شهدت الساعات الأخيرة قبل أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية، أمس الخميس، ذروة التخبط والارتباك من جانب الأطراف المشاركة فى اختيار التشكيل الوزارى؛ المتمثلة فى الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، والدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء المكلف، وفى خلفية المشهد ضغوط كل من المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين. وفجر قنديل مفاجأته بإعلان تكليف الدكتور طلعت عفيفى بوزارة الأوقاف، وكشفت مصادر حكومية عن أن قرار استبعاد أسامة العبد من المنصب فى اللحظات الأخيرة جاء من رئيس الجمهورية إرضاء للتيار السلفى. وكانت المفاجأة الثانية اختيار العامرى فاروق، عضو مجلس إدارة النادى الأهلى، وزيراً للرياضة بعد استبعاد علاء عبدالصادق وهادى خشبة، وحسب المصادر فإن قنديل كان صاحب القرار إثر ضغوط عدد من قيادات الإخوان الذين لاحقوه بالاتصالات الهاتفية لتعيين خشبة الذى كان قد قدم دعماً كبيراً للدكتور مرسى وقت ترشحه لرئاسة الجمهورية. وحتى قبل حلف اليمين بدقائق لم يكن التشكيل اكتمل، وخلال ما يقرب من 5 ساعات قبل التوجه للقصر الجمهورى التقى قنديل 11 شخصية، وظل منصب وزير الطيران المدنى معلقاً فى ظل المخاوف من اختيار شخصية يعترض عليها العاملون فى الوزارة. من جانبه، كشف الدكتور حسن البرنس، القيادى الإخوانى، الذى رُشح لتولى وزارة الصحة، عن أن حزب الحرية والعدالة رفض تولى حقيبتى الصحة والكهرباء. وأرجع حزب النور السلفى، رفضه المشاركة فى الحكومة الجديدة، إلى ما سماه «تهميشه وإهانته»، وكشف عن أنه عرض 12 شخصية لتولى وزارات مهمة جرى إقصاؤهم جميعاً دون مبررات واختيار الأقل منهم كفاءة، وأشار إلى وجود ضغوط مورست على الإخوان حتى لا يجرى اختيار وزراء منهم. ووصفت الأحزاب المدنية التشكيل بأنه غير متجانس، وفسرت ذلك بأن الإخوان تجنبوا تحمل مسئولية الفشل وحدهم، فيما أصدرت حكومة ظل الثورة بياناً رفضت فيه تشكيل الحكومة لاعتمادها على الفلول، وقالت إن هذه الوزارة جاءت لصناعة الأزمات.