محمد أبو حامد الكرامة : تتعارض مع المصلحة الوطنية الوفد : مصطنعة ومدفوعة الأجر التجمع : احتجاج علي حزمة من القرارات والسياسات الحرية والعدالة : ثورة 42 رمضان أجهضت مظاهرات الغد ما بين مؤيد ومعارض للدعوة إلي مظاهرات 24 أغسطس ضد جماعة الإخوان المسلمين تباينت ردود الافعال بين الاحزاب والقوي السياسية حيث ابدت الأحزاب الاسلامية والليبرالية اعتراضها علي الخروج في تظاهرات مكفولة للجميع في الوقت الذي يبدأ فيه الرئيس المنتخب وحكومته اعادة هيكلة مؤسسات الدولة وحل المشاكل التي يعاني منها المواطن المصري بينما انقسمت القوي الداعية الي التظاهرة إلي جانبين احدهما دعا الي ثورة ضد الإخوان المسلمين الذين سيطروا علي جميع مؤسسات الدولة علي حد قولهم.. وآخرون وصفوها بأنها وقفة احتجاجية علي السياسات والقرارات المتبعة خلال الفترة الماضية من الرئيس المنتخب وجماعته. أكد المهندس سعد الحسيني القيادي الإخواني وعضو المكتب التنفيذي بحزب الحرية والعدالة ان ثورة 24 رمضان التي قامت بقرارات الرئيس مرسي الأخيرة اجهضت دعوي 24 أغسطس، مشيرا إلي ان الدعوة الي هذه المظاهرات غير مبررة وغير معقولة وانها في أبسط التقديرات عدم فهم للديمقراطية الكاملة كما انها تعتبر جزءا من المؤامرة علي ثورة 25 يناير قائلا " ان قرارات الرئيس مرسي الثورية اخفتت واضعفت دعوي 24 أغسطس كثيرا وان التظاهر هو حق وما غير ذلك الاعتداء علي المنشآت والممتلكات العامة والخاصة جرائم يقوم بها البلطجية المأجورون بالأموال ويجب علي الشرطة تحمل مسئوليتها في التعامل مع مثل هذه التصرفات التي لا تمت إلي التظاهر وحرية التعبير عن الرأي بصلة..وأكد الحسيني علي ان تواجد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مقراتهم في هذا اليوم امر طبيعي لحمايتها في اطار القانون موضحا ان قرار نزول الإخوان الي ميدان التحرير في نفس اليوم يجري دراسته ولم يتخذ بعد. كما أكد عمرو فاروق المتحدث الرسمي لحزب الوسط علي اتاحة الفرصة كاملة للرئيس محمد مرسي لكي يحقق ما تعهد به رافضا المشاركة في أي مظاهرات تأييد او رفض لسياسات الرئيس مشيرا إلي ان الرئيس هو صاحب القرار الاول والاخير خلال توليه منصب الرئيس وهو ايضا من سيحاسب علي ما اجاد أو اساء خلال ولايته. عدم المشاركة وأوضح معتز صلاح الدين المتحدث الرسمي لحزب الوفد ان الحزب اعلن في وقت سابق عدم مشاركته في مليونية ضد الإخوان مؤكدا ان من يريد اسقاط الإخوان فليسقطهم بالصندوق سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية. وأضاف صلاح الدين ان حزب الوفد يرفض المليونيات المصطنعة ومدفوعة الاجر التي تجر البلاد الي فوضي وذلك في الوقت الذي شدد فيه علي كفالة حق التعبير والتظاهر السلمي. وأشار عمرو حامد عضو المكتب السياسي لاتحاد شباب الثورة إلي ان الاتحاد لن يشارك في مليونية الغد التي تهدف لإسقاط شخص بعينه قائلا: ان طريقة الدعوة للمليونيات كانت تتم بالاتفاق بين القوي السياسية لتوحيد المطالب حتي تأتي المليونية بثمارها. وقال ان حق التظاهر مكفول لجميع المصريين في الوقت الذي يأخذ علي جماعة الاخوان المسلمين سياسة التهويل والتخويف لكل من يعاض الجماعة وأهدافها.. وأعرب عن رفضه خروج مظاهرات مضادة تثير الفوضي وتزيد من الاحتقان بين القوي المعارضة لسياسة الرئيس والقوي المؤيدة. بينما اكد محمد سامي رئيس حزب الكرامة ان الحزب اعلن مبكرا عن عدم المشاركة في مليونية 24 أغسطس والتي تتعارض في الوقت الحالي مع المصلحة الوطنية في المقام الاول بعيدا عن المصالح الشخصية، كما ان الرئيس محمد مرسي يجب ان يحصل علي الفرصة كاملة لكي ينجز ما تعهد به او يفشل وبالتالي يمكن الحكم عليه والنزول ضده او تقديم الشكر له. ورفض سامي الدعوات المقابلة لافساد تظاهرات 24 أغسطس قائلا: »يجب ألا تتدخل التيارات السياسية في صراعات متبادلة حتي لا تنجرف البلاد الي الفوضي.. في النهاية لابد ان يهدأ الجميع ولا يتظاهر هذا ولا ذاك«. الاستقرار والهدوء وشدد د. السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطي ان البلاد في حاجة الي مزيد من الاستقرار والهدوء حتي نستطيع تجاوز المحنة التي تمر بها البلاد مع التأكيد علي حق الجميع في التظاهر السلمي باعتباره مكسبا من مكتسبات ثورة يناير. .وأضاف كامل ان الحزب لن يشارك لإعطاء الفرصة للنظام الحالي لمعالجة القضايا والمشاكل التي يعاني منها الشارع المصري. وقال ان الدعوات التي تتبني سياسة الهجوم المبكر بالنزول في مظاهرات مضادة ليس لها محل من الاعراب مؤكدا انها دعوة الي الصدام وتخوين لمن يخرج ضد النظام وقد تنجرف بالبلاد الي حرب أهلية. ورفضت حركة 6 أبريل جبهة أحمد ماهر المشاركة في مظاهرات الجمعة القادمة ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين مشيرين الي ان الرئيس لم يمر علي فترة رئاسته سوي شهرين وهي مدة غير كافية للحكم عليه كما انها تتطلب منا المشاركة وتهيئة المناخ المستقر لكي يحقق ما تعهد به. وطالب أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل من يريدون إسقاط الرئيس محمد مرسي الذي جاء بانتخابات حرة ونزيهة شهد لها الجميع بالاحتكام إلي الصندوق واسقاطه في الانتخابات القادمة مؤكدا ان ذلك من مبادئ قواعد الديمقراطية التي نادي بها الجميع خلال ثورة يناير. وعلي الجانب الآخر اكد محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب السابق وأول الداعين لمظاهرات 24 أغسطس ضد انتهاكات جماعة الإخوان المسلمين ان القوي المشاركة ستنتهي اليوم من الاجراءات النهائية للتنظيم مؤكدا ان نقاط التجمعات ستكون العباسية وروكسي وستنطلق في مسيرات الي القصر الجمهوري .. كما ان قرار الاعتصام سيعلن عنه غدا..وأضاف أبو حامد ان القواعد الشعبية المشاركة في مليونية الجمعة ليس لديها أي مبرر للخروج علي سلمية الثورة حتي لو حاولت مليشيات الإخوان التحرش بها أو التصدي لها. واستعرض أبوحامد المطالب المرفوعة في مظاهرات 24 أغسطس التي تبدأ برفض التعديلات الدستورية الاخيرة حيث لا يحق للرئيس إلغاء الاعلان الدستوري الا باستفتاء شعبي.. واحترام السلطة القضائية وعدم التلويح بحل المحكمة الدستورية العليا. كما يطالب المشاركون بوقف الانتهاكات ضد حرية الصحافة والاعلام واحترام حقوق الانسان المنصوص عليها في القانون الدولي فضلا عن حل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور وتشكيل لجنة جديدة تمثل اطياف وفئات الشعب المصري.. حل جماعة الإخوان المسلمين أو تقنين اوضاعها بشكل قانوني. فتح التحقيق مع جماعة الإخوان المسلمين بخصوص الجانب التمويلي للجماعة واللقاءات مع المسئولين الأمريكيين خلال الفترة الماضية. وأيد نبيل زكي المتحدث الرسمي لحزب التجمع واعلن عن مشاركة الحزب في مليونية يوم 24 أغسطس ولكن برؤية مختلفة عن الدعوات المطروحة في الساحة السياسية، مؤكدا ان المليونية تعد تظاهرة سلمية بهدف الاحتجاج علي حزمة من القرارات والسياسات المتبعة خلال الفترة الماضية وليست ثورة تستهدف اسقاط أحد. ودعا زكي جموع الشعب المصري للمشاركة في سلسلة الحركات الاحتجاجية علي التقصير الذي حدث في حماية الحدود المصرية وتراب الوطن من الجانبين العسكري والسياسي رافضا ألا يكون لمصر بعد ثورة يناير السيادة علي ارضها فضلا عن المطالبة بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية المنوطة بوضع الدستور والتي لاتمثل جميع أطياف الشعب المصري مما يمثل خللا واضحا قد يؤدي إلي فشل الدستور الجديد. كما أشار زكي إلي ان المليونية ضد هيمنة اوسيطرة تيار وفصيل سياسي علي الاعلام والصحافة المصرية التي كانت ضمن المطالب الاولي للثورة وهي استقلال الاعلام ..وقال ان دعوة حزب التجمع تختلف عن الدعوة الفردية التي اعلن عنها مجموعة من الاشخاص بدون تنسيق مسبق مع القوي السياسية مما اضعف من عملية الحشد للمليونية. واشار الي ان الدعوات التي تنادي بمليونية مضادة تتعارض مع المبادئ المرفوضه لكافة التيارات السياسية وهي كفالة حرية التعبير والرأي مؤكدا ان ثورة يناير لم تنجح الا من خلال التظاهر السلمي الحضاري. وأعلن اتحاد حماة الثورة ومجموعة من القوي الثورية في بيان رفضهم التهديدات التي صدرت مؤخرا ضد الداعين الي النزول يومي 24و25من اغسطس الجاري رافضين فتوي اهدار دماء كل من يشارك. وأكد محمد رمضان الأمين العام للاتحاد ان التظاهرة للمطالبة بالحقوق المشروعة بحل الجمعية التأسيسية للدستور باعتبارها باطلة والتي لم تنجز شيئا حتي الآن حيث ان الشعب المصري برئ من دستور مكتب الارشاد الذي يهدف الي بناء إمارة إخوانية وليست دولة مصرية وطنية عصرية بالإضافة إلي رفض إلغاء المحكمة الدستورية العليا وقال لتكميم صوت الشعب المصري وايضا السيطرة علي مؤسسات الدولة. وقال رمضان اننا سنشارك في التظاهرات بسلمية وليس لنا علاقة باي دعوة أخري تدعو للعنف وان أهدافنا واضحة وصريحة وعلي رئيس الجمهورية احترام صوت الشعب المصري وتنفيذ مطالب الشعب بعيدا عن الجماعة. ومن جهة أخري أكد فريد زهران عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ان الحزب ما زال رافضا هذه الدعوة وقال انه ينبغي ضرورة التريث ودراسة المشهد السياسي قبل الدعوة والمشاركة في أي مليونية حتي لا يتم اهدار سلاح التظاهر أو العصيان المدني من تكرار استخدامه في تظاهرات بدون إعداد جيد مضيفا ان الحزب لن يشارك في اي دعوة للتظاهر من قبل اطراف كانوا موالين للنظام السابق. وأضاف زهران ان قواعد الديمقراطية تتطلب من الجميع أن نقبل بما اتت به صناديق الانتخابات، وعلي القوي المعارضة ان تظهر مدي معارضتها الفكرية لأي فصيل من خلال هذه الصناديق أيضا وقال اننا ان كنا نسعي إلي اسقاط الحكومة والنظام في اقرب انتخابات قادمة فعلينا ان نعمل علي ذلك من هذه اللحظة بأسلوب سياسي ديمقراطي متحضر. وجدد أحمد خيري عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار انتقادة لدعوات الحشد لمليونية 24 أغسطس لإسقاط جماعة الإخوان المسلمين وقال ان موقف حزب المصريين واضح منذ البداية وهو عدم الانقلاب علي دولة القانون وشرعية صناديق الانتخاب ووصف الداعين لهذه المظاهرات بمن يضرون الدولة المدنية. وأشار خيري إلي أن الدعوة لمظاهرات 24 و25 أغسطس تعكس عدم الإيمان بالديمقراطية التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير وبنزاهة الصناديق الانتخابية التي جلبت فصيلا سياسيا مهما كان حجم الخلاف الفكري معه إلا انه ما انتجته صناديق الاقتراع. وشدد خيري علي وجود فارق بين من يطالب بحل جماعة الإخوان ومن يطالب بتقنين وضعها.. فالأول إقصائي متطرف والثاني ينتصر لدولة القانون. وتابع خيري ان محاولة الانتصار علي جماعة الإخوان وإحداث توازن معها لن يكون إلا عبر وجود بدائل سياسية ومشروعات تطرحها القوي السياسية التي علي خلاف مع هذا الفصيل ولكن امتهان قيمة الثورة والحشد الجماهيري سيأتي بنتيجة سلبية.