لا يمكن أن يأتي عيد الشرطة هذا العام والذي يوافق 25 يناير »اليوم» دون ان نتذكر تضحيات ابنائها الذين هم من ابنائنا واخوتنا وآبائنا من أجل هذا الوطن. تحدد موعد هذا العيد في مثل هذا اليوم عام 1952 اصرار رجال الشرطة بمحافظة الاسماعيلية علي التصدي لقوات الاحتلال الانجليزي ليسقط منهم عشرات الشهداء في معركة الوطنية والكرامة. شاءت الظروف ان يوافق هذا اليوم عيد ثورة 25 يناير 2011 التي اندلعت مستهدفة الاصلاح والنهوض بمصر.. ولكن سطو جماعة الارهاب الإخواني عليها أدي الي انحرافها وقضي علي تطلعاتها وأهدافها. ولا يمكن أن يمر احتفال الشرطة بعيدهم دون ان نتذكر تضحياتهم علي مدي السنوات الست الماضية التي اعقبت هذه الثورة.. حيث سقط من جنودها وضباطها مئات الشهداء والمصابين دفاعا عن امن واستقرار هذا الوطن. احتفال هذا العام الذي حضره الرئيس عبدالفتاح السيسي كان مرآة صادقة لتلك التضحيات الجسام. تمثل ذلك في قيامه بتوزيع الاوسمة علي قائمة من ذويهم ضمت زوجاتهم واطفالهم واباءهم وامهاتهم. كان مشهد أم أحد هؤلاء مؤثرا للغاية هز وجدان الرئيس وكل الحاضرين وهي تتسلم الوسام. جاء ذلك عندما قالت انها قاست وعانت كثيرا لفقدان ابنها الوحيد ولكن لاشيء أغلي من مصر وأننا جميعا فداء لها. هذا الاحتفال الذي دعا اليه اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية اتسم بالتركيز علي تكريم هؤلاء الشهداء وهم الذين ضربوا اعظم الامثال في التضحية من اجل مصر. وسط مشاعر سيطرت عليها النزعة الوطنية كان لابد من ان اقول ان هذا الشهيد ما هو الا واحد من مئات رجال الشرطة الذين قدموا حياتهم للشهادة حماية لمصر ولشعب مصر. انهم اختاروا ان يقفوا في الصفوف الاولي مع اخوتهم ابناء القوات المسلحة لخوض حرب شرسة لدحر الارهاب الذي يهدد بتخريب وتدمير مصر. انهم يضطلعون بهذه المهمة المقدسة باعتبارهم ابناء لهذا الشعب للذود عن امنه واستقراره وسيادته. ان ما يقومون به منذ يناير 2011 يستحق منا جميعا ان نحييهم في يوم عيدهم. ليس غائبا عن أحد ان الشرطة المصرية تعرضت لظلم فادح وتجن تجاوز كل الحدود علي ايدي الذين تربصوا بثورة 25 يناير والدولة المصرية. كان ذلك جزءا من مخطط اسقاط هذه الدولة والدفع بها الي الضياع وقد شاء الله ان تتنبه غالبية الشعب لأبعاد هذه المؤامرة فكانت ثورتها يوم 30 يونيو لانقاذ مصر مما كان مخططا لها. نحمد الله ان الدولة والشعب قد استعادا توازنهما وهو ما أتاح الفرصة للشرطة المصرية لاعادة بناء نفسها لتكون اقوي مما كانت حتي تقوم بمسئولياتها الامنية والله فوق الكائدين. والذين يوجهون اللوم الي الشرطة علي بعض ما قد يقوم به بعد افرادها القلائل من سلبيات.. اقول انه لا توجد مهنة أو نشاط الا وكان فيها هذه النماذج.. ولكن المهم هو وجود وتصميم من جانب الغالبية الشرطية لعلاج ومواجهة اي خروج عن القانون أو التعامل مع المواطنين.