كيف سنقوم بسداد هذه القروض؟ أقصد هذا القرض من الخليج، وذاك القرض من الصين، ودكوهمة القرض من صندوق النقد الدولى، وتلكمو القرض من تركيا؟ هل حسب السيد الرئيس حساب أنه سيغادر قصر الرئاسة بعد أربع سنوات ويتركنا وقد كبلتنا الديون التى أثقل كاهلنا بها؟ ولّا هو فاكر إنه قاعد؟ لا ده حضرتك لو كملت الأربع سنين يبقى كتر خير ربنا قوى. وحين أقول للسيد الرئيس الدكتور الباشمهندز مرسى إن هناك احتمالية واردة بأن لا يكمل مدته، ألا وهى الأربع سنوات، فإننى لا أقصد من ذلك التهديد والوعيد، على الإطلاق، وإنما أقصد النصح والإرشاد لوجه الله والوطن. ما يتبعه السيد الباشمهندز الرئيس من سياسات اقتصادية تتطابق مع سياسات مبارك الاقتصادية التى تسببت فى قيام الثورة، تعتمد بالأساس على مبدأ الكراسة الصفراء بتاعة اللمبى، بل إن اللمبى كان قد جامل الناس فى أفراحهم بالنقطة، ومن ثم فإنه انتظر أن يردوا له المجاملة، أما مبارك ومن خلفه مرسى، فإنهما يتسولان من كل الدول دون أن نسجل عليهما جميلة أو نقطة سابقة، حترجعوا تقولوا ياما بعتنا للخليج مدرسين وأقلام وكراريس ومساطر.. خلاص سددوها، ده إحنا لو كنا باعتين لهم الضظنانور كان زمانهم سددوه. أيها الرئيس المؤمن الذى يشركنا فى كل فريضة يؤديها: اليد العليا خير من اليد السفلى. ثم إننا لا نعلم أين تذهب هذه القروض، تماما كما لا نعلم أين ذهبت الفلوس اللى لمها حسان؟ إن كان لا أحد يخبرنا بالمكان الذى ذهبت فيه أموالنا التى تبرعنا بها، فعلى السلطة أن تخبرنا بالخطة التى ستنفق فيها الأموال التى استخدمتنا فى تسولها، ولفعتنا على كتفها، وقرصتنا لنبكى، فى أثناء عملية التسول. الأنكى أنهم يسوقون التسول بالداخل والخارج: الرئيس يقترض عشان يأكلكوا! يا لهوى.. هو اللى بيأكلنا برضه؟ لا يعلم السيد الرئيس الباشمهندز الدكتور الأحلام التى كانت تحدونا ونحن نقف أمام الرصاص والمدرعات. كنا نحلم بوطن كرامة، كنا نثق بقدرات هذا البلد فى أن يطعم العالم، ويضىء عليه بشمس التقدم والتحضر والعطاء الكريم غير المصحوب بمذلة المن والأذى. بشكل شخصى، أنا لم أدفن أصدقائى، وأعيش بذنب أننى لم أفدِ أخى مالك مصطفى الذى فُقئت عينه وهو يقف بجوارى إلا لحلم أن تصبح مصر دولة منتجة، معطاء، عظمى بحق.. لا أن يدور أول رئيس منتخب على خلق الله للتسول ولا يطلعنا حتى على قنوات الإنفاق التى ستذهب إليها هذه الحسنات. طب أنا من حقى يعنى.. من حقى أن أحلم بالكرامة، فقد تعبت وأتعبت، وأنا من النوع اللى لما باعمل جميلة فى حد ويطلع قليل الأصل باعايره على فكرة.. يعنى لو مصر قلِّت أصلها معايا حاعايرها عادى. نفسى أسمع إن إحنا اللى سلفنا حد.. أى حد، بلاها نسلف أى حد.. أحلم بأن أسمع إن مصر تتعاون بندية وشراكة حقيقية مع حد.. أى حد، كله شحاتة شحاتة مافيش تعاون؟ سيادة الرئيس الباشمهندز الدكتور.. حقيقة إن حسن مالك كان قد صرح بأنه يرى الخير فى سياسات مبارك وأن عيبها الوحيد هو الفساد، أما خطته الاقتصادية فليس عليها غبار (برنز حسن مالك ده، كل شوية يقول بق يفضح لنا فيه المفضوح، كما قال لشباب الثورة: مش حنديكوا تعهدات، إنتو عندكو أخلاق وما يتخافش منكو ومش حتنتخبوا شفيق آخركو حتقاطعوا) إلا أنه يا سيادة الرئيس أنوّه بأننا لن نصبر عليك كما صبرنا على مبارك، لا لأننا كنا فى جرة وطلعنا لبرة، ولكن لأن قلوبنا «متعورة» بمشاهد جثامين أصدقائنا الشاخصة أبصارهم نحو الأفق، وأعين المصابين المفقوءة، وحريات المساجين، والكوابيس التى تداهمنا كل ليلة.. وكتاب الله المجيد حنطلع عفاريت الميتين التى تطاردنا عليك. وبهذه المناسبة السعيدة، يا ريت تحوش المحروس الصغير اللى نازل شتيمة فى الناس، والمحروس الكبير اللى بيبعت لك جوابات: بابى إنت مابقتش تقعد معايا زى الأول ولا تلاعبنى بالعجلة.. وفين القطر اللى قلت لى حتجيبهولى فى عيد ميلادى؟ وقال ابن الرئيس نصًّا، فى خطابه المنشور على الشبكة العنكبوتية والصحف: ومن ترك شيئا لله أبدله الله بخير منه، وقد تركناك لله! ده بيقول على أبوه.. عايز ربنا يبدله بخير من أبوه.. تصدق يا ابنى، قلت الحق، ربنا يبدلك ويبدلنا بخير منه، ما إحنا برضه تاركينه لله.. مالناش غيره عالم بحالنا وغنى عنا وعن سؤالنا.