إنها "عدالة السماء". . تلك هى "المقولة" التي رددها الكثير من عشاق كرة القدم عقب تتويج أتليتيكو مدريد بلقب الليجا الإسبانية لأول مرة منذ أكثر من 9 أعوام على حساب القطبين برشلونة وريال مدريد. المثير أن رغم موسم برشلونة السيء وفشل جميع نجومه هذا العام في الوصول إلى نصف مستوياتهم السابقة إلا أن البرسا كان على وشك التتويج بالدوري الإسباني في الجولة الأخيرة في معقله الكامب نو على حساب الأتليتي الذي تفوق على الفريق الكتالوني طوال الموسم. الجميع من عشاق كرة القدم حول العالم كانوا يساندوا ويدعموا أتليتيكو مدريد من أجل تتويجهم بلقب الليجا هذا الموسم لكثير من الأسباب لعل أبرزها أنهم الفريق الأفضل والأجدر باللقب هذا الموسم بجانب استطاعته لإزاحة برشلونة وريال مدريد من صدارة الدوري الإسباني لأول مرة منذ زمنٍ بعيد. وبالفعل ذهب اللقب لمن يستحق وذهبت البطولة للفريق الأجدر والأفضل والأحق باللقب وتحققت العدالة الكروية رغم أن كان برشلونة الأقرب لتحقيق البطولة في آخر 90 دقيقة من المسابقة. فهذه هى متعة وإثارة كرة القدم، ولهذا هى قاسية في بعض الأحيان ومصنفة في أحيانٍ أخرى، فالفريق الكتالوني كان في أسوأ حالاته هذا الموسم، ميسي ليسه هو "النجم" الأرجتيني صاحب الأرقام القياسية والأهداف الخيالية، تشافي وإنييستا فقدا الكثير من بريقهما وباتا يقدمان ربما أقل من نصف عطاءاتهما السابقة مع الفريق، وحال البرسا بالكامل بالتأكيد لم يسر عدو أو حبيب ومن الطبيعي أن ينتهي موسم البلوجرانا برحيل مارتينو وتغيير شامل في الفريق. ولكن. . الآن ونحن على بعد ساعات قليلة من نهائي دوري أبطال أوروبا الذي سيجمع بين ريال مدريد وأتليتيكو مدريد، وهاهو الأتليتي بقيادة الرائع دييجو سيميوني يحاول خطف أقوى البطولات الأوروبية والتتويج بلقب الفريق الأفضل على عرش الكرة الأوروبية، ستكون كرة القدم أيضاً بين اختيارين إما بأن تكون قاسية أو منصفة لأن البطولة الأغلى في أوروبا ستتحدد في 90 دقيقة فقط. ولنكون منصفيين فأن عدالة السماء هذه المرة تقول أن ريال مدريد هو الأحق بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، فما قدمه كريستيانو رونالدو وحده هذا الموسم يشفع له الحصول على اللقب، فهو هداف الليجا الإسبانية بعدد 31 هدفاً في 30 مباراة وصنع 9 أهداف أخرى بجانب حصوله على لقب رجل المباراة في 11 مناسبة، والواقع يقول أيضاً أن "الدون" هو هداف دوري أبطال أوروبا برقم تاريخي يبلغ 16 هدفاً بجانب صناعته 3 أهداف أخرى وحصوله على رجل المباراة 3 مرات. فمنذ وصوله إلى ريال مدريد في صيف 2009، ورنالدو يحاول بكل الطرق قيادة فريقه ريال مدريد إلى التتويج بالبطولة الأوروبية العاشرة والغائبة عن خزائن النادي الملكي منذ أكثر من 12 عاماً. ريال مدريد اقترب كثيرا في الثلاث سنوات الماضية التحديد بوصوله إلى نصف نهائي البطولة ولكن سوء الحظ كان يلازمه حتى كسره في هذه البطولة ليصل للنهائي الأول له منذ 2002. قد يرى البعض أن أتليتكو يمر بموسم استثنائي وتاريخي بجانب أن مشوراها في دوري الأبطال يشفع له بالتتويج بالبطولة ولكن ربما "العدالة" تقول أن الفريق الذي انتظر كثيرا هذه المباراة وقدم هذا الموسم كل ما يكفيه لتحقيق اللقب بما فيهم اكتساح بايرن ميونيخ على أرضه برباعية نظيفة هو الأحق والأجدر باللقب. العدالة تقول أن رونالدو يستحق هذا الموسم أكثر من لقب كأس إسبانيا بعد أن تفوق على ليونيل ميسي في كل شيء لعبا وأرقاما وأهدافا ونتائج، العدالة تقول أن أنجيل دي ماريا لابد أن يتوج موسمه التاريخي ببطولة مثل الأبطال تتناسب مع أرقامه المميزة هذا الموسم حيث أصبح أفضل صانع أهداف في الليجا الإسبانية بصناعته 17 هدفا، هذا بالإضافة إلى التفوق الكاسح للنجم الويلزي جاريث بيل صفقة الريال الشهير على البرازيلي نيمار صفقة برشلونة الصيفية. ربما تكون إشارة بعد سقوط برشلونة وتتويج أتليتيكو مدريد بلقب الدوري، في تتويج ريال مدريد بقيادة كريستيانو بلقب دوري الأبطال لأنه نعم هو الأفضل والأجدر بلقب هذه البطولة ليتم تصنيفه أفضل فريق في أوروبا لهذا العام. محمد عمارة