فى الوقت الذى كان فيه البيت الصوفى يجمع على رفض مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى للانتخابات الرئاسية، أعلن الشيخ طارق ياسين شيخ الطريقة الرفاعية دعمه للمرشح الإسلامى. قوبل اعلانه باستغراب متابعى الصراع الناعم بين جماعة الاخوان المسلمين والطرق الصوفية، فالاولى تنتقد مبالغة المتصوفة فى حب آل البيت وزيارة الاضرحة إلى جانب إقامة الموالد والثانية ترى فى الجماعة نموذجاً للاسلام المتشدد البعيد عن سماحة الدين. وفى حواره مع « الوفد» أكد ياسين دور أبناء الطريقة الرفاعية فى حسم المعركة الانتخابية لصالح مرسى خاصة بمحافظات الصعيد، مشيراً إلى لقاء جمعه مع مرسى وبايع خلاله الرئيس المنتخب. لماذا أعلنت تأييدك للدكتور محمد مرسى مخالفاً اجماع الطرق الصوفية التى رفضت دعمه؟ أنا مؤمن أن مرسى هو الوحيد الذى يضمن استكمال الثورة لتحقيق اهدافها، لذا أعلنت تأييده رئيسا لمصر . ماهى الاجواء داخل البيت الصوفى بعد فوز مرسى كأول رئيس مدنى للبلاد؟ لم يصدر اى رد فعل داخل البيت الصوفى بشكل عام، ولكن داخل الطريقة الرفاعية هناك فرحة عارمة وتلقيت عشرات الاتصالات من ابناء الطريقة خاصة بمحافظات الصعيد الذين يقدر عددهم بالملايين. وأحب ان اشير إلى ان الطريقة الرفاعية تعاونت مع حملة الدكتور محمد مرسى خلال الانتخابات وشكلت غرفة عمليات لمتابعة العملية الانتخابية أولاً بأول فى جميع المحافظات التى يتمركز بها أكبر عدد من مريدى الرفاعية ومنها الفيوم وبنى سويف وقنا وسوهاج والبحيرة والاسكندرية. ويمكننى القول بكل ثقة إن الطريقة الرفاعية هى التى حسمت النتيجة لمرسى فى الصعيد «فقد عبر رجال الرفاعية مع مرسى قناة الحرية». هل جمعك لقاء بمرشح حزب الحرية والعدالة ؟ لأول مرة أعلن أننى التقيت به بعد اجتماعه الاخير بالنوبيين بمدينة نصر قبل إجراء الانتخابات بأيام وبايعته رئيساً للجمهورية. معنى ذلك انك أمرت أبناء طريقتك بانتخاب المرشح الذى بايعته؟ بالطبع لا، فثورة 25يناير اندلعت لرفع راية الديمقراطية وهو ما طبقته داخل الطريقة فلم أجبر أحداً على اختيار مرشحى ولكنهم يثقون برأيى لذلك فغالبية الرفاعية أعلنوا تأييدهم لمرسى، والدليل على ذلك أن عدداً من الرفاعية أعطوا أصواتهم للمرشح المنافس الفريق احمد شفيق. ما سر خوف الصوفية من الحكم الاسلامى؟ للأسف لقد نجح الراغبون فى إفشال الثورة عبر وسائل الاعلام فى تشويه صورة الاسلاميين وتخويف المصريين منهم وتحويلهم لفزاعة، لذلك فأغلب المتصوفة يعتقدون أن وصول جماعة الاخوان المسلمين للحكم يعنى هدم أضرحة اولياء الله الصالحين وإلغاء الموالد. ما رأيك فى الاعلان الدستورى المكمل للثورة الذى اصدره المجلس العسكرى عشية اليوم الثانى من جولة الاعادة؟ الاعلان الدستورى مكمل لثورة المصريين، لأنه يتضمن تشكيل المجلس العسكرى للجمعية التأسيسية للدستور وهو أمر فى صالحنا بعد أن تم استبعدنا من تشكيل اللجنة الاخيرة ، فكيف يتم تجاهل اكثر من 15 مليون صوفى ولا يتم تمثيلهم داخل لجنة اعداد الدستور، والطريقة الرفاعية وحدها تضم 200قاض. ولكن الاعلان الدستورى المكمل يتضمن بنوداً تسلب صلاحيات مهمة للرئيس؟ أرى أنه طالما هناك اختلاف على الاعلان المكمل فالحل الوحيد هو اجراء استفتاء شعبى على بنوده ليقرر المصريون صلاحيات رئيسهم. ماذا لو كان الفريق أحمد شفيق من فاز بالانتخابات؟ نحن نحترم شرعية الصناديق الانتخابية وفوز المنافس لايعنى النهاية. ما الذى تتمناه من الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية؟ أتمنى إعادة الامن إلى الشارع، وأحب أن ألفت نظره إلى ان المتصوفة جزء أصيل من المجتمع يعبر عن مدنية الاسلام ولا يمكن بأى حال تهميشهم. هل تتوقع موقفاً انتقامياً لمرسى ممن لم يعلنوا تأييدهم له؟ الدكتور محمد مرسى لن يفكر بتلك الطريقة وقد أعلنها صراحة أنه يتقبل جميع المعارضين له وقال فى تصريح له « أهلا بالمعارضة». وفقا لرؤيتك فالطريقة الرفاعية لديها تأثير وتكتل فى الشارع .. لماذا لا يكون لها نشاط سياسى مثل إنشاء حزب؟ جمعنا توكيلات بالفعل لإنشاء حزب «صوت الحرية» ونحن بصدد تقديم طلب للجنة شئون الاحزاب، ليكون حزبا معبرا عن جموع المصريين بمن فيهم المتصوفة.