«ونوس» رائعة درامية جديدة، يُطل علينا بها شيخ العرب همام، أو الخواجة عبد القادر، الفنان القدير يحيى الفخراني، بمشاركة الكاتب المتميز عبد الرحمن كمال، وإخراج شادي الفخراني. شخصية «ونوس» الغريبة، التي تجتمع فيها صفات الإنسانية والشيطانية، جعلت فئة كبيرة من المشاهدين في حالة فضول دائم، خاصةً لما يتمتع به من قدرات خارقة، وقدرته على إبراز عدة تعبيرات في الدقيقة الواحدة، بالإضافة إلى تنقله من النقيض للنقيض بشكل مبهر. وفي الحكايات الألمانية الشعبية توجد شخصية «فاوست»، وهو رجل علم لكنه باع نفسه للشيطان واشترى ملذات الحياة، ثم جاء الفيلسوف الشهير «جوته» وحولها لمسرحية أدبية فكرية شهيرة، والآن نحن نشاهد اقتباسة منها للكاتب عبد الرحيم كمال، يقدمها مع النجم يحيى الفخراني، في «ونوس». بينما تدور أحداث المسلسل في إطار الدراما الاجتماعية، حيث يقدم يحيى الفخراني، شخصية الشيطان بصورته غير النمطية، ليظهر كالإنسان حسب دوافعه وشهواته التي تحركه، ليكون أداة لتخريب بيوت البشر، وإبعاد الزوج نبيل الحلفاوي «ياقوت» عن زوجته هالة صدقي «انشراح» وأولاده الأربعة، والارتماء في أحضان المعاصي والآثام. وعلى مدار الحلقات الماضية من المسلسل؛ أثار عدد من المشاهد، التي وصفها الكثيرون بالعبقرية؛ ردود فعلِ واسعة، من قِبل متابعي العمل الدرامي. - «ونوس» في حلقته «الثالثة» يسأله «نبيل»، نجل «ياقوت» عن حكم الغناء، فيقول: «طبعًا حرام، وبرضو حلال.. الإتنين يا بلبل، المسألة نسبية، اللي حلال عندي حرام عندك، واللي حلال عندك حرام عندي، يعني إنت لو صوتك وحش وبيقرفنا في عيشتنا يبقى طبعًا حرام، لكن لو صوتك حلو وهتبسطنا يبقى حلال.. كل حاجة يا بلبل فيها حرام وحلال، يعني مثلًا لو في بنت وحشة ورجليها معرقبة ومعصعصة، ولبسالي بروح أمها ميكروجيب، أكيد هتأذي مشاعرنا، يبقى أكيد طبعًا اللي هتعمله فينا ده حرام، لكن لو قمر كده وحلوة زي دنيا بنت خالتك، تبقى حلال طبعًا.. عارف كمان إيه اللي حرام؟ أما يبقى حد عنده حلم ويفرط فيه.. أكيد هيتحاسب». - وفي الحلقة الثالثة أيضًا؛ وعد العم ونوس «نيرمين»، نجلة «ياقوت» أن يشفي لها نجلها الصغير «ياسو»، العاجز عن الحركة، وفي تمام الثامنة مساءً يذهب إليها ليدخل على «ياسو» وحيدًا، ولا يقول له سوى كلمة واحدة: «بتحب الملاهي يا ياسو؟»، ثم يتركه ويخرج، ليقول لوالدته أن تتركه وحيدًا حتى الصباح، وبالفعل تدخل «نيرمين» في الميعاد المحدد على نجلها لتجده واقفًا على قدميه، فيفرح الجميع فرحًا شديدًا، وفي اليوم التالي يعود الطفل كما كان مستقرًا على كرسيه المتحرك. - وفي الحلقة الخامسة؛ تجلى الإبداع الفني، بين عمالقين من عمالقته، ويجتمع «الفخراني والحلفاوي» في مشهد لاقى تداولًا واسعًا عبر الشبكات الاجتماعية؛ حيث يذهب له «ونوس» بينما «ياقوت» يتوضأ ليُصلي، قائلًا: «ليك عين تصلي بعد كل اللي عملته؟»، فيرد «ياقوت»: «قولتلك ابعد عني»، فيرد الفخراني: «عايز تموتني يا ياقوت؟ بقى ده جزاتي.. أنقذ حياتك وأعالجك وتموتني، إيه البني آدمين دي؟ إيه الغل والسواد ده؟ ده إنت حتى مخادع»، فيرد الحلفاوي: «أنا مش مخادع.. أنا صحيح اتفقت معاك على اتفاق بس رجعت فيه عشان ربنا»، فيضيف ونوس: «كان فين الإيمان ده لم اتفقت من الأول ودوقت من كل حاجة؟ نسوان وفلوس.. كنت عبدك وفي خدمتك، ولما جيه عليك الدور خلعت، يرضي مين ده؟ أخد حقي من مين؟»، فيستطرد ياقوت: «إنت خدعتني بعدما قابلتك في ليلة سودة، لكن فوقت وقولت لاء»، فيرد ونوس: «اللعبة لسه ما خلصتش يا ياقوت، أنا هعمل كتير.. إنت مش خايف على مراتك مني؟ هفضحك قدام عيالك، وهزُق كل واحد منهم في حفرة مش هيطلع منها أبدًا، أنا لا هسيبك تعيش ولا تموت»، فيقول ياقوت: «مش بإيدك، وباب التوبة مفتوح، وسيبني أكمل صلاتي وأمشي». - وفي الحلقة السادسة، يسعى «الشيطان ونوس» إلى أن تحدث علاقة غير شرعية بين «نبيل» و«دنيا»، نجلة خالته، وخطيبة شقيقه «عزيز»، التي تعيش تعيش معهما والأسرة في بيتٍ واحد، إذ أنها يتيمة الأب والأم، وقامت خالتها ووالدتهما «انشراح» بتربيتها مع أولادها في بيتها؛ فبينما توقظه «دنيا» من النوم، يقف «ونوس» خارج المنزل، وكأنه يرى ما يحدث بالداخل، فيقف صامتًا محاولًا دفع «نبيل» إلى خطف قُبلة من نجلة خالتها التي دفعتها الغريزة هي الأخرى لتجلس بجواره على السرير، مستغلةً غيبة خطيبها، إلا أن نداء «انشراح» على «دنيا» يحول دون ذلك، فيظهر «ونوس» حزينًا للغاية. - وفي الحلقة السادسة أيضًا، ينجح «ونوس» في تغيير حياة «فاروق»، نجل «انشراح وياقوت» الأكبر، فبعد أن كان مُعلم في مدرسة حكومية، أقنعه أن يمارس دور الداعية الإسلامي «الحديث»، وأدخله مجتمع السيدات من الطبقة الأرستقراطية، حتى دفعه إلى دخول «الكباريه» معه، حيث تمكن «ونوس» من إقناعه أن من يحتاج الدعوة ليس رواد المسجد ولكن الموجودين في البارات والفنادق وغيرها. - في الحلقة الثامنة، ينجح «ونوس» مرة أخرى بأن يشفي «ياسو» نجل «نيرمين»، ويقنعها بأن زوجة شقيقها «فاروق»، وزوجة طليقها، هما من يصنعا بنجلها ذلك من خلال أعمال السحر والشعوذة، فتسأله عن كيفية التصدي لهما، فيرشدها إلى ضرورة تعلم هذه الأعمال للمحافظة على نجلها، ويخبرها بضرورة كتمان هذا الأمر لكي لا تتعرض للأذى. - «ونوس» أيضًا في الحلقة الثامنة، ينجح لأول مرة في إغواء الأم «انشراح» في أن تقابل الشاب «أيمن» جارها الذي يعاكسها في الهاتف، بينما تراهما «دنيا»، نجلة شقيقتها، وخطيبة نجلها، أثناء تجولهما بأحد الشوارع. - وفي الحلقة الثامنة، بينما يستقل «ياقوت» التاكسي، ويقود به الفنان «إدوارد»، إذ فجأةً يتحول الآخير إلى «الفخراني». - في الحلقة التاسعة، بعدما أنهت نهير أمين «حياة» عمل محمد الكيلاني «نبيل» من الملهى الذي يعمل فيه مغني، وطلقت «غريب» زوجها وطردته؛ ينجح «ونوس»، من خلال الزّن على «غريب» بالانتقام من «حياة»، حيث توجه إلى الملهى وقتلها وسرق أموالها وفرّ هاربًا، ثم لجأ إلى «ونوس» ليساعده، خاصة أن «هلال»، الذي يسكن بجوار الملهى شاهده وهو يدخل ليرتكب الجريمة؛ لكن الغريب أنه حينما انتقلت النيابة إلى الملهى للتحقيق، وسألت الشهود قال «هلال» أنه رأى «نبيل» يدخل الملهى وقت الحادثة، ثم خرج منه وهو يجري مسرعًا. مسلسل «ونوس»، بطولة الفنان يحيى الفخراني، ونبيل الحلفاوي، وهالة صدقي، وحنان مطاوع، ومحمد شاهين، ونُهى عابدين، وكوكي، ومحمد كيلاني، وتأليف عبد الرحيم كمال، ومن إخراج شادي الفخراني، للمنتج محمد مشيش.