كان رجل الفريق عبد المحسن مرتجى رئيس النادى الأهلى الأسبق، وقت أن كان قويا وصاحب سلطة وصحبة ومؤيدين وظل ابنه المدلل لسنوات طويلة، وعندما ضعف وذهبت ريحه نقل ولاءه وطاعته إلى المايسترو صالح سليم ألد خصوم الفريق ليصبح بين يوم وليلة أقرب المقربين إليه وساعده الأيمن والأيسر، وعينيه وقدميه، ويقضى معه سنوات أخرى أطول كادت تنتهى بفراق، لولا أن الأجل كان أقرب إلى المايسترو ليرث الأهلى من بعده، كما ورث إعلانات «الأهرام» من العظيم الراحل عادل عفيفى لينمو ويتوغل ويتضخم فى جلباب إبراهيم نافع ويضعا معًا بذرة إفساد الصحافة بالإعلانات والرياضة بالإعلام، ويدخل الموظفون إلى بزنس رجال الأعمال والتجارة فى الأراضى ويخلطون الحابل بالنابل وأبو قرش على أبو قرشين ويخرج نافع من «الأهرام» وتلاحقه وصاحبه قائمة مخالفات واتهامات ضخمة لم ينته التحقيق فيها منذ 5 سنوات، وقد لا ينتهى إلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولاً. عاش مدللا فى حضن النظام السابق وكان محميًا من زكريا عزمى (اُستدعى كشاهد فى قضية حصوله على هدايا من مؤسسة «الأهرام») وصديق لفتحى سرور والحرس القديم فى الحزب الوطنى المنحل لدرجة أنهم تآمروا على المحترم د.حسام بدراوى فى انتخابات الرئاسة بالأهلى، رغم أنه واحد من رجال الحزب، وكان سقوطه يعنى اهتزاز صورتهم أمام الرأى العام، ومما يؤكد أن حمدى من الخلايا النائمة، وحتى عندما قامت الثورة واستبشر أصحاب بلاغات الفساد خيرًا بأن العدل سيأخذ مجراه والحقوق ستعود إلى أصحابها، والمخطئ سينال عقابه إن أثبتت الأدلة خطأه، ولكن علاقته بالمشير كانت أقوى من العدل! لا أذكر هذا التاريخ من أجل إعادة إنتاج مقالات وكلمات تذكّر الناس بما فعله حسن أو تدفع القائمين على حكم البلاد لإعمال الحق والقانون بيننا وبينه. فالرجل أقوى من أن تهزه المقالات أو تحركه البلاغات أو التحقيقات، ولكننى تذكرت تلك المشاهد السريعة من حياة واحد من أخطر الرجال فى مصر، عاش فى كل العصور ومع كل الأنظمة وسيستمر إلى ما بعد الأزمنة وسيرحل ناس ويأتى آخرون ويكفَّن ناس ويسجن آخرون ويبقى حسن حمدى الذى كثيرا ما حيرنى سره حتى اكتشفته أو هكذا أظن أنها القدرة الخارقة فى التحول السريع بهدوء وصمت شديدين، هكذا فعلها ونحن عنه غافلون ووجه قبلته نحو النظام الإخوانى الجديد، فعلى حين غرة ودون سابق إنذار قرر أن يستغل هادى خشبة الرمز الإخوانى ليكون هو قناته للتحول إلى النظام المحلى الجديد وبابه للتواصل مع قيادات الإخوان وبوصلته لفتح الطريق مع هذه الجماعة، فقبل أيام أصدر قرارات لإعادة هيكلة جهاز الكرة فى النادى، وقام بترقية خشبة لمنصب مدير إدارة الكرة مع مضاعفة راتبة، وتعيين مجدى طلبة عضو الجماعة وأحد الداعمين لحملة الرئيس مرسى مديرا لإدارة التعاقدات خلفًا لعدلى القيعى، وهو منصب لا يتسق مع السيرة الذاتية لطلبة الذى أعرفه مدربًا مجتهدًا يشق طريقه فى أندية المظاليم كفنىٍّ، ولم نسمع عن عمله بالإدارة، ولكنها الوظيفة الشاغرة فى الأهلى التى تضمن له مرتبا معتبرا (بارك له الله فيه)، وثالثهم وائل رياض مقدم البرامج فى قناة «25 يناير» الإخوانية ليعمل مديرًا للإدارة الفنية التى ترشح اللاعبين وتقيمهم، وإذا كنت أشهد أن الثلاثة من المهذبين المحترمين، ولكنى أتحفظ على أمرين: الأول: أن يستخدموا انتماءهم للجماعة للحصول على وظائف عليا برواتب كبيرة داخل النادى، لأنهم لولا ارتباطهم بها لما عملوا فى تلك الأماكن باستثناء هادى خشبة، وهو استغلال يضر أو هكذا أراه يضر بسمعة الجماعة إذا كانوا حريصين عليها. الثانى: من المحزن أن يتم استخدامهم ليكونوا كوبرى عبور حسن حمدى إلى شط الجماعة وماسورة انتقاله من الوطنى الديمقراطى إلى الإخوانى.