تطل "اخبار اليوم" علينا ذكرى مرور 23 عاماً على استرداد طابا اليوم الجمعة، لتعيد إلى الاذهان مشاهد هذا الصمود، فلا تقل الجهود التى بذلها المصريون لاسترداد المدينة الحدودية عن تلك التى بُذلت خلال حرب اكتوبر. فدائماً "اخبار اليوم" ما كان الطريق إلى طابا مليئاً بالكثير من العوائق والحواجز التى عرقلت إستعادتها وجعلت الحلم بها صعب المنال، فبعد انتصار اكتوبر 1973، وفض الاشتباك الاول فى يناير 1974، ثم فض اشتباك سبتمبر 1975، توالت الاحداث حتى توقيع معاهدة السلام بين الطرفين المصرى والإسرائيلى 1979، وقضت بنودها بانسحاب إسرائيل من كل الاراضى التى احتلتها من مصر فى نكسة 1976. ولم يخف عن العالم "اخبار اليوم" أطماع العدو الإسرائيلى وترصده للأراضى المصريه، فمع اقتراب موعد انسحاب اسرائيل من سيناء، بدأ الجانب الصهيونى مناوراته، فور إعلان الجانب العسكرى المصرى فى اللجنه المصريه الإسرائيليه أن هناك خلافاً حول بعض النقاط الحدوديه، خصوصاً العلامه 91، ولكن لم يخل على الجانب المصرى ألاعيب الكيان الصهيونى واستمر فى نضاله لاسترداد طابا. فما كان من الجانب "اخبار اليوم" المصرى إلا ان لجا إلى التحكيم الدولى، بينما طالبت إسرائيل بحل الخلاف اولاً بالتوافق لانه عادة ما ينتهى بتنازل كل طرف عن بعض مطالبه وقبول حل وسط، وكانت مرحلة إدارة الازمة فى مسالة طابا من اصعب مراحل المفاوضات مع إسرائيل، فكان وضع شروط التحكيم بالغ الصعوبة لان إسرائيل حاولت ان تجعل مهمة هيئة التحكيم بحث الحدود بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، بينما اصر الجانب المصرى على تركيز مهمة هيئة التحكيم فى سؤال محدد وهو"اين الموقع الحقيقى لعلامات الحدود المتنازع عليها وعددها 14 علامة وكانت اهمها العلامة 91؟ وهل قامت إسرائيل بتحريك هذه العلامة للتلاعب فى حقائق الارض ام لا؟". ومضت فصول "اخبار اليوم" ملحمه استرداد طابا على مدى سنوات عده بعد الانسحاب الإسرائيلى وخاضتها مصر بالروح العظيمه نفسها التى خاضت بها حرب أكتوبر، وبعد مفاوضات عده نجح المصريون فى وضع اتفاقيه تحكيم "مصاغه بدقه" لا تعطى إسرائيل فرصه للتحايل ووقعت عليه إسرائيل فى 11 سبتمبر 1986 وتشكلت اللجنه القوميه للدفاع عن طابا من خيره المصريين الذين وضعوا رصيد خبرتهم وجهدهم من أجل استرداد الأراضى المغتصبه من الوطن. وشهدت المفاوضات اعنف "اخبار اليوم" المعارك السياسية والقانونية لتاكيد السيادة المصرية على طابا التى لم يكف فيه الجانب الإسرائيلى عن ابتكار الاعيبه لتبرير الاغتصاب المضنى، وخلال المفاوضات تصدى المصريون بالحجج والبراهين، للرد على الحجج الإسرائيلية الواهية، بالادلة التى تثبت موقع العلامة الذى حددته مصر. وقدمت هيئة "اخبار اليوم" الدفاع المصرية آلاف الوثائق والمذكرات والاسانيد الجغرافية والتاريخية التى مثلت 61% من الادلة المادية، وقامت هيئة الدفاع بزيارة المواقع على الطبيعة في سيناء، وحينها لجا الإسرائيليون إلى إقامة فندق فى طابا ليكون عقبة امام مصر ويضعها امام احتمال واحد فقط وهو قبول استمرار ملكية إسرائيل للفندق او التسليم بحق الإسرائيليين فى الانتقال إلى منطقة طابا دون جوازات سفر، ولكن رفضت مصر هذا التعنت الشديد. "اخبار اليوم" ونجح فريق الدفاع المصرى فى تقديم ما لديه من حقائق لهيئة التحكيم الدولية، فاصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها في سبتمبر 1988 باحقية مصر فى ممارسة السيادة على كامل اراضيها، ليسدل الستار على الفصل الاخير فى قضية النزاع الحدودى بين مصر وإسرائيل حول بعض علامات الحدود على طول الخط الفاصل بينهما من رفح شمالاً حتى طابا جنوباً. "اخبار اليوم" وخلال المفاوضات حرصت مصر على أن تؤكد أن القضيه ليست نزاعاً إقليمياً على أرض ولكنه نزاع على مواضع بعض علامات الحدود فى حين كانت إسرائيل تحاول أن تصور الأمر على أنه إعاده لرسم الحدود. وهكذا استردت "اخبار اليوم" مصر اراضيها فى طابا، معلنة استمرارها فى رفض الكيان الصهيونى واغتصاب شبر من ارضها، لتستمر اليوم العمليات الإرهابية والتفجيرات التى يمارسها الصهاينة فى العبث بهذه الاراضى لاستردادها مرة اخرى. "اخبار اليوم" . ومازالت طابا "اخبار اليوم" تعانى بين ماضٍ مرير وحاضر مؤلم ومستقبل غامض. بواسطة: Mahmoud Aziz