ما يجمعنا بأفريقيا ليس مجرد الوقوع في مساحة مكانية واحدة داخل رقعة جغرافية متصلة وقائمة بطول وعرض القارة السمراء،...، بل هناك الكثير والعديد من المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين مصر والدول والشعوب الافريقية الشقيقة، فضلا عن الروابط الثقافية والتاريخية الوثيقة التي تربط بين دول القارة وشعوبها. وانطلاقا من ذلك تنبع الأهمية البالغة لحضور الرئيس السيسي لفعاليات القمة الإفريقية السابعة والعشرين، التي عقدت بالعاصمة الرواندية «كيجالي» في وجود عدد كبير من الزعماء والرؤساء والقادة الأفارقة،..، وهذا الحضور المصري له تأثير ايجابي بالنسبة لإفريقيا يجب أن نحافظ عليه ونستمر فيه. وحرص مصر علي المشاركة في القمة يأتي في إطار اهتمامها الدائم بتعزيز وتقوية العمل الإفريقي المشترك، ودعمها المستمر لتقوية أواصر الصداقة مع كل الدول الإفريقية، والسعي المستمر لدفع وتطوير عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الإفريقية، تحقيقاً لطموحات وتطلعات الدول والشعوب الإفريقية الشقيقة، إلي مستقبل أفضل وأكثر تقدماً وحداثة. وفي هذا السياق علينا أن ندرك الأهمية البالغة لتطوير ودعم العلاقات المصرية الإفريقية في جميع المجالات، وعلي جميع المستويات السياسية والاقتصادية، والسعي الدائم لإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة مع الأخوة الأفارقة، وخاصة في المجالات الزراعية والصناعية والعمرانية، وغيرها من مجالات التنمية المختلفة. ومع تقديرنا البالغ لما تحقق من تحرك مصري ايجابي علي الساحة الإفريقية، منذ ثورة الثلاثين من يونيو وحتي الآن، إلا أننا لابد أن نعمل بكل الجهد لتفعيل ودعم الصداقة والتعاون مع الدول والشعوب الإفريقية، في كل مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصولا إلي إقامة وبناء قاعدة صلبة وقوية من المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة بين مصر وشقيقاتها الإفريقيات،..، وذلك أمر بالغ الأهمية ويجب ألا يترك دون تخطيط وإعداد جيد في إطار برنامج تعاون شامل متفق عليه بين الدولة المصرية والدول الإفريقية، في إطار رؤية متكاملة لمستقبل القارة الإفريقية.