طعم الحرية

شياطين الأرض محبوسة في شهر رمضان الكريم ،وانطلق شيطان يحيي الفخراني "ونوس" الذي يسعى لإغواء أبناء ياقوت وزوجته ، الشيطان الذي لا يخلو من خفة دم متعته الحقيقية أن يرى اندفاعهم المجنون نحو غرائزهم ، كلما زادت خطاياهم وصراعاتهم كلما انتعش وابتهج ، يعدهم ويمنيهم وما يعدهم إلا غرورًا .. اللعبة نفسها التي لعبها مع أبيهم" ياقوت" المتألق نبيل الحلفاوي ، ومن قبله لعبها الشيطان الجد مع أبينا آدم .. يجعله يقترب من الشجرة.. يشعله فضولًا ورغبة وينسيه ما خلق من أجله ..
استفاد المسلسل من قصة فاوست الشهيرة التي كتبها جوته وكتبها آخرون غيره والتي اعتمدت على صفقة يعقدها الشيطان مع فاوست .. لنجد أنفسنا 
أمام فاوست مصري يقع ضحية شيطان مصري لا يخلو من خفة دم المصريين من أبناء آدم .
ربما تلاحظ أن الوحيد في المسلسل الذي يحب عمله ويخلص فيه هو" ونوس " لا يهدأ أبدًا ..هو في حالة عمل دائم .. جميع من حوله لا يستمتع بما يعمل ولا يبدع فيه .
مع "ونوس" تضحك ،وترى نقاط ضعفك البشري وترى حيل الشيطان التي يتفنن في إبداعها ليجعلك عبدًا لشهواتك وغرائزك ويبعدك عن الغاية التي من أجلها خلقت .
ما تأكدت منه أن "شيطان" التمثيل الذي يسكن الفخراني لا يجعله يهدأ ولا يتوقف عن البحث .. كل عام يسعى لإدهاشنا .. وبعد رحلة ليست بقصيرة يستحق الفخراني هذا العام أن يضع اسمه في قائمة تضم اسمي" يوسف وهبي ومحمود المليجي " أهم من لعب دور الشيطان ليكون ثالثهما يحيى الفخراني شيطان القرن الواحد والعشرين .
لم يعد الدكتور ممثل قدير فقد ضاقت عليه هذه الصفة .. يمكن أن يكون بلا مبالغة معهد تمثيل خاص حتى لا نغضب أساتذة وطلاب معهد الفنون المسرحية ..
شكرا ليحيى الفخراني وعبد الرحيم كمال و شادي الفخراني وكل من شارك في هذا العمل الذين وهم يمثلون مسلسلًا للترفيه عن الناس يذكروننا بالآية الكريمة من سورة الأعراف " يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " .