حَبيبىِ يا رسُول الله.. أنتَ الملاذ والشفيع, وطوق النجاة, خَيِر الآناًم وسر الأَسرَار, النُور الأتَم والأعَم والأشَم, مُفرِج كلُ هَم, وعلى آلك وسلم, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بَحْرِ أَنْوَارِكَ وَمَعْدِنِ أَسْرَارِكَ وَلِسَانِ حُجَّتِكَ وَعَرُوسِ مَمْلَكَتِكَ وَإِمَامِ حَضْرَتِكَ وَطِرَازِ مُلْكِكَ وَخَزَائِنِ رَحْمَتِكَ وَطَرِيقِ شَرِيعَتِكَ الْمُتَلَذِّذِ بِتَوْحِيدِكَ إِنْسَانِ عَيْنِ الْوُجُودِ وَالسَّبَبِ فِي كُلِّ مَوْجُودٍ عَيْنِ أَعْيَانِ خَلْقِكَ الْمُتَقَدِّمِ مِنْ نُورِ ضِيَائِكَ صَلاَةً تَدُومُ بِدَوَامِكَ وَتَبْقَى بِبَقَائِكَ لاَ مُنْتَهَى لَهَا دُونَ عِلْمِكَ صَلاَةً تُرِضِيكَ وَتُرْضِيهِ وَتَرْضَى بِهَا عَنَّا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ", أنت الحبيب المصطفى, وصدق الله العظيم حين وصفك "بالسراج المنير", فحين وصف الله القمر قال (قمرا منيرا), وحين وصف الشمس قال تعالى (سراجا وهاجا), أما حين وصفك عزوجل قال (سراجا منيرا) ليجمع لك الله تعالى الوصفين ليكتمل الجمال بالجلال، وليلتحم الضياء بالنور فيشرق للعالم كله, فلم يجتمع لأحد فى خلق الله نور الشمس والقمر فى عين واحدة, كما اجتمع لسيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جمع الله عزوجل له من أنوار الوجود والعلم والمعرفة ومكارم الأخلاق ما تمم به كل نور بدا، وختم به كل علم سما، وجمل به كل كون نشا، وغرد به كل صوت شدى, فقد قال سبحانه وتعالى فى وصف نبيه وحبيبه فى كتابه الكريم "يا أيها النبي إِنَّا أرسلناك شَاهِداً وَمُبَشّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً" فحسن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، هومعرفة شمائله، فإنها ترشد المسلم إلى مكارم الأخلاق، وتعينه على إكتسابها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوةَ التي ترجمت المنهج الإسلامي وأخلاقه إلى حقيقة وواقع، فكان صلى الله عليه وسلم يغرس في أصحابه الأخلاق الطيبة بفعله وسلوكه مع قوله، ولذلك لما سُئِلَت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلُقِهِ صلى الله عليه وسلم قالت "كان خُلُقُهُ القُرآن" فمن نوره صلى الله عليه وسلم ظهر الوجود، ومن جماله تزين كل موجود، واكتست الأكوان بحسنها، واهتزت الأرض وربت وأخرجت خيراتها، فهو غيث لكل الخلائق، ورحمة الله للعالمين، بدأ الله سبحانه به الوجود، وبه ختم الأنبياء والرسل، فجاء الإسلام شريعة كاملة شاملة لكل زمان ومكان، على أحسن ما تكون عليه وجوه الوسطية من خصائص التمام والكمال والشمول والعموم و الفطرية التى لا تتوفر فى غيرها من الشرائع الكتابية، فكان منهاجه بسيط وسهل وميسر، جاء بالعدل والإستقامة, فلا تجد فيها عوجا فيها ولا أمتا, ليكون نور المصطفى صل الله عليه وسلم رحمة وهداية وبردا وسلاما على العالمين. وما أجمل ما وصف به الشاعر سيد الخلق مادحا: قمر سيدنا النبى وجميل قمر سيدنا النبى وجميل حبيبى جل من سواك خلقا ولم يخلق مثيلك فى الرجال وفوق المرسلين روفعت قدراً وكملك المهيمن بالكمال منير الخد ما أبهى ضياؤه متوج بالمهابة والجلال بسيم الثغرأسلمه شفاة فصيح النطق عدل فى المقال هو البدر المنير وفى عجال شريف أصله عال وغال له وجه جميل لو تراه ترى قمراً منيراً فى العلالى قمر سيدنا النبى وجميل قمر سيدنا النبى وجميل وحبك يا حبيبى فرض عين وقلبى فيك مشغول وبال له شعر يحار العقل فيه ويختطف الفؤاد بلا اختزال يلوح النور من وضح الجبين كحيل الطرف من غير إكتحال له عنق منير كوكبى ظريف آخذ فى الإعتدال فاللهم صل على سيدنا محمد ما اتصلت العيون بالنظر وتزخرفت الأرضون بالمطر, وحج حاج واعتمر ولبَّى ونحر وطاف بالبيت العتيق وقبَّل الحجر, بحر أنوارك ومعدن أسرارك ولسان حجتك وعروس مملكتك وإمام حضرتك، وطراز مُلكِك ، وخزائن رحمتك ، وطريق شريعتك، المتلذذ بمشاهدتك، إنسان عين الوجود والسبب في كل موجود، عين أعيان خلقك المتقدم من نور ضيائك، وخاتم أنبيائك صلاة تدوم بدوامك وتبقى ببقائك صلاة تحل بها عقدتي، وتفرج بها كربتي ، صلاة ترضيك وترضه وترضى بها عنا يا أرحم الراحمين، عدد ما أحاط بع علمك وأحصاه كتابك وجرى به قلمك وعدد الأمطار والأشجار وملائكة البحار، وجميع ما خلق الله من أول الزمان إلى آخره والحمد لله وحده, صلاة عبد قلت حيلته، ورسول الله وسيلته, وأنت لها يا إلهي ولكل كرب عظيم، ففرج عنا مانحن فيه بسر أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.