لا جدال أنه شيء مضحك يصل إلي حد الهزل المثير للأعصاب.. أن تتناقل وسائل الأنباء عرضا تركياً بالتوسط لحل أزمة قطر مع العالم العربي. هذه الازمة كما هو معروف للكافة.. تولدت عن إصرار هذه الدويلة علي رعاية الارهاب وتمويله وعمل كل ما يزعزع استقرار وأمن الدول العربية. ما عرضته تركيا ينطبق عليه المثل الذي يقول »إدوا القط مفتاح الكرار» باعتبار ان لا فرق بين ما تقوم به قطر - تميم وما تقوم به تركيا - أردوغان فيما يتعلق برعاية الارهاب والارهابيين. ومن منطلق هذه الحقيقة فإن هذه الوساطة التركية لابد أن تكون موصومة لأنها وقطر تميم في حب ورعاية الارهاب سواء. إن أردوغان يتناسي ويتعامي عن أن اقدام دول الخليج الشقيقة السعودية والامارات والبحرين ومعهم مصر وموريشيوس والمالديف وجزر القمر وموريتانيا.. علي قطع علاقاتها بتميم - قطر.. كان سببه الاساسي هو تحريضه وتمويله للارهاب واحتضانه لجماعة الارهاب الإخواني التي خرجت من رحمها كل جماعات الارهاب. انطلاقاً من هذه الحقيقة فقد ثبت يقينا ان كل الاعمال والممارسات الارهابية التي تتعرض لها الدول العربية هي من تدبير وتخطيط هذه الجماعة. إنها لا تعترف بقيم أو مبادئ سوي أن الغاية لديها تبرر الوسيلة وبالتالي جاء تبنيها للقتل والتخريب سعياً للوصول لاهدافها غير السوية. وفقا لهذا الواقع فإنه لايخفي علي أحد أن تركيا تحولت تحت ولاية أردوغان إلي قاعدة اساسية لنشاط جماعة الارهاب الاخواني مثلها مثل قطر. أنها توفر الايواء والتمويل والدعم اللوجستي لرموز الفلول الهاربة لهذه الجماعة من الاحكام القضائية علي جرائم تم ارتكابها في مصر. علي هذا الاساس فإن ما ينطبق علي تميم - قطر.. ينطبق ايضاً علي اردوغان - تركيا وهو أمر يجمع بينهما في تلوث ايديهما بدماء الضحايا في مصر وفي كل الوطن العربي. هل يصح وانطلاقا من هذا الواقع الواضح تماما.. أن يعرض اردوغان وساطته المعيبة لحل أزمة تميم - قطر مع الدول العربية التي قطعت علاقاتها معه.هذه الوساطة يمكن القبول بها في حالة اعلان اردوغان تطهير نفسه من رجس الارهاب والذي تمثله جماعة الارهاب الإخواني. هذا لا يتحقق الا إذا اعلن وقف رعايته ودعمه لها والذي ولا شك يعد مساهمة فيما تقوم به من اعمال اجرامية عدائية ضد الدول العربية وشعوبها. إذا استطاع هذا الاردوغاني اتخاذ هذه الخطوة فإن وساطته ستكون مقبولة في هذه الحالة. من ناحية أخري فإن اخفاء أردوغان لدوره التآمري الي جانب دعمه ومساندته للارهاب لم يعد يخيل علي أحد. انه وبكل الدلائل والشواهد يعد مشاركا أساسيا في كل ما يقوم به نظام قطر الحاكم الخائن لعروبته واسلامه. هذا الانحراف تمثل وبشكل واضح في تبني حزبه للتشريع الذي يسمح بنشر قوات تركية في قطر لحماية نظامها الحاكم من غضبة الشعب القطري تجاوبا مع اخوته شعوب دول الخليج المضارة من تآمره وعدوانيته. وهكذا انكشف المستور وظهر هذا الاردوغاني علي حقيقته القائمة علي الأطماع والعداء للأمن القومي العربي. هذا الموقف الخسيس يفضحه ايضا تحالفه وصداقته مع اسرائيل وادعاء مساعدته للفلسطينيين. كل هذه السلوكيات غير الاخلاقية أكدت الكذب والتدليس الذي استخدمه لخداع شعوب الخليج نافيا عن نفسه هذا الاتهام الذي اطلقته مصر تأسيسا علي وقوفه الي جانب جماعة الارهاب الاخواني محور الشر والتآمر علي العرب والاسلام.