للوهلة الأولى لم يكن أحد من المشاركين فى الاحتفال باليوم العالمى لسعار الكلب يصدق أن «عضة» كلب قد تؤدى إلى الوفاة خلال ساعات، وفى أقصى تقدير أسبوع، وهو ما كشف عنه المؤتمر الدولى الذى حمل عنوان «طرق السيطرة والتحكم فى السعار» الذى نظمته الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالتعاون مع منظمتى الصحة العالمية والأغذية والزراعة أمس الأول احتفالا بهذا اليوم، بينما تبدأ الحكومة، ممثلة فى وزارة الصحة، أكبر حملة قومية لمكافحة «السعار» الشهر المقبل. وأكد يلما جوبر، الخبير فى الصحة الحيوانية بمنظمة الأغذية والزراعة، أن مصر تندرج ضمن المناطق الأكثر خطورة التى يهددها مرض «السعار»، مشيراً إلى أنه من الأمراض التى تشكل تهديدا للأمن الغذائى وتؤثر سلبيا على الاقتصاد الوطنى، مطالبا بضروة التنسيق بين الوزارات المعنية للتوعية بمخاطر المرض. يأتى ذلك بينما قدرت مصادر رسمية مشاركة فى المؤتمر أعداد الكلاب التى تخضع للإشراف البيطرى والصحى بأكثر من 40 ألف كلب منها 20 ألفا لديها تراخيص رسمية من هيئة الخدمات البيطرية بخلوها من الأمراض الوبائية والأمراض المشتركة، عند تجديد التراخيص للتأكد من خلوها من الأمراض، بينما تصل أعداد الكلاب الضالة لأكثر من 100 ألف كلب «ضال» طبقا لما ذكرته المصادر. وقالت الدكتورة شرمين سمير، مديرة برنامج مكافحة الأمراض المشتركة بوزارة الصحة، أن 250 ألف مواطن يتعرضون لعقر الكلاب سنويا، وهو ما يعد من الحالات واجبة الإبلاغ الفورى عنها، مشيرة إلى أن الإصابة بالمرض تعرض المريض للوفاة بنسبة 99%. وأشارت إلى أن التقارير الرسمية لوزارة الصحة تشير إلى أن محافظة البحيرة تحتل المركز الأول فى حالة «العقر» بمعدل يصل إلى أكثر من 25 ألف حالة سنويا، تليها محافظة المنيا بمعدل 16 ألف حالة، بينما تصل عدد حالات عقر الكلاب بالقاهرة إلى 11 ألفا، والإسكندرية 10 آلاف حالة، ومثلها لمحافظة كفر الشيخ، بينما تشمل مصادر عقر أو عض الإنسان: الكلاب أو القطط أو الفئران، وتكون خطورتها عند إصابة الإنسان فى الأماكن القريبة من الرأس أو القلب. وأشارت إلى أنه يتم توفير ما يقرب من 700 ألف جرعة من اللقاحات اللازمة لمكافحة المرض فى المرحلة الأولى من الإصابة، بينما يتعرض المصاب للوفاة فى حالة تأخر النقل الفورى له إلى المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة. وحذر الدكتور حسن شفيق، رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر التابعة لهيئة الخدمات البيطرية، من مخاطر تكاثر الكلاب الضالة التى تعد الناقل الأول للمرض إلى غيره من الكلاب التى يمتلكها المزارعون والقرويون، مما يؤدى إلى انتشار حالات المرض بين المواطنين فى حالة إصابتها ب«السعار»، مشيرا إلى أن أكوام القمامة فى العديد من المحافظات تستهوى الكلاب الضالة. وقال شفيق: «الكلاب 3 أنواع، أولها: الكلاب التى يمتلكها أفراد وتخضع للسيطرة من قبل أصحابها وتخضع للإشراف البيطرى والصحى، والثانية: التى يمتلكها الفلاحون لحماية مواشيهم، أما الثالثة فهى الكلاب الضالة»، مشيرا إلى أن النوع الثانى من الكلاب هو الأكثر خطورة على الإنسان فى حالة إصابته بالمرض لاختلاطه بالبسطاء من المزارعين. إلى ذلك، أبدى أحمد الشربينى، رئيس الجمعية المصرية للرفق بالحيوان، تفاؤله بالدور الذى يمكن أن يلعبه الإسلاميون فى الترويج لمبادئ الرفق بالحيوان، مشيرا إلى أن الترويج لمبادئ الرفق بالحيوان فى مصر يرفع معدلات الجذب السياحى إلى مصر بنسبة تصل إلى أكثر من 20% ويعيد الدور المفقود للقطاع السياحى فى رفع مؤشر الدخل القومى المصرى.