اخبار مصر أعلن عبدالغفار شكر، نائب وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى وعضو جبهة الإنقاذ حالياً ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان المستقيل، نيته اعتزال العمل السياسى مع بداية 2013، وقال فى حواره ل«الوطن»: «قررت اعتزال العمل الحزبى اليومى لأتفرغ للعمل الفكرى والأبحاث العلمية»، مؤكداً عدم عودته إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان، حتى وإن جرى تغيير جميع أعضائه، مؤكداً ضرورة إعادة تشكيل المجلس، ليشمل شخصيات حقوقية من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وشخصيات عامة محايدة فى المجتمع تنتمى إلى نقابات مهنية وعمالية ومنظمات نسائية، بعيداً عن السياسيين. * ما سبب استقالتك من المجلس القومى لحقوق الإنسان؟ - ما دفعنى لتقديم استقالتى من المجلس هو غلبة الطابع السياسى على تشكيل المجلس، ما جعله عاجزاً عن الدفاع عن حقوق الإنسان، لأن أغلبية المجلس من التيار الإسلامى السياسى، وأول تجربة فى عملنا معهم حين صدر الإعلان الدستورى، كان هناك إجراءات استثنائية، مثل حرمان المواطنين من حق الطعن على قرارات رئيس الجمهورية وشطب الدعاوى المرفوعة بشأن عدم دستورية مجلس الشعب، وقدمت مشروع قرار للمجلس طالبته فيه برفض الإعلان الدستورى لأنه ضد حقوق الإنسان، والقرار كان يتضمن دليلاً على ذلك فى المواد 2 و3 و6 بالإعلان، لذلك طالبنا رئيس الجمهورية بالرجوع عن إعلانه الدستورى، فرفضوا وقالوا إن هناك ضرورة لهذا الإعلان.«الإخوان» ليسوا سبب اعتزالى.. وأعمل على دراستين عن جيل السبعينيات وتنظيم «الطليعة العربية» * هل استقلت لهذا السبب؟ - طبعاً، كان هذا هو السبب لتقديم استقالتى، ما دامت حقوق الإنسان يجرى التضحية بها من أجل مساندة السلطة، يعنى أنهم لن يدافعوا عن حقوق الإنسان فى أى ظروف أو مواقف أخرى، والأحداث أثبتت صحة تخوفى منها، حين هجم الإخوان المسلمون على المعتصمين أمام قصر الاتحادية، وعذبوهم أمام القصر، فبعث المجلس بلجنة تقصى حقائق أصدرت بياناً تضمن تفاصيل الاعتداء والتعذيب ومعلومات كاملة عن الواقعة، لكن المجلس رفضه وأصدر بياناً متخاذلاً يناشد فيه الطرفين الابتعاد عن العنف، جرت فيه مساواة الضحية بالجانى، وبعد استقالتى من المجلس تأكدت رؤيتى بأنه لن يدافع عن حقوق الإنسان، واكتشفت أن الأستاذ عبدالمنعم عبدالمقصود، محامى جماعة الإخوان المسلمين، والأستاذ محمد الدماطى، المتحالف مع الإخوان فى انتخابات نقابة المحامين، أعطيا 24 ألف تصريح للمنظمات الحقوقية الموالية للإخوان المسلمين لمراقبة الانتخابات، ولم يعطوا الهيئات الأخرى، وفى المرحلة الأولى للاستفتاء كان المراقبون بتصاريح من المجلس هم الإخوان المسلمين، وهو ما أكد صحة تخوفى من أن المجلس سيضحى بحقوق الإنسان من أجل انتمائه للسلطة الحاكمة، خصوصاً أن مؤسسات حقوق الإنسان أساس دورها ضد تغوّل الدولة على الفرد، فالسلطة الآن فى يد الإخوان المسلمين، وأى انتهاكات أو ظلم سيصدر منهم لن يدينوه. * إذا تغير تشكيل المجلس، هل ستعود؟ - لن أعود للمجلس القومى لحقوق الإنسان حتى وإن تم تغيير جميع أعضائه، فالمجلس لا بد أن يعاد تشكيله من شخصيات حقوقية من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وشخصيات عامة محايدة فى المجتمع، تنتمى إلى نقابات مهنية وعمالية ومنظمات نسائية، بعيداً عن السياسيين. * ما سبب قرارك أو رغبتك فى اعتزال العمل السياسى؟ - سياسياً: سيكون عمرى فى يناير 2013 ستين عاماً، أى إننى وصلت لمرحلة من العمر تحتم علىّ توجيه جهدى للبحث العلمى والنشاط الفكرى والتوقف عن العمل الحزبى اليومى، خصوصاً أنى أرى ضرورة منح الفرصة للشباب لتولى القيادة. * ما أول عمل سياسى قمت به؟ - أسست أول هيئة تحرير فى قريتنا «تيرة» مركز «نبروه» دقهلية فى يناير 53، وكانت أول هيئة تنظيم ثورى مكونة من شباب وفقراء فى مواجهة هيئة التحرير التى كونها أعيان القرية، ومن يومها وأنا أمارس العمل السياسى. * متى ستعلن قرار اعتزالك؟ - كان اعتزالى العمل السياسى أمنية، ولكنها تحولت إلى قرار، وسأعلنه وسأنفذه بعد المؤتمر العام للحزب الشعبى الاشتراكى السنوى الذى سيعقد فى بداية فبراير المقبل. * هل وصول الإخوان للسلطة سبب اعتزالك؟ - بالطبع لا، لأنى سأواصل العمل الفكرى، أى كتابة مقالات فى الصحف وحضور ندوات ومؤتمرات والتوقيع على بيانات، لكنى سأعتزل العمل الحزبى اليومى.أمضيت 60 عاماً فى السياسة وأحوالها.. وحان الوقت لإتاحة المجال أمام الشباب لتولى القيادة * ما القضية التى سيكون لها الأولوية فى عملك الفكرى والبحثى؟ - دراستان تأخرت كثيرا فى الانتهاء منهما، بسبب أعبائى السياسية، هاتان الدراستان إحداهما معنية بدور جيل السبعينيات فى التاريخ المصرى، لأن هذا الجيل هو الذى بدأ الانتفاضة الطلابية بعد هزيمة يونيو عام 67، وما يزال حتى الآن ينشط فى الحياة السياسية، وكان له تأثير كبير فى الحياة السياسية فى جوانب عديدة، وأنا أدرس وأرصد دوره فى التاريخ المصرى منذ 68 حتى الآن، وهى دراسة ضخمة يعمل بها عدد من الباحثين أشرف عليهم. والدراسة الثانية عن تنظيم الطليعة العربية الذى أسسه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليضم شباباً عرباً مؤمنين بفكرة القومية العربية ويسعون إلى الوحدة العربية.