أنا أثق بكم...هذه وباختصار شديد كانت الكلمات البسيطة التي أرسلها المدير الفني البرتغالي "جوزيه مورينيو" عبر صحيفة ماركا للاعبيه في ريال مدريد قبل زيارته مساء أمس السبت لملعب كامب نو حيث أقيم لقاء الكلاسيكو المُرتقب بين برشلونة والريال في تمام الساعة السادسة بتوقيت جرينيتش، والذي تمكن خلاله الريال من انهاء حالة الصوم الطويلة في مسألة هزيمة البرسا في كامب نو بهدفين لهدف سجلهما خضيرة ورونالدو دون أن يُسجل أو يَصنع ميسي منذ زمن.. وهذه هي سنة الحياة فلا أحد يفوز دائماً خاصةً لو كان الخصم ذكياً ومجتهداً مثل ريال مدريد. برشلونة عَقد الأمور على نفسه بتفكيره أكثر من اللازم في مباراة الإياب ضد تشيلسي في دوري أبطال أوروبا، بالضبط مثلما عَقد رجال روبرتو دي ماتيو الأمور على أنفسهم في ديربي لندن أمام آرسنال على ملعب الإمارات ظهر السبت. جميع عناصر تشيلسي والمدرب وحتى الجماهير، انشغل بالهم برحلة كامب نو يوم الثلاثاء، وأيضاً البرسا عاش نفس الحالة، والسؤل: ألم يكن على ريال مدريد أن يعيش نفس الحالة بما أنه خسر على ملعب آليانز آرينا الأسبوع الماضي؟ لكن الفرق اتضح بين ريال مدريد وثلاثة أندية تعيش نفس ظروف الريال هم "برشلونة، تشيلسي وآرسنال"، فهذا الثلاثي لعب يوم السبت وكأنه لم يلعب...على العكس من ريال مدريد. برشلونة فكر في يوم الثلاثاء مثله مثل خصمه "تشيلسي"، وآرسنال تساءل ماذا سيفعل نيوكاسل وتوتنهام في مباراتهما القادمتين؟ وما مدى تأثر وضعه في المرتبة الثالثة بنتائج بقية مباريات الجولة؟ فخرج أدائه أمام تشيلسي كأداء فريق خائف من شيء ما، بالضبط مثل تشيلسي الذي كانت حجته "لقاء مصيري في دوري الأبطال ضد برشلونة فلعب بهذا الحذر وأشرك مدربه 8 لاعبين احتياطيين"، رغم أن تشيلسي كان لديه أمل إذا فاز من أجل التأهل لدوري أبطال أوروبا، لكنه لم يهتم بذلك وفكر فيما هو قادم (بطريقة مبالغ فيها). وعقوبة التعجل دوماً ما تكون قاسية، فلا تعجل بذكر ما لا ينبغي ذكره، وما لا تدري أيصح أم لا يصح، وهذا ما لاحظناه حتى على أداء وطريقة لعب بعض اللاعبين أمثال فان بيرسي وتوريس وستوريدج ثم ميسي وتيو. لقطة اليوم 21 أبريل 2012: ليلة فوزه على أتلتيكو مدريد 4/1 ثم هزيمته لسبورتينج خيخون 1/3، أبرز ريال مدريد مع كريستيانو رونالدو شخصية البطل، فتفكير عناصر الفريق مع كريس لم يكن خارج المباراة رغم الظروف، وأكدوا أنهم عاملوا كل مباراة لهم منذ النصف الثاني للموسم "على حدى"، لذا ها هم يعلنون أنفسهم أبطالاً لليجا عن جدارة واستحقاق قبل 4 جولات، وبالتأكيد الدوري عملياً لم ينته لكن في الليجا 7 نقاط و4 مباريات شيء كثير وصعب تعويض والأمور حُسمت. اللقطة التي اخترتها لكم عن يوم السبت، صورة لمورينيو تجمعه بكريستيانو رونالدو قبل مباراة الكلاسيكو ورونالدو في طريقه إلى ملعب المباراة. شعرت من خلالها وكأن مورينيو يُذكر رونالدو بأهمية التسجيل في المباراة كي يؤكد بصورة عملية أنه لاعب المباريات الكبرى، وأن كل ما مضى كان من ضمن تحضيراته الفنية التي تأتي تحت رايه ما قاله للإعلام حين وَقع على عقد تدريبه للريال بألا ينتظروا شيئاً في موسمه الأول وبالتالي لا ينتظروا الكثير من كريستيانو بما أنه النجم الأول للفريق. ويحاسبونه على كل شيء بدءًا من الموسم الثاني، بالضبط كما قال للطليان حين تولى تدريب الإنتر، فلم يحقق الكثير في الموسم الأول لكنه أعاد للإنتر زمن هيريرا، وها هو يُعيد لأنصار الريال زمن ديل بوسكي وزيدان ورونالدو مع أوزيل وكريستيانو (على الأقل من ناحية تجاوزهم رقمياً بألاف الأمتار)...نعم لا يزال الطريق طويل لتأكيد هذه المعلومة بنسبة 100% لكنها تبدو البداية..