رغم عودة عدد كبير من الفنانين إلى الدراما التليفزيونية في رمضان هذا العام، إلا أن الاعتناء بالشكل الفني كان في مجمله أكبر من الاعتناء بالمضمون، إذ جاءت أغلب القصص متشابهة ومكررة، أما علي مستوي الصورة فقد حاول صناع الأعمال تقديمها في شكل يقترب من صورة الأعمال التركية التي تهتم بالتصوير الخارجي أكثر من الاستمرار في لوكيشنات الاستديوهات الضيقة والتقليدية. من بين هذه الأعمال مسلسل "فرقة ناجى عطا الله"، الذى تميز بالتركيز على المشاهد الخارجية والطبيعية، تحديداً في الأماكن التي تم التصوير فيها مثل شرم الشيخ، ولبنان الذي وقع عليه اختيار المخرج رامى إمام لتصوير مشاهد تل أبيب. وأيضاً مسلسل "الخواجة عبد القادر" الذى اعتمدت أغلب أحداثه على التصوير الخارجي، إذ تم التصوير في مواقع مختلفة منها لندن، حيث ظهرت صور متعددة لشكل وحياة الإنجليز قديماً، بما فيها الريف الأوروبي وشكل المطارات، هذا بالإضافة إلى المواقع المفتوحة في صحراء السودان والذي تدور فيه أغلب أحداث العمل. وكذلك مسلسل "خطوط حمراء" للفنان أحمد السقا، والذى صورت منه مشاهد عديدة وسط المناظر الطبيعية وخصوصاً أن التركيز كان الأغلب فيه على مشاهد تم تصويرها في وسط البحار، ويشاركه في ذلك مسلسل "الهروب" فقد اعتمدت أغلب أحداثه أيضاً على التصوير في مواقع حيوية في مواني بورسعيد والاسكندرية. في حين تمسكت بعض الأعمال الأخرى بالتصوير في اللوكشنات الداخلية، إلا أنهم خرجوا من المأزق، وحاولوا جذب المشاهد عن طريق آخر وهو الاعتماد على الديكورات الفارهة مثل مسلسل "مع سبق الاصرار" الذي اعتمد على فخامة الأثاث الموجودة في شقق بطلى العمل "زياد" و"فريدة" أو ماجد المصري وغادة عبد الرازق، وقد مال الأثاث إلى الاستايل الأمريكي. كذلك الديكورات الموجودة في مسلسل "9 جامعة الدول" حيث فيللا "عصفور" بأثاثها الفخم، وحتى باقي الشقق التي ظهرت ضمن أحداث المسلسل تميزت بالفخامة. وهناك أيضاً مسلسل "سر علني" ل غادة عادل، الذي ظهرت فيه الديكورات تتميز بالأناقة والرقي مثل الفيللا التي يعيش فيها إياد نصار، ومثلها أيضاً التي تعيش فيها غادة عادل. أما عن المسلسلات التي تميزت بالنمطية في التصوير، من حيث عدم تنقلها سواء في لوكشنات خارجية أو الاعتماد على الديكورات الفارهة كوسيلة آخرى لجذب المشاهد، كان من بينها مسلسل "الزوجة الرابعة" فرغم أن شخصية "الحاج فواز" الذي يجسد دوره مصطفي شعبان ثرية، وتتزوج من أكثر من سيدة إلا أن الديكورات التي ظهرت في الفيلا التي يعيش فيها هو وزوجاته متواضعة في حين مثلاً أن الفيلا التي ظهرت في ديكورات مسلسل "العار" لأولاد الحاج عبد الستار تميزت بالفخامة، رغم أن الطبقة الاجتماعية التي تمثلها أحداث العملين مشتركة. كذلك شكل الفيلا التقليدي الذى ظهرت عليه فيلا صلاح السعدنى في مسلسل "الأخوة الأعداء" فقد تميزت بالشكل التقليدي الذي ظهر عدة مرات في "الفيلات" التي ظهرت في كثير من الأعمال الدرامية السابقة، لتتفوق هنا دراما "شربات لوز" وتحاول خطف الأنظار قليلاً داخل فيللا سمير غانم، والتي خرجت تشبه ديكورات القصور العتيقة، وهو الأمر الذي يجذب المشاهد على متابعة العمل.