■ بعد ساعات من إعلان قرارات الرئيس محمد مرسى الانقلابية التى دفنت القيادة القديمة التعبانة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ووضعت سلطات أسطورية وشبه إلهية فى يد «الذراع الرئاسية» لجماعة الإخوان، صرحت الست فيكتوريا نولاند، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فى مؤتمرها الصحفى اليومى الذى تعقده بمقر الوزارة فى واشنطن، أن هذه القرارات التى عرفها الشعب المصرى هنا فى القاهرة بعد إعلانها، كانت معروفة للست المتحدثة والست وزيرتها وسائر أعضاء الإدارة الأمريكية الكرام قبل صدورها بزمن كبير، فقد قالت نولاند حرفيا ردا على أسئلة الصحفيين: «نعم كنا على علم بهذه القرارات» منذ كانت الوزيرة هيلارى كلينتون تزور العاصمة المصرية منتصف الشهر الماضى! وفى عاصمتنا المصرية خرج جناب «النافى الرئاسى» الرسمى ليعلن كالعادة فى مؤتمر النفى والإنكار الذى يقيمه جنابه يوميا فى قصر الاتحادية ليقول للصحفيين إن ما صرحت به الأخت «نولاند» غير صحيح.. وعن نفسى أبشركم وأبشر سيادته بأننى والحمد لله نجحت فى إغلاق رأسى وإلغاء عقلى وصرت مدربا على تصديق الأخ «نافينا الرئاسى» فى أى نفى يقوله، ومن ثم ليس عندى الآن أى شىء أعلق به، فقط يحرقنى سؤال سوف أكون لسيادته من الشاكرين لو تفضل وجاوب عليه (ويشكر أيضا لو سكت قليلا): هل من تفسير عند جنابك لتعمد المتحدثة الرسمية الأمريكية أن تكذب علنا فى أمر بهذه الخطورة؟! ألا تعرف هذه السيدة أن المولى عز وجل، عوضنا أخيرا عن طول صبرنا خيرا وأفاء علينا ب«نافى رئاسى» رسمى يقظ لا يقصر ولا يتقاعس أبدا عن نفى وإنكار أى حاجة فى الدنيا بما فى ذلك حقيقة أن الشمس تشرق من الشرق يوميا وبانتظام ممل؟! ■ لا أستطيع أن أخفى سعادتى بأن الست «جماعة الإخوان» صارت تعرف أن فى هذا البلد دولة، وأن الوطن الذى تعيش حضرتنا معنا فيه ليس كتلة شاسعة من الفارغ يسرح فيها العدم.. صحيح أن الست تعرفت على هذه الحقيقة متأخرا جدا وبمناسبة تنفيذ خطة «تمكين» نفس حضرتها من رقابنا، لكن جيد جدا هذا التطور الذى تجلى فى التضخيم والنفخ الزائد فى تهديدات مبهمة أطلقها بضع مجاهيل ومخابيل بتحويل الدعوة إلى تظاهرات مشروعة يوم 24 المقبل إلى دعوات بمحاصرة مقرات «الجماعة»، مما استدعى أن تصرخ حضرتها وتولول طالبة الحماية من أجهزة الدولة الأمنية التى بدورها استجابت وتحركت بنشاط وحماس ملحوظين، تنفيذا لأوامر وتوجيهات صارمة أصدرها وزير الداخلية (الذى عينته الست فى حكومتها) بتوفير ما يلزم من قوات لهذا الغرض.. ذلك كله رائع ومفيد ولا غبار عليه، ولن نسأل عن وقوف جناب اللواء الوزير وقواته متفرجا على عصابات البلطجية التى جمعتها وحشدتها الست المذكورة الأسبوع الماضى أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، لكى تضرب وتشتم وتبهدل مذيعين وإعلاميين وكل من قاده حظه العاثر إلى الوجود فى هذه المنطقة يومها، وإنما السؤال هو: متى ستتعطف الجماعة وتتكرم وتحترم قوانين الدولة المصرية وتندرج تحت نظمها المطبقة على سائر خلق الله فى هذا البلد؟! يعنى باختصار، متى حضرتها ستدخل عش الشرعية القانونية السعيد، بحيث تتمكن مؤسسات الدولة الرقابية من معرفة مصدر مئات الملايين التى أنفقت وما زالت تنفق ببذخ وبغير حساب على أنشطة الجماعة وعربداتها، بما فى ذلك شراء وإدارة مقرات فخمة منتشرة فى طول البلاد وعرضها؟! وبالمناسبة، من سيدفع كلفة توفير قوات حماية لكل هذه المقرات المنتصبة بوقاحة خارج الشرعية؟! ■ زميلى السابق وزير الإعلام الحالى الأستاذ صلاح عبد المقصود دافع عن عربدات جماعته وعدوانها القاسى وهجماتها المنسقة الدائرة حاليا ضد حريات التعبير والإعلام فى هذا الوطن، بأن قال معالية (لا فُض فوه ومات حاسدوه من الضحك) إن «هناك فرقا بين الحرية والفوضى».. يا زميلى السابق متشكرين جدا، لكن هل عرفت سيادتك بنبأ وجود مخترع هذه العبارة الأستاذ صفوت الشريف وخليفته الأستاذ أنس الفقى فى السجن الآن؟! إن لم يكن عندك خبر ولم تعلم، فأرجوك اتعلم.