المصارحة والموضوعية تقتضي أن نؤكد علي التأييد والتقدير البالغ للنجاحات الواضحة التي تحققها مصر علي الساحة الإفريقية، نتيجة التحرك المصري الواعي والإيجابي بطول وعرض القارة منذ ثورة الثلاثين من يونيو، وحتي الآن، والحرص الشديد من الرئيس السيسي علي الحضور والمشاركة الفاعلة والتواجد الحي في كل المؤتمرات والاجتماعات الافريقية، وزياراته المستمرة للدول الشقيقة، وسعيه الدائم لإقامة علاقات صادقة وتعاون وثيقة مع كل القادة والزعماء الافارقة. ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة لمشاركة رئيس مصر في أول قمة لدول حوض النيل العشر التي عقدت في العاصمة الاوغندية، لبحث جميع الموضوعات والقضايا المتعلقة بملف مياه النيل وحوض النهر العظيم، في إطار الوعي المصري بضرورة أن تصبح المشاركة في النهر فرصة عظيمة لدعم وتقوية التعاون بين دول الحوض في المنبع والمصب، في إطار بناء الثقة بين مصر والدول الافريقية الشقيقة. وفي هذا السياق علينا ان ندرك الأهمية البالغة لتطوير ودعم العلاقات المصرية الافريقية في جميع المجالات، وعلي جميع المستويات السياسية والاقتصادية، وأن نسعي بكل الجدية لإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة مع الإخوة الافارقة، وخاصة في المجالات الزراعية والصناعية والعمرانية، وغيرها من مجالات التنمية المختلفة،..، وان يكون لنا تواجد اقتصادي وإنمائي واضح ومؤثر في جميع مشروعات التنمية الافريقية وخاصة مشروعات البنية الأساسية وتطوير نظم الري وانشاء الطرق ومحطات الكهرباء وغيرها. ومع اعجابي وتأييدي لما يقوم به الرئيس السيسي في هذا المجال، إلا أن الأمر يستحق ويحتاج إلي مشاركة كاملة وقوية من الحكومة والقطاع الخاص المصري ورجال الاعمال، في تفعيل ودعم الصداقة والتعاون مع الدول والشعوب الإفريقية، في كل مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصولاً إلي بناء وإقامة قاعدة صلبة وقوية من المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة بين مصر والدول الإفريقية الشقيقة بصفة عامة، ودول حوض النيل علي وجه الخصوص. هذه قضية مهمة لابد أن نضعها في اعتبارنا ولا يجب ان تترك دون تخطيط وإعداد جيد من جانب الدولة المصرية، في إطار برنامج تعاون شامل ومتفق عليه بين مصر والدول الإفريقية، يضع في اعتباره دعم التعاون والتنسيق المشترك ورعاية وإعلاء المصالح المشتركة، والقضاء علي جميع الخلافات أو الاختلافات في وجهات النظر، التي يسعي البعض للنفخ فيها وتأجيجها بصفة دائمة لخدمة إغراضه الشريرة.