديقه أن ضباط أمن الدولة يقومون بحرق الوثائق والملفات محاولين التخلص من أي شئ يدينهم وبالفعل وبحماسة يحسد عليها صديقه نجل الفنان التشكيلي المعروف عبد الله داوستاشي تحرك مستقلا سيارته بصحبة عدد من التشكيليين والتشيكليات وبعض المثقفين محاولين منع منتسبي أمن الدولة من حرق الملفات على الجانب الآخر كان هناك عدد محدود من الضباط داخل مبنى أمن الدولة يقومون بحرق بعض الملفات والأوراق ، كانوا مدفوعين بتصور ناتج عن ما حدث مع إقتحام أقسام الشرطة قبل أيام فمكاتب أمن الدولة تختلف كثيرا عن أقسام الشرطة فبينما أمكن لمهاجمي أقسام الشرطة الحصول على دفاتر الأحوال وسرقة بعض الأسلحة من أقسام الشرطة فإن أمن الدولة خزانة أسرار لا تخص الدولة فقط لكن تخص المواطنين أيضا ، ملفات أمن الدولة مليئة بكثير مما يخشي تسربه بداية من أسماء ومعلومات جواسيس ومتعاملين مع الخارج وليس إنتهاء بقصص الخيانة الزوجية والشذوذ الجنسي والتى كان بعضها موثقا بالصوت والصورة إضافة إلى العديد من التسجيلات الصوتية والمصورة للكثيرين …بإختصار يمكن لمن يحصل على ملف من ملفات أمن الدولة أن يحيل حياة آخرين إلى جحيم ويمكنه أن يبتز من يريد ،وعلى الجانب الآخر فإن من يحصل على ملفات من أمن الدولة يمكنه أن يخفي أدلة ويحول الجاني إلى مجني عليه والعكس بالعكس عندما تحرك عبدالله داوستاشي بسيارته الصغيرة متقدما جمعا محدودا من المثقفين كان فقط يريد أن يمنع حرق المستندات لحين وصول قوات الجيش لإستلام المبنى لكن في نفس الوقت لحق به آخرون فور علمهم بأن هناك من حاصر مبنى أمن الدولة وكان من لحق به خليط متنافر تماما بعد بعض الوقت كان المحاصرون لأمن الدولة غاضبون خاصة بعد إصابة حسن مصطفي بطلق ناري وإصابة عبد الله داوستاشي أيضا بطلق ناري لكن أيا من تلك الطلقات لم تصب أحدا منهم قبل أن يصل الخليط المتنافر ليكمل حصار أمن الدولة وكان الوجه الأكثر ظهورا في حصار أمن الدولة الإخوان والسلفيين والذين تعاقب بعد وصولهم سقوط الضحايا برصاصات مباشرة دون أن يملك أحد حتى اللحظة تأكيد هوية من أطلق الرصاص سواء كان من داخل مكاتب أمن الدولة أو من (الطرف الثالث ) وساهم في ذلك الإنسحاب المفاجئ لقوة الأمن المركزي التى كانت تحاول حماية المكان ليتحول الأمر بعدها إلى ما يشبه ميدان المعركة لكن أحدا لم يلحظ شيئا هاما خلال الإشتباكات العنيفة التى أعقبت إنسحاب تلك القوات: ضباط أمن الدولة لا يملكون سوى مسدساتهم الشخصية وفي النهاية وهو ما يثبته مقاطع فيديو لدينا بعضها كان ما يدافع به ضباط أمن الدولة عن أنفسهم هو زجاجات المولوتوف التى يلقونها من أعلى المبنى فتصيب سياراتهم بأكثر مما تصيب أي شئ آخر …لم يكن هناك بنادق قناصة ولا أسلحة من عيار كبير يمكنها أن تسبب إصابات مؤثرة على بعد وهو ما يلقي بظلال الشك كثيرا على من الذي أطلق النار ليلتها نصل إلى نهاية تلك الليلة العصيبة حيث تم بالفعل إقتحام مكاتب أمن الدولة بالإسكندرية إلا قليلا ، ونقصد بإلا قليلا تلك ما شاهده الجميع من تواجد بعض من القوات الخاصة للجيش داخل تلك المكاتب فحالوا بين دخول من حاول الدخول وإن تركوا باقي المكاتب نهبا لمن يريد قبل أن تنتقل عدوى إقتحام مكاتب أمن الدولة من الإسكندرية التى بدأت الأمر برمته إلى باقي المحافظات وتبدأ ملفات أمن الدولة في الظهور على الأرصفة وفي يد الجميع لكن أحدا لم يدرك أن ما وصل إلى يد البعض لم يكن شيئا ذي بال ففي النهاية كانت الجهات الأمنية داخل القوات المسلحة – بعد أن توقفت وزارة الداخلية عن الوجود على قيد الحياة – تدرك أن مباني أمن الدولة بها من الأسرار ما يجب حمايته أو على الأقل الحفاظ على نسخة محمية منه وهو ما حدث بالفعل. الإخوان بمساعدة الكثير من (النشطاء ) حصلوا على ملفاتهم كاملة من داخل تلك المكاتب المقتحمة وكان الإقتحام الذي تم بشكل متزامن الهدف منه منع الإحتفاظ بنسخ إحتياطية لكن على ما يبدو فإن التحرك التلقائي الذي حدث في الإسكندرية قد سبق تحركا منظما آخر كان يجب أن يتم بصورة أكثر تنظيما للحصول على كل ما داخل تلك المكاتب ولم يكن أمام تنظيم الإخوان وعناصر السلفية والكثير من عناصر المخابرات الاجنبية سوى التعجيل بالإقتحام في باقي المحافظات والحصول على ما يمكن الحصول عليه ومرة أخرى تستطيع أجهزة الأمن العسكرية خداع الجميع دون أن تتحدث أو توعز لأحد بالتحدث عن أن هناك نسخ من الملفات التى فرح بالحصول عليها أصحابها وكان أحد تلك الملفات هو المسؤول الأول عن واحدة من القضايا المنظورة حاليا أمام محكمة أمن الدولة العليا والمتهم فيها رئيس سابق هو محمد مرسي وعدد كبير ممن أصبحوا نشطاء فيما بعد وحتى شخصيات أصبحت مشهورة على مدار الأعوام الثلاث الماضية ثم تحاول التواري حاليا كعمرو حمزاوي بالتخابر إلى جانب شخصيات مازالت موجودة علي الساحة السياسية سيكشف عنها خلال الأسبوعين القادمين قد تؤدي إلى تعديلات في هيكل الحكومة الحالية أو إسقاطها إضافة إلى العديد من التسجيلات والمواد المصورة …كانت تلك المواد كغيرها بين أيد أمينة بينما ظن مدبري الإقتحام أنهم قد حصلوا على ما يريدون وتصرفوا بعد ذلك أمنين واثقين من أنهم قد إستطاعوا محو تاريخ ملوث وعمالة موثقة وآفات شخصية جرى توثيقها لكن كعادة الدولة المصرية منذ القدم فإنها تنجح دائما في الحفاظ على وثائقها سواء كتبتها على الأوراق أو سجلتها على هاردات الكمبيوتر أو حفرتها على جدران المعابد. تابعونا في الحلقة القادمة من صندوق أسرار المشير : الحلقة الخامسة الأسرار الحقيقية وراء كشوف العذرية … ملف للكبار فقط
رابط الحلقة الأولى http://www.mansouranews.com/news-15117 رابط الحلقة الثانية http://www.mansouranews.com/news-15137 رابط الحلقة الثالثة http://www.mansouranews.com/news-15189