أدرك الكثير من بلدان العالم التي حققت النهضة والتقدم الاقتصادي، أن الاهتمام بالإنفاق علي مراكز البحث العلمي بهدف إنجاز اختراعات وابتكارات جديدة يتم توظيفها في تطوير منتجاتها لإنتاج سلع وخدمات عالية الجودة، أحد أهم الركائز لتحقيق التقدم، وتغزو بمنتجاتها مختلف دول العالم.. وتسعي البلدان المتقدمة إلي تعزيز تواجدها بالأسواق الدولية من خلال الاهتمام بالصناعات التي تعتمد علي التكنولوجيا العالية (high Tec) وهناك قائمة طويلة من الصناعات عالية التكنولوجيا التي تطورت بسرعة كبيرة في العقود الأخيرة، وتهتم البلدان الصناعية بالإنفاق علي البحث العلمي والابتكارات والاختراعات وتخصص نسبة معتبرة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق علي مراكز البحوث تتراوح بين 2 و3% من الناتج المحلي الإجمالي، إلي جانب التبرعات التي تقدمها كبري الشركات لهذه المراكز العلمية والبحثية، فضلا عن بروتوكولات التعاون بين الشركات الكبري ومراكز البحث العلمي لإنجاز ابتكارات بهدف تطوير منتجاتها.. وهناك قائمة تضم أكثر البلدان إنفاقا علي البحث العلمي.. وتتصدر تلك القائمة الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان وألمانيا والصين وكوريا وفرنسا والمملكة المتحدة والهند وروسيا إلي جانب دول أخري.. والقضية المهمة في هذا الشأن هي كيفية تحقيق الربط بين مراكز البحث العلمي والقطاعات الإنتاجية لتوظيف تلك المخترعات في تطوير الإنتاج.. لذلك كان هناك اهتمام بقضية حقوق الملكية الفكرية في مفاوضات "الجات" حفاظا علي براءات الاختراع والاكتشافات.. وهذا يعني أن استمرار التفوق والصدارة مرهون بالاهتمام بمراكز البحث العلمي وبحجم الإنفاق عليها.. والاستفادة بإنجازاتها في تطوير المنتجات وتحقيق المزيد من التقدم.