لم يعد التشوية المتعمد للتماثيل، ومحاربة الجمال في ميادين مصر، مقصورا علي الجماعات السلفية المتطرفة، مشعلي الحرائق وكارهي الفنون وأعداء النحت والتماثيل..انضم أيضا الجهلاء والأدعياء، ربما هم أشد خطرا (بادعاء الفن والمعرفة) الجهلاء والأدعياء وأنصاف الموهوبين يطلون التماثيل بالدوكو، ويصممون التماثيل المشوهة، فتكون نفرتيتي (الحولاء) التي سبق وضع تمثالها في مدخل مدينة (سمالوط) بالمنيا، ليقوم الأهالي برفعها دفاعا عن مدينتهم . قبل أيام، تم طلاء تمثال كوكب الشرق (ام كلثوم) بشارع ابوالفدا في الزمالك بالدوكو..(تم طلاء الوجه باللون البني، بينما الثوب باللون الذهبي) وهو ما أسهم في تشويه التمثال، واخفاء معالمه الجمالية.. الأمرالذي دفع الفنان طارق الكومي (مصمم التمثال) ومجموعة من الفنانين، لتنظيم وقفة احتجاجية أمام التمثال، اعتراضا علي كل محاولات إفساد الذوق المصري، لكن الأمن رفض إقامة الوقفة الاحتجاجية، لتتم داخل نقابة الفنانيين التشكيليين!.. أيضا قام جهاز التنسيق الحضاري بتحرير محضر بالواقعة (وهو أقصي فاعلية يقوي عليها هذا الجهاز الوهمي) فلا سلطة لديه ولا قدرة ولا إمكانية ولا تأثير ! ! . سبق أيضا طلاء تمثال (أحمد عرابي) بالشرقية باللون الأخضر بصورة بدت مضحكة!!.. وتمثال الموسيقار (محمد عبد الوهاب) بميدان الشعرية (تصميم الفنان طارق الكومي أيضا) استعان الحي بطالبات احدي المدارس الصناعية، لطلاء جسم التمثال باللون الأخضر، والوجة واليد والعود الذي يحمله الموسيقار باللون الذهبي، مما أدي إلي تشويه التمثال، واضطر الحي لتكليف كلية الفنون الجميلة، بتعديل التمثال وإعادته إلي صورته الأصلية.. تشويه تماثيل الميادين المتكرر، والتدهور الجمالي، والأمية البصرية التي نعانيها في المدن المصرية، تتجاوز الاحتجاج والشكوي وتحرير المحاضر.. الي ضرورة إصدار قرارات وعقوبات حاسمة لحماية المدن المصرية من القبح .