لا أحد يمكن أن ينكر الصراع الذي تخوضه المملكة السعودية في مواجهة محاولات التغول الشيعي الإيراني في منطقة الخليج السنية من أجل السيطرة والهيمنة. ان بث القلاقل والفرقة وعدم الاستقرار هو الغاية الأساسية لنظام الملالي.. ما يحدث يؤكد مخاصمة هذا المخطط لكل القيم الاسلامية الصحيحة. كل كوارث ومصائب العالم العربي منذ قيام ثورة خوميني تعود إلي هذه التدخلات الايرانية العدوانية في الدول العربية خاصة في دول الخليج المجاورة باستثناء دولة وحيدة هي قطر. هذا الاستثناء يلقي الضوء علي الدور الخياني الذي تقوم به قطر للدول الخليجية والعربية وهو ما جعلها بمثابة طابور خامس عميل يعمل لحساب النظام الإيراني.إن ما يلفت النظرأن وراء ما يضطلع به حكام قطر من دور تخريبي مريب.. هو لصالح التآمر الايراني. تبني هذه السياسة بدأ مع انقلاب حمد علي ابيه الشيخ خليفة ليسير علي دربه ابنه تميم. هنا يثور التساؤل عن العلاقة الغريبة التي تربط هذا النظام بإسرائيل وإيران في نفس الوقت. تحليل ما وراء العلاقة مع اسرائيل وعلي ضوء ما بينه وبين النظام الإيراني يؤكد وجود رابط سري بين الأنظمة الثلاثة.. يتم تغطيته بهذا الضجيج المفتعل حول وجود عداء بينهم. هذه العمالة القطرية المزدوجة لإيران وإسرائيل هي محور الدور الذي قام ويقوم به هذا النظام في اليمن وإيران وسوريا والعراق ومصر. إنهم يتظاهرون في العلن علي غيرالحقيقة بأنهم مع التصدي العربي للتآمر الشيعي الذي تتعرض له هذه الدول العربية. في نفس الوقت يعملون في الخفاء ومن وراء الستار علي تنفيذ وتفعيل كل ما تطلبه إيران. في هذا الإطار يقوم بدعم وتأييد التنظيمات الارهابية لهز أمن واستقرار هذه الدول. ان ما تقوم به قطر علي مستوي دول الخليج وكل المنطقة العربية يجري علي نسق حكاية »حصان طروادة» التاريخية التي تم الاقدام عليها وفقاً لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة. كم أرجو أن يكون هذا الواقع وهذه الحقيقة محل حذر وحرص من جانب الدول الخليجية الشقيقة. إنني علي ثقة أنهم يعلمون حقيقة هذا الدور الذي يلعبه النظام الحاكم في قطر. انه لا يقتصر علي التعاون السياسي مع ايران بل إنه يشمل ايضاً التعاون الاقتصادي. ان أحد أركان هذا التعاون تجسد في تنازل قطر عن بعض حقوقها في آبار الغاز داخل مياهها الاقليمية لصالح ايران بعد أن تم التنقيب عنه واستخراجه بأموال الشعب القطري كعربون للولاء والعمالة. ان ما يثير الدهشة في طبيعة وأهداف هذا الموقف القطري الشاذ هو تلك العلاقة الوثيقة مع أمريكا التي تقيم علي الارض القطرية اكبر قواعدها العسكرية في غرب اسيا. تم ذلك في نفس الوقت الذي ترتبط فيه قطر بهذه العلاقة ذات الابعاد المتعددة مع ايران التي تناصب امريكا العداء في العلن!! كما هو معروف فإن الهدف الرئيسي من اللقاءات التي اجراها الرئيس الامريكي ترامب مع ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية في إطار زيارته للعاصمة السعودية الرياض.. هو التصدي لظاهرة الارهاب. في هذا الشأن لابد أن تفهم وتدرك القيادة الامريكية ان سياستها واستراتيجيتها في الشرق الاوسط بداية من كارثة فلسطين مروراً بالعراق وكل الدول العربية كانت وراء ظهور ونمو هذه الظاهرة المدمرة. من ناحية أخري فإنه ليس خافيا ان واشنطن تعلم يقينا ما يمثله الدعم والتمويل القطري ومعها تركيا لاستمرار نشاط التنظيمات الارهابية علي مستوي العالم. ان عليها إذا كانت جادة وصادقة في التصدي لهذا الارهاب وتخليص العالم من شروره ان يكون لها موقف فاعل وحاسم مما تقوم به هاتان الدولتان. في النهاية اقول ان أي متابعة أو تحليل لسلوكيات النظام الحاكم القطري المحسوب بالتدليس الجاري حاليا علي الأمة العربية - سوف نكتشف انحرافه وتآمره وتنكره لكل مقومات الأخوة العربية والاسلامية. توصلنا إلي هذه النتيجة يدفعنا إلي التساؤل عما كان يمكن ان تكون عليه تصرفات هذه الدويلة المحدودة جداً مساحة وسكانا لو أن الله لم ينعم عليها بثروة الغاز والبترول. ان نزعة الشر والخيانة أعمت بصيرة حكام هذا البلد الذي عرف عن أهله وابنائه الطيبة والانتماء العربي والاسلامي. هذا النظام الحاكم أصبح عبئاً ثقيلا علي قطر والشعب القطري وعلي الامة العربية. إنه يقوم بإهدار ثروة هذا الشعب فيما يؤدي إلي دمار وتخريب المنطقة العربية. لا جدال ان ما يمارسه هؤلاء الحكام ليس سوي لعبة كبيرة قذرة وخسيسة ستنتهي بكارثة سوف يكونون أول ضحاياها.