اتهم كمال خليل، الناشط السياسى اليسارى، جماعة الإخوان المسلمين، بأنها اعتادت استخدام أساليب «البلطجة» لقمع معارضيهم، وأنهم يتبعون سياسة تكميم الأفواه التى اعتاد عليها النظام السابق.، متهماً الجماعة بالتخطيط لإفساد التظاهرة التى خرجت لمحاسبة الرئيس محمد مرسى على ما قدمه خلال ال100 يوم الأولى من حكمه. ■ كيف تابعت اشتباكات «جمعة الحساب» بين القوى الثورية والإخوان؟ - ما حدث بلطجة من قِبل جماعة الإخوان التى اعتادت اللجوء إليها للدفاع عن مصالحهم إذا اقتضى الأمر ذلك؛ لأن القوى المدنية والثورية أعلنت عن المظاهرة منذ أسبوعين وحددت أهدافها ومبادئها وأماكن التظاهر، وفوجئنا بهم ينزلون فى نفس اليوم والموعد لإفساد أى آليات للاحتجاج على الدكتور مرسى. ■ لكنهم أعلنوا أن وجودهم فى الميدان كان لحث النائب العام على الاستقالة، فما تعليقك؟ - غير صحيح، ولو كانوا يرغبون فى الضغط على النائب العام لتقديم استقالته، لخرجوا للتظاهر أمام دار القضاء العالى، أو لنظموا تظاهرتهم فى يوم آخر أو عقب انتهاء فعاليات مليونية حساب الرئيس. ■ هل تعتقد أن الجماعة كان لديها نية مسبقة لإفساد التظاهرة والاشتباك مع المتظاهرين؟ - بالطبع كان لدى الإخوان نية مبيتة لإفساد المليونية من خلال استخدام آليات «البلطجة» لإرهاب المتظاهرين. والحقيقة أن هذا هو أسلوب الإخوان فى التعامل مع معارضيهم، فعادة ما يلجأون لاستخدام البلطجة كما حدث فى الأربعينات والسبعينات، ومظاهرات لجنة العمال والطلبة فى 1946، وطلبة الجامعة خلال مظاهرات الثمانينات من القرن الماضى. ■ لكن لماذا تصاعدت الأحداث وتطورت المواجهات للاشتباك بالحجارة والزجاجات الفارغة؟ - لم يكتف الإخوان باستخدام الحجارة فقط، ولكنهم كانوا مسلحين بكسر الرخام والقنابل المسيلة للدموع وقنابل المولوتوف، وكان الملاحظ أن أغلب متظاهرى الإخوان من الأرياف، بما يعنى أن الجماعة حشدتهم فى أتوبيساتها الخاصة بعد تجهيزهم بجميع الأسلحة التى يمكن استخدامها لتعزيز غلبتهم على الثوار. أيضاً كانت هناك مجموعات مأجورة انضمت لصفوف الإخوان وهاجمت الثوار بكسر الرخام فى مشهد يعيد للأذهان ذكريات موقعة الجمل. ■ وما دليلك على كون هذه المجموعات «مأجورة»؟ - أولاً كان واضحاً على هيئتهم أنهم لا ينتمون للجماعة، وتأكد لى ذلك عندما رأيتهم يشيرون بأصابعهم بإشارات خارجة ليست من سبل وآليات الإخوان، فضلاً عن أنهم لم يستطيعوا الصمود فى الميدان وسرعان ما فروا هاربين. ■ لكن البعض يلوم على القوى الثورية لجوءها لاستفزاز الإخوان وحرق الأتوبيسات بعد ذلك، فما تعليقك؟ - لم يحدث أى استفزاز من قِبل الثوار لشباب الإخوان، فمن حق الجميع الخروج للاعتراض على الدكتور مرسى طالما أصبح رئيساً للجمهورية، وكان يمكن لشباب الإخوان أن يردوا على الهتاف بهتاف، ولكن ما يحدث هو محاولات لتكميم الأفواه وإعادة مصر لسياسات القمع التى رفضها الشعب وخرج على أثرها فى يناير من العام الماضى، وأنا أقول بأعلى صوتى: «يسقط يسقط مرسى مبارك». ■ أخيراً. هل يلقى الحدث بظلاله على مستقبل العلاقة بين الإخوان والقوى الثورية؟ - لم تعد هناك علاقة بيننا وبينهم، فالإخوان هم أول من ركبوا الثورة وعقدوا الصفقات مع رموز النظام السابق.