* ثم يا أخى، ما المشكلة وما العيب فى أن الرئيس مرسى منح نفس سيادته أوسمة ونياشين الدولة التى بملايين قليلة من الجنيهات وسوف يدر بعضها على فخامته مدى الحياة، دخلا وهنجفات وامتيازات عديدة تقدر شهريا ببضعة آلاف كثيرة من الجنيهات برضه؟ ألم تنتخبه أغلبية المصوتين (51 فى المئة) لكى يكون سلطانا على هذه البلاد يلعب فيها جلالته ويغرف من متاعها ومتعها ما يشاء وما يحب؟! عجيبة فعلا وعهد الله. * وربما يسأل سائل قليل المروءة والأدب وعديم الأوسمة والنياشين: لماذا تَذكّر سيادة الرئيس نفسه بهذه السرعة (قبل أن يُتِمّ شهرا فى القصر) وأهداها هذه الأشياء «البسيطة» ونسى شعبه الذى نصفه يتردى فى العدم والبؤس والجوع وأغلب النصف الآخر يشاور عقله؟! طيب، وما العيب فى ذلك أيضا؟ أليس «فخفخة» الرئيس وتدليع مقامه الرفيع أمرا من شأنه أن «يفخفخ» الشعب ويسعده ويدلعه دلعا شديدا ويجعله فرجة وتحفة نادرة تتيه وتتألق بين أمم الدنيا؟ هذا فضلا عن أن الذى نسى ليس فخامة الدكتور مرسى وإنما غتاتة السائل بحقد عن هذه الأشياء والحاجات «البسيطة» مستعبطا ومتناسيا أن الرئيس أعلنها مدوية وبتكرار ممل فى كل مرة اعتلى فيها سيادته منبر مسجد أو زاوية وخطب من دون لازمة ولا داعٍ فى خلق الله المصلين، فالثابت أن الدكتور الرئيس فى كل هذه الخطب لم يفُته تأكيد أنه يحبنا كلنا، هكذا بعبلنا وفقرنا و«تكاتكنا» وميكروباصاتنا وكل بلاوينا.. فهل تريدون من سيادته أن يتسلم شعبا عدمان غلبان يكابد ظلام «الجماعة» وظلمها ويركب «التوك توك»، ثم يتركه كريما شبعان يركب المترو، مثلا؟! صحيح اللى اختشوا ماتوا فعلا. * ما فات ليس كل أسئلة المغتاظين الحاقدين على الرئيس و«جماعته» وأوسمة ونياشين سيادته (من خارج حفنة «فيرمونت» الطيبين الثوريين قوى جدا خالص)، وإنما هناك سؤال آخر يقول منطوقه: بحق الله، ماذا قدم الرئيس مرسى لهذا الوطن حتى يحمل على كاهل فخامته كل هذه النياشين والأوسمة؟ وعلى أى شرع أو قانون اتكأ واستند جنابه وهو يغدق على نفسه ذاك الفيض من التكريم؟! كما ترى حضرتك، فالسؤال تافه وينضح بقلة أدب وفقر فى التربية والتعليم والثروة السمكية واضح وفاضح، لذا فإهماله والطناش عليه واجب وطنى، وكل عام وأنتم بخير. * وأخيرا.. أنا والله، أنا مشتاقٌ وعندى لوعةٌ ويحرقنى شبق وشغف عظيمان أن أسمع وتتشنف أذناى بصوت معالى «النافى الرئاسى» الرسمى وهو ينفى وينكر ويدحض (أو يوضح على الأقل) ذلك التقرير الخبرى الخطير الذى نشرته صحيفة «الفجر» فى عددها الذى صدر أول من أمس، وملخصه أن الرئيس محمد مرسى لم يتذكر نفسه فحسب ولم يكتفِ بمنحها ما تيسر من أوسمة الدولة ونياشينها الرفيعة، وإنما أتسع كرم سيادته وفاض عطفه وحنانه حتى شمل السيد المهندس شقيق السيدة الفاضلة حرم فخامته فمنحه هو أيضا مرسوما رئاسيا قضى بإعفاء الرجل المهندس هذا من حكم بالسجن ثلاث سنوات كان صدر ضده بعد إدانته فى قضية رشوة! و... إلى أن نسمع ونستمتع بكلام جناب «النافى الرسمى الرئاسى» فى هذا الموضوع.. اقعدوا بالعافية وكل عام وأنتم بخير مرة أخرى.