الملكة تي صاحبة أول قسيمة زواج رسمية في التاريخ تحدي الملك لكل التقاليد الملكية وزواجه من عامة الشعب ورفعها إلي مصاف الزوجة الرئيسية بالطبع يمكن القول أن الملكة تي العظيمة هي أقوي امرأة في تاريخ مصر الفرعونية؛ وتكفي زيارة موقع كوم الحيتان بالبر الغربي في الأقصر أو دخول المتحف المصري لكي تشاهد التمثال الضخم لكل من أمنحتب الثالث وزوجته الملكة تي بنفس حجم تمثال الملك لكي ندرك مدي قوة وسطوة الملكة تي. وعلي الرغم من أن أصول الملكة تي لم تكن ملكية بل كانت من أفراد الشعب؛ الا أنها استطاعت أن تغزو قلب أمنحتب الثالث وتتزوجه ويرفعها إلي مرتبة الزوجة الملكية العظيمة بمعني أنها الزوجة الرئيسية للملك وأبناؤها هم ورثة عرش أبيهم. وقد ورد اسم الملكة تي وألقابها علي عدد كبير من الجعارين التذكارية؛ بل بني لها قصر في الملقطا وبه بحيرة صناعية لكي تستمتع تي بنزهة في قارب صنعه أيضا خصيصا لها. ومما لا شك فيه أن قصة الحب بين أمنحتب الثالث وتي هي أقوي من قصص حب كليوباترا ومارك أنطوني أو حتي روميو وجوليت. والمشكلة أن أحدا من المؤرخين أو علماء المصريات توقف عند تحدي الملك لكل التقاليد الملكية وزواجه من عامة الشعب بل رفعها إلي مصاف الزوجة الرئيسية! لم يكتف أمنحتب بذلك بل قام بالإعلان رسميا أمام الشعب عن هذا الزواج المقدس ووثقة في قرار ملكي علي الجعارين وبذلك تصبح الملكة تي صاحبة أول قسيمة زواج رسمية في التاريخ. وقد أمر الملك المتيم الفنانين بأن يصنعوا تماثيل له ولزوجته متساوية في الحجم إضافة إلي أخري ظهرت فيها تي بالشكل والحجم الصغير المعتاد للملكات عندما يتم تصويرهن إلي جوار ملوكهن. أخلصت تي إلي زوجها الملك أمنحتب الثالث ووقفت إلي جواره حتي النهاية خاصة بعدما مرض لفترة طويلة إلي أن مات. ويخلفه ابنهما الملك أمنحتب الرابع المعروف بأخناتون. ومن المؤكد أنها حاولت إصلاح الأمور في البلاط الملكي ولم تيأس عندما غادر أخناتون طيبة إلي مدينته الجديدة أخت أتون أو تل العمارنة حاليا. وعندما أحست تي بالخطر الداهم علي مصر نتيجة سياسات ابنها الغارق في ديانته الأتونية تحركت الملكة تي وقامت بزيارة تل العمارنة في العام الثاني عشر من حكم أخناتون؛ ويبدو أن هذه الزيارة كانت من الأهمية بحيث احتفي بها كل رجال الدولة والفنانون وحتي الملك نفسه؛ بل إن نتائج هذه الزيارة كانت من الخطورة بحيث أن الملكة نفرتيتي توارت نهائيا ولم نعد نسمع عنها شئ. ويبدو أن ما أثار مخاوف الملكة العظيمة تي هو تدهور أوضاع الممالك الشمالية بأسيا الصغري بسبب غياب الجيش المصري عن الظهور الأمر الذي جعل أمراء الممالك يرسلون الخطابات المتتالية إلي الملك يطالبونه بارسال الجيش المصري لكي تهدأ الأوضاع هناك؛ وعندما يئسوا منه قاموا بمخاطبة الملكة الأم لكي تحث ابنها الملك علي التحرك قبل أن تنهار الأوضاع. ومن المؤكد تاريخيا أن الملكة تي عاشت لسن متأخرة وليس هناك ما يشير إلي وفاتها في عهد ابنها أخناتون بل من المحتمل أنها كانت القوة الخفية التي ساعدت توت عنخ آمون علي الجلوس علي عرش أبيه؛ والعودة إلي طيبة كعاصمة للبلاد. إن وجود خصلة شعر من رأس الملكة تي يشير إلي إشراف توت عنخ آمون علي مراسم دفن جدته. ستظل تي هي أقوي ملكة في التاريخ القديم.