أثبت أنطونيو جوتيرش الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بأنه بالفعل شخصية جديرة بالاحترام والتقدير ويستحق نيل المنصب الذي يشغله منذ بداية العام الحالي، والذي يتربع من خلاله علي قمة التنظيم الدولي ولعل المحاضرة التي ألقاها تحت قبة جامعة القاهرة لخير دليل علي ذلك والتي كانت تحت عنوان »مواجهة التحديات العالمية.. إيجاد الأمل من خلال الشباب». أحسن جوتيرش اختيار كلماته وحدد بدقة النقاط الرئيسية والهامة في المحاضرة فأصاب الهدف وأقنع المتلقي بكلمات واضحة برؤيته الخاصة بمواجهة التحديات العالمية.. فاجأ جوتيرش الحاضرين من خلال محاضرته ودفاعه عن سماحة الدين الإسلامي عندما أشار إلي أنه يدعو كل من يتحدث عن اللاجئين لقراءة سورة التوبة من القرآن الكريم والتي تؤكد علي توفير الحماية للمسلمين وغير المسلمين في أوقات النزاع وهذا يعني أن الإسلام دين سماحة واعتدال، ولم يكن أبدا دين تطرف. بهذه الكلمات المختصرة استطاع جوتيرش أن يدحض هؤلاء أصحاب الفكر العنصري والذين يلصقون دائما كل ماهو إرهابي بالإسلام. وأصاب جوتيرش الهدف أيضا عندما أكد في محاضرته علي أهمية الاستثمار في الأجيال الجديدة والشباب ومنحهم الأمل في المستقبل وعندما أكد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأم لصراعات المنطقة وأنه لابديل عن حل الدولتين حتي يعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. ووجه جوتيرش الشكر لمساهمات مصر في حفظ السلام ولجهودها المضنية لدعم جهود السكرتارية والسكرتير العام لتحقيق مقاصد وأهداف الأممالمتحدة.. في حقيقة الأمر فإن أنطونيو جوتيرش شخصية علي قدر عال من الثقافة وله نظرة ثاقبة وكل الأمل له بالنجاح في مهمته الصعبة حيث يتولي مسئولياته في أوقات يموج فيها العالم بأحداث واضطرابات شائكة، ولكن فيما يبدو بأنه يرغب بالفعل في إنقاذ مايمكن إنقاذه.