أطلق الباحثون علي أمنحتب الثالث اسم باشا الآثار المصرية لأنه عاش عيشة رغد وترف وتمتع بنتائج مجهودات أجداده الذين بنوا إمبراطورية ضخمة جلس الملك أمنحتب الثالث جد الملك توت عنخ آمون علي عرش مصر وهو في سن الأثني عشر عاما. كانت مصر في ذلك الوقت علي قمة العالم كله؛ وقد تزوج أمنحتب الثالث من فتاة أحبها من عامة الشعب وذلك علي غير المعتاد! أصبحت الملكة تي ذات سطوة ونفوذ بوصفها الزوجة الملكية العظيمة؛ واستطاعت أن تسيطر علي قلب زوجها حتي أن تماثيلها تساوت في الحجم والأهمية مع تماثيل الملك نفسه؛ وقد لعبت دورا مهما في عصري كل من زوجها وابنها أخناتون. والملكة تي هي ابنة يويا من أخميم وحمل لقب المشرف علي ماشية الإله مين إله الإخصاب والمشرف علي الخيول؛ وقائد العربات الحربية. ويعتقد الباحثون أن زواج أمنحتب الثالث من تي جاء بعد قصة حب حقيقية؛ يؤكد ذلك بناء الملك لقصر جميل لها في المنطقة المعروفة اليوم بالملقطة بالبر الغربي بالأقصر؛ وجعل فيه حدائق ومنتزهات وبحيرة صناعية لكي تتنزه فيها مليكته بالقارب الأبنوسي الذي صنع خصيصا لها. وصلت قوة الملكة تي إلي مدي أنها استطاعت أن تدفن أباها يويا وأمها تويا بوادي الملوك؛ حيث تم الكشف عن مقبرتهما في عام 1906 شبه كاملة ومقتنيات المقبرة معروضة بالكامل في الطابق الثاني بالمتحف المصري. حكم أمنحتب الثالث مصر ما يقرب من 38 سنة وأنجب الأميرين تحتمس الذي مات في العقد الثالث من حكم أبيه؛ والأمير أمنحتب الذي سيصبح فيما بعد الملك أمنحتب الرابع الذي سيغير اسمه إلي أخناتون. والي جانب الأميرين أنجب أمنحتب الثالث خمس أميرات. هذا بالإضافة إلي زواجه من أميرات أجنبيات من ميتاني وبابل ويعتقد أنهن عشن داخل القصر في المناسبات الدينية فقط لأن المقر الدائم للحكم خلال الأسرة الثامنة عشرة كان في منف.وفي عصر الملك تحتمس الثالث تم بناء قصر في منطقة أبو غراب بالفيوم وقد خصص كمكان تقاعد مريح للملكات الأجنبيات عندما يتقدمن في السن ومن الغريب أن حراسة القصر كانت قاصرة علي الأقزام فقط. وقد ظهرت عقيدة الشمس في عصر الملك تحتمس الرابع؛ حيث كان إله الشمس عبارة عن كائن مركب وجسد في صورة رع؛ واندمج مع الاله آتوم وآلهة اخري. وهناك صورة أخري لهذا الإله وهي آتون ومن المحتمل أن ظهور آتون كان مرتبطا بحماية الدولة بل والإمبراطورية كلها. وكان أتوم مندمج مع قرص الشمس؛ وقد يعني أن الملك يسيطر رمزيا علي جميع الأراضي التي تري الشمس. وقد كشفت بعثة المانية في منطقة كوم الحيتان عن المعبد الجنائزي للملك والذي كان يتقدمه تمثالا ممنون وعثروا علي تماثيل ضخمة للملك والملكة تي والعديد من تماثيل الآلهة سخمت والتي وضعت داخل معبد بوصفها الهة للشفاء؛ وذلك لمرضه في الفترة الأخيرة من عمره حيث تشارك مع ابنه امنحتب الرابع في الحكم وبعد موته انفرد بالحكم وعرف باسم أخناتون وأعلن عبادة الإله الواحد الذي تكمن قوته خلف قرص الشمس. أطلق الباحثون علي أمنحتب الثالث اسم باشا الآثار المصرية لأنه عاش عيشة رغد وترف وتمتع بنتائج مجهودات أجداده الذين بنوا إمبراطورية ضخمة.. وللأسف الشديد قام أخناتون بالاستغراق في خيالاته وأغلق علي نفسه داخل مدينته تل العمارنة بعيدا عن طيبة العامرة عاصمة العالم القديم.