شاءت الاحداث والتطورات أن يكشف أردوغان تركيا العثماني اطماعه تجاه المنطقة العربية خاصة منطقة الخليج الغنية بالثروة البترولية. في نفس الوقت كانت مصر صادقة وأمينة عندما فضحت بخبرتها مستندة إلي رسوخها التاريخي حقيقة هذا الاردوغان. جاء ذلك بعد أن تمكنت ثورة 30 يونيو من إفشال اعتماده علي عمالة جماعة الارهاب الإخواني للسيطرة والهيمنة علي مقدرات الدولة المصرية. نجحت دولة 30 يونيو المصرية في التصدي لهذا المخطط العثماني القائم علي وهم احياء الخلافة التي سقطت بالاضمحلال والتلاشي متخذا من الاسلام غطاء. ظلت مصر وعلي مدي السنوات التي اعقبت اسقاط وشلح الحكم الإخواني المتآمر تعمل علي التصدي لهذا الخطر الاردوغاني التركي وفضحه. لم يكن خافياً من خلال التحركات المريبة القائمة علي الخداع والتضليل انتهازية نظام الحكم الاردوغاني، جاء ذلك من خلال محاولة استغلال بعض الخلافات الطارئة في وجهات النظر بين مصر والشقيقة السعودية من اجل إيجاد موضع قدم لتركيا بمنطقة الخليج تفعيلاً لمخططها التآمري، حاول في اطار هذه المؤامرة اقناع الدول الخليجية الشقيقة بأنه بديل للدور المصري في تقديم العون والمساعدة لحماية أمنها ضد الخطر الإيراني. جري ذلك في نفس الوقت الذي قام فيه بعقد الاتفاقات مع نظام الملالي الإيراني للتعاون والتنسيق في جميع المجالات بهدف اقتسام الغنيمة. بعد انقشاع الغيوم التي كانت قد خيمت علي العلاقات التاريخية والمصيرية التي لا يمكن أن تنفصم بين مصر والسعودية.. ظهر اردوغان العثماني علي حقيقته الاجرامية. رأي فرصته التآمرية التي تستهدف خدمة اطماعه. بالسعي الي استثمار التطورات التي صاحبت تحرك منطقة الخليج بقيادة الشقيقة السعودية لمعالجة الانحراف الذي شاب سياسات وسلوكيات النظام الحاكم في قطر. اسرع الي التواجد العسكري علي الارض القطرية وتقديم المساعدات للتخفيف من حدة الحصار الذي يتعرض له هذا النظام عربياً. تنكر وضرب عرض الحائط في انحطاط اخلاقي منقطع النظير . بعلاقاته ووعوده السابقة للسعودية وكل الدول العربية والخليجية الشقيقة. هذا التحرك لم يأت من فراغ ولكنه كان تجسيداً لما يجمع بين هذا النظام التركي والنظام الحاكم القطري في دعم ومساندة التنظيمات الارهابية لهز أمن واستقرار كل المنطقة العربية. إقدام اردوغان علي هذا التحرك كشف وفضح انتهازيته وتآمره ضد العرب والذي تمثل علي مدي سنوات طويلة بالتحالف والعلاقات الوطيدة مع اسرائيل. هذا الموقف لم يكن سوي تعبير أمين وصادق عن أحقاده واطماعه الدفينة ضد الامة العربية ترسيخاً لوهم إمكانية عودة ما يسمي بالخلافة العثمانية!!. ان ما يقوم به اردوغان من مؤامرات والاعيب يؤكد تنكره لقيم الأخوة الاسلامية وخيانة لمبادئها في اطار خدمة احلامه الوهمية. ان اردوعان لا يضع في اعتباره أن ما يعمل ويخطط له استغلالاً لأزمة قطر مصيره إلي الفشل. من المؤكد أنه لا يدرك أن ذلك يتناقض مع الحق والعدل والمنطق وبالتالي يدفع به إلي السقوط والزوال. إنه يجهل أن الله بالمرصاد للظالمين والمتآمرين وأن تجربة وخبرة التاريخ أكدت دوماً أن النظر في النهاية لارادة الشعوب. اخيرا اقول أننا مازلنا في انتظار ان يقول الشعب القطري العربي كلمته في تآمر وخيانة نظام الحكم الذي ابتلي به.