* يسأل حلمي محمد خليفة السوهاجي رجل أعمال بالإسكندرية: ما معني الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم في قوله تعالي "إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" وهل صلاة المسلمين تصل اليه؟ وما فائدتها؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: الصلاة من الله تعالي علي رسول الله صلي الله عليه وسلم هي ثناؤه عليه عند الملائكة. وصلاة الملائكة الدعاء له. وقال الترمذي وسفيان الثوري وغير واحدمن اهل العلم: "صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار" وقال ابن كثير: المقصود من هذه الآية ان الله سبحانه وتعالي اخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الاعلي بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وان الملائكة تصلي عليه ثم امر الله تعالي اهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من اهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً. والاحاديث في هذا الباب كثيرة والتي ان دلت علي شيء فإنما تدل علي ان الصلاة والسلام علي رسول الله يزيل الله بها الهم ويغفر بها الذنب. روي الامام الترمذي عن ابي بن كعب قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا ذهب ثلث الليل قام فقال: "يا ايها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه" قال ابي: قلت يا رسول الله اني اكثر الصلاة عليك فكم اجعل لك من صلاتي؟ قال "ما شئت" قلت الربع قال: "ما شئت" فإن زدت فهو خير لك. قلت فالنصف. قال: "ما شئت. ان زدت فهو خير لك" قلت: فالثلثان. قال: "ما شئت فإن زدت فهو خير لك" قلت اجعل لك صلاتي كلها قال: "إذن تكفي همك ويغفر لك ذنبك". وروي ابوداود والنسائي عن اوس رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه. فان صلاتكم تعرض علي" فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا وقد أرمت أي بليت قال صلي الله عليه وسلم: "إن الله حرم علي الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". اللهم صلي علي سيدنا محمد بحر أنوارك ومعدن أسرارك ولسان حجتك وعروس مملكتك وامام حضرتك وطراز ملكك وخزائن رحمتك وطريق شريعتك المتلذذ بتوحيدك انسان عين الوجود والسبب في كل موجود عين اعيان خلقك المتقدم من نور ضيائك صلاة تدوم بدوامك وتبقي ببقائك لامنتهي لها دون علمك صلاة ترضيك وترضيه وترضي بها عنا يارب العالمين. * يسأل ربيع. أ من الجيزة: امرأة ارتكبت الفاحشة لأكثر من مرة وعند وفاتها أوصت أحد الجيران المخلصين بكفالة ولدها اليتيم. فهل يجوز شرعاً كفالة هذا الطفل؟ علماً أن أمه زانية واعترفت علي نفسها باقتراف الفاحشة؟ ** يجيب: لقد حث الاسلام علي كفالة اليتيم والاحسان اليه والقيام بأمره ومصالحه. لان المبادئ واحدة والاخلاق لاتتجزأ وان النبي الكريم صلي الله عليه وسلم. جعل كافل اليتيم مجاوراً له في الجنة. فقال صلي الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم- له أو لغيره- في الجنة كهاتين واشار بأصبعيه السبابة والوسطي". والمراد بقوله "له" ان يكون اليتيم معروف النسب للكافل. والمراد بكلمة "لغيره" ان يكون اليتيم مجهول النسب للكافل. وبناء عليه فإن كفالة ولد الزنا يؤجر عليها الكافل كما يؤجر علي كفالة اليتيم معروف النسب تماماً بتمام. وان امرهما سواء فلنحسن النية ولنسأل الله القبول.