عادت أزمة البوتاجاز للظهور فى القاهرة، بسبب النقص الحاد فى حصص الأنابيب الموزعة، وسيطرة البلطجية على المستودعات، ليصل سعر الأسطوانة إلى 70 جنيهاً فى بعض المناطق، وقال المهندس محمود عبدالعزيز، مدير تموين القاهرة، إن السبب الرئيسى فى عودة ظاهرة الطوابير أمام مستودعات البوتاجاز، النقص الحاد فى الحصة الواردة من المحطات نفسها، لعدم وجود غاز كافٍ، محملاً وزارة البترول المسئولية، وأكد أن حصة محافظة القاهرة تصل إلى أكثر من 74 ألف أسطوانة يومياً، انخفضت إلى 45 ألفاً فقط منذ عشرة أيام، وأكد أن المشكلة فى طريقها للحل من خلال الدفع بزيادة عدد كافٍ من الأسطوانات، وتشديد الرقابة اليومية من قبل مفتشى التموين، سواء على المحطات أو المستودعات، مشيراً إلى أن هناك تعليمات صارمة بإحالة من يتم ضبطه فى أى مخالفة للنيابة العامة فوراً. وقال محمود متولى، من سكان منطقة المعصرة: أشعر بالمهانة عندما أحضر إلى مستودع البوتاجاز؛ لأننى أقف فى الطابور أكثر من 7 ساعات، للحصول على الأنبوبة التى أصبحت مشكلة حياتى، مضيفا: إما تحمّل المعاناة والتحرش من قبل البلطجية أو الاستجابة لابتزاز مافيا تجار السوق السوداء وشراء الأسطوانة ب50 جنيهاً، معتبراً أن المشكلة مفتعلة من الحكومة وأنها تريد «إذلال المواطن» حسب قوله. فيما قال عوض فوزى، من أهالى منطقة منشية ناصر، إن سبب الأزمة وجود سماسرة، يستولون بالتنسيق مع أصحاب المستودعات، على أكبر قدر ممكن من الأسطوانات، لبيعها فى السوق السوداء، مقابل حصول أصحاب المستودعات على نسبة من الأرباح الطائلة، على حساب الفقراء أمثالنا، مشيراً إلى أن سعر الأسطوانة فى منشية ناصر وصل إلى 70 جنيهاً، وأنه يذهب سيراً على الأقدام إلى مستودع حى السيدة عائشة، بعد اختفاء الأسطوانات تماماً من المنطقة، التى يسكن فيها. وقال أشرف فؤاد من منطقة المرج: ذهبت إلى المستودع فى السادسة صباحاً، عندما أخبرنى جيرانى بأن السيارة المحملة بالأنابيب تأتى فى هذا التوقيت، وعندما وصلت وجدت حوالى 80 مواطناً من الرجال والسيدات، وكانت السيارة المحملة بالأنابيب تقف أمام المخزن وعليها ما يقرب من 400 أنبوبة معبأة، والتزمت بالطابور الذى لا يتحرك لأكثر من ساعة، حتى جاء صاحب المستودع، وقال إن من معه «بون» سيحصل على الأنبوبة، وفجأة توافد المئات من كل الشوارع المحيطة بالمستودع، ومعهم «البونات» وبدأوا يحصلون على الأنابيب، فسألت صاحب المستودع: «كيف لا أحصل على الأنبوبة والسيارة مملوءة والعدد قليل؟» فقال: «هؤلاء حجزوا الأسطوانة أمس، وإذا كنت تريد أنبوبة، اتركها واستلم البون بخمسة جنيهات وتعالَ بكرة»، مضيفاً: «كل هذا الحوار جرى فى وجود مفتش التموين وأفراد اللجان الشعبية».